لا معنى للاحتفال باليوبيل الذهبي لاستقلال الصومال
٢ يوليو ٢٠١٠لن يحتفل الصوماليون بالذكرى الخمسين لاستقلالهم الموافقة للأول من تموز/يوليو، خصوصا وأن الحركة الإسلامية المتطرفة "الشباب" التي تسيطر على أجزاء كبيرة من البلاد، تقوم في الوقت الحالي بقطع أطراف كل من يقدم على مشاهدة ألعاب كأس العالم لكرة القدم، وبذلك تصبح أية مسيرة احتفالية أمراً غير مقبول. وحتى لو سمح لهم بذلك، فلن يجد الصوماليون بالضرورة سببا للاحتفال بعد مرور خمسين عاماً على الفاتح من يوليو من عام 1960، يوم علق عليه الكثيرون آنذاك آمالا كبيرة.
إن معاناة الشعب الصومالي من التقسيم الاستعماري لإفريقيا يصعب مقارنتها بمعاناة أي شعب إفريقي آخر، كما أن عواقب هذا التقسيم تساهم حتى اليوم في زعزعة استقرار منطقة القرن الإفريقي، إن معرفة هذه الحقيقة لا تخفف من معاناة الناس المسحوقين هناك، ولا حقيقة أن الحرب الباردة بين الجبهات المتنازعة قد حرمت الصومال من أي فرصة لبناء مؤسسات ديمقراطية.
غير أنه من الخطأ تحميل الخريطة الاستعمارية الذنب كله في فشل دولة الصومال، فبعد العديد من المحاولات لتشكيل حكومة توافقية في البلاد منذ عام 1991، بقي الصومال في حالة ميئوس منها. إنه لأمر محزن، باعتبار النظام القبلي السائد في البلاد ديمقراطي ديمقراطي في جوهره.
ومن سخرية القدر أن تتحول الصومال اليوم إلى عشا للقراصنة ومركز لتنظيم القاعدة، فبناءً على ذلك يتوجب على الغرب التفكر ملياً حول الوضع الإستراتيجي هذا البلد في القرن الإفريقي، وخاصة أنه لم تعد له أي رؤية سياسة اتجاه البلاد بعد فشل بعثة الأمم المتحدة أوائل التسعينات هناك.
طبعاً من غير المعقول القول بأن إنقاذ الصومال هو واجب الصوماليين وحدهم، فأغلب المتنورين قد غادروا البلاد ولم يعودو يقيمون في مقديشو أو كيسمايو وإنما في تورونتو وستوكهولم، وهذا يزيد من صعوبة إعادة إعمار البلاد، ولكن الآن يتعين على هؤلاء المتنورين أن يشركوا أنفسهم في عملية السلام وأن يلعبوا دور الوسيط بين القبائل المتناحرة.
إن إقالة المبعوث الخاص للأم المتحدة إلى الصومال ولد عبد الله المثير للجدل هو إشارة لتحرك إلى الأمام. كما أن الجار شبه المستقل والمسمى بإقليم "أرض الصومال"، يحاول التحرك، فقد توجه السبت الماضي مليون ممن يتمتعون بحق الانتخاب إلى صناديق الاقتراع لإسقاط الرئيس الحاكم. وكانت "جمهورية أرض الصومال" قد أعلنت استقلالها عن بقية الصومال عام 1991 وهي تمثل منذ ذلك الحين نموذجاً مضاداً لحالة الفوضوية في جنوب الصومال.
إن وجود حكومة حكم ذاتي غير معترف فيها عالمياً، والدعم المقدم للحكومة العاجزة في مقديشو، هي جزء من حقيقة مرة ينبغي على الصوماليين مواجهتها في اليوبيل الذهبي لاستقلاله.
الكاتب: لودغر شادومسكي
مراجعة: حسن زنيند