"لا تلمس أخي"...حملة للتضامن مع اللاجئين السوريين في إسطنبول
١٠ يوليو ٢٠١٩"ألقونا بالحجارة وتحطمت نافذة المحل بالكامل، كنا ثلاثة في الداخل وشعرنا بخوف شديد". هذا ما قاله السوري أحمد ياسين عن أعمال عنف مشابهة لتلك التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي في إسطنبول، حسبما أكدت لنا صحفية من عين المكان لموقع مهاجر نيوز رفضت ذكر هويتها. ويعمل اللاجئ السوري، الذي فرّ من حلب قبل ست سنوات، في صالون لتصفيف الشعر في حي كوتشوك شكمجة، حيث وقعت أعمال اعتداء من تجمع غاضب لشباب أتراك نتج عنه تدمير واجهات المحلات.
ليس ذلك فحسب، بل تعرض مخبز يمتلكه لاجئ سوري أيضا يدعى محمد العماري إلى تحطم واجهات المحل في المنطقة نفسها حينما توجه إلى مقر عمله.
حملة الكراهية ضد اللاجئين السوريين، نتجت عن سوء تفاهم وقع بسبب شائعة حول عراك لفظي بين فتى سوري وفتاة تركية ولم يتم التأكد ما إذا كان اعتداء أو تحرشا جنسيا، ما اضطر الشرطة التركية لتفريق الجموع الغاضبة باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه.
وحملة الكراهية تسببت في انطلاق هاشتاغ بعنوان #SuriyelilerDefoluyor (ليغرب السوريون عنا) على شبكات التواصل الاجتماعي. ليحتل صدارة الوسوم في تركيا لأول مرة منذ اندلاع الثورة السورية وفرار الملايين من السوريين إلى تركيا. كما شهد هاشتاغ آخر تحت اسم #SyriansGetOut (أخرجوا السوريين) تفاعلاً كبيراً.
"لا يوجد لكم مكان في هذا البلد"
لم يكن السوريون وحدهم من تعرضوا لتلك المضايقات، بل إن الأمر امتد إلى الأتراك أنفسهم الذين يقومون بتشغيل اللاجئين السوريين في أعمالهم. فقد قام حشد من الأتراك الغاضبين بتخريب أحد المطاعم بمدينة اسطنبول يقوم بتشغيل عدد من اللاجئين السوريين، ما دعا صاحب المحل للقول بأن "إذا عثر أحدهم على قطة ميتة في الشارع، فستجد شخصاً يقول إن سوريًا قتلها"، مضيفاً: "يجب أن نتوقف عن جعل السوريين كبش فداء" للحالة الاقتصادية، بحسب ما أفاد لوكالة الصحافة الفرنسية.
الشرطة التركية قالت إنها ألقت القبض على 16 شخصا بتهمة التحريض ضد اللاجئين السوريين في إسطنبول، وكشفت أن مجموعة على تطبيق "واتس آب" تنشر بيانات تحت اسم "شباب إكتيلي" وتضم 58 عضوا، كانت تقوم بتضخيم الأحداث. وأضافت أنها اعتقلت 11 شخصا من تلك المجموعة.
من جانبه، أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية اسطنبول الجديد عن حزب الشعب المعارض، دعا المواطنين الأتراك إلى "الهدوء وضبط النفس في التعامل مع اللاجئين السوريين"، قائلا "إننا إنسانيين لا عنصريين"، متعهدا بتقديم المساعدة المادية والمعنوية لهم في إسطنبول، وخاصة الأطفال والنساء، إلا أنه انتقد إدارة الدولة التركية منذ البداية لهذه الأزمة، "بفتحها الباب على مصراعيه لـ 3 ملايين إنسان دون اتباع معايير وآلية وطنية، ودون كتاب ولا حساب ولا مساءلة"، حسب قوله.
ويلقي عدد من الأتراك باللوم على اللاجئين السوريين في تدهور أحوالهم الاقتصادية بزعم أن اللاجئين يحصلون على الوظائف بجانب الدعم من الدولة التركية في العلاج والتعليم وغيرها من الأمور.
حملات لمساندة اللاجئين السوريين
لكن على الجانب الآخر، رفض مدونون أتراك الحملة ضد اللاجئين السوريين بعدة لغات، مؤكدين على أن تركيا ليس بها مكان للكراهية أو العنصرية.
حتى أن بعضهم كتب معلقا على ما يحدث لعدد من الأتراك الذين هاجروا الى ألمانيا ويقابلون بالجملة نفسها "عودوا الى بلادكم" متسائلين إن كنا نرفض ما يحدث لنا في ألمانيا فعلينا ألا نكرر الأمر في بلادنا ومع إخوتنا السوريين".
من جانبهم، عبر مغردون سوريون عن حزنهم العميق للحملة المتصاعدة ضدهم. عبد الله آلاف قال إن أجداده من السوريين دافعوا عن الدولة العثمانية وقاتلوا تحت رايتها خلال الحرب العالمية الأولى فكيف يمكن أن يحدث ذلك لنا اليوم.
ناشطون آخرون أطلقوا وسما بعنوان Karde؛imeDokunma# أو "لا تلمس أخي" لرفض الاعتداء على السوريين وتشجيع المزيد من الأتراك على التضامن معهم.
"موقف تضامني تركي مع اللاجئين السوريين"
وكتب آخرون: "أوقفوا الهجمات العنصرية ضد اللاجئين السوريين".
وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن تركيا أكبر مستقبل للاجئين في العالم، حيث استقبلت أكثر من 3.7 مليون سوري - بما في ذلك نصف مليون شخص في إسطنبول وحدها - أجبروا على الفرار من الحرب الدائرة في بلادهم.
وكانت دراسة أجرتها جامعة قادر هاس في إسطنبول الأسبوع الماضي قد أظهرت أن نسبة الأتراك غير الراضين عن وجود السوريين في بلادهم ارتفعت من 54.5 في المائة في عام 2017 إلى 67.7 في المائة في عام 2019.
عماد حسن ـ مهاجر نيوز