لبسيوس أول عالم قرأ الكتابة الهيروغليفية بشكل صحيح
٨ نوفمبر ٢٠٠٦شهدت القاهرة أواخر شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي افتتاح معرض خاص بعالم الآثار الألماني لبسيوس. يركز هذا المعرض الذي يستمر ثلاثة اشهر على وثائق ومذكرات عالم الآثار الألماني كارل ريشارد لبسيوس، إضافة إلى نتاج أبحاثه وأهميتها في الكشف عن الكثير من جوانب التاريخ المصري العريق. وقد قام لبسيوس بتوثيق 67 أهراماً، و130 قبراً، إضافة إلى فك رموز عدد كبير من الوثائق الهيروغليفية وتلخيصها. كما يعد أول من قرأ هذه الرموز صحيح. وبذلك يعد هذا العالم واضع حجر الأثاث لدراسة الآثار المصرية القديمة على الإطلاق حسب تعبير السيدة آغنيتى شبيشت المشرفة على المعرض.
وثائق يدوية فريدة
وإضافة إلى الوثائق الفريدة التي خلفها لبسيوس عن رحلته الاستكشافية إلى وادي النيل، قام بتأليف كتاب مهم عن هذه الرحلة. وعن هذا الكتاب قال زاهي حواس رئيس هيئة الآثار المصرية: "إن الرسوم التي تركها لنا لبسيوس في كتابه تبين ما حدث للآثار منذ القرن التاسع عشر، فبفضلها تأكد لنا أن ما لا يقل عن 18 بالمئة من هذه الآثار ضاعت لعدم الاعتناء بها". وتعد المخططات لدقيقة والرسوم البانورامية التي وضعتها بعثة لبسيوس بقلم الرصاص والحبر الصيني فريدة من نوعها. وفيما عدا بعثة تصوير فرنسية، لم يقدم أحد بتوثيق يدوي مماثل.
صاحب فكرة المتحف المصري في برلين
عُّيّن لبسيوس بروفسوراً فوق العادة في جامعة برلين عام 1842. وقد تولى رئاسة البعثة الأثرية الألمانية إلى مصر والسودان حتى1846. بعدها عاد وأفراد بعثته من رحلتهم العلمية الاستكشافية في وادي النيل ومعهم أكثر من 1500 قطعة أثرية شكلت نواة المتحف المصري الذي تم تشييده بناء على اقتراح لبسيوس نفسه في برلين.
رجل المهام الصعبة
وقبل أن يسافر إلى مصر جهّز نفسه لذلك عدة سنوات. وفي هذا الإطار قام بدراسة علم الآثار الرومانية والاغريقية وقواعد اللغة المصرية القديمة أي الهيروغليفية التي وضع أسسها عالم الآثار الفرنسي شاملبيون. وبعد الانتهاء من ذلك في ايطاليا ومصر عاد إلى ألمانيا ليعرض على الملك فريدريش فيلهلم الرابع القيام برحلة أثرية استكشافية إلى مصر، فكان له ما أراد.
في وادي النيل عمل لبسيوس بجد منقطع النظير. وهناك تحمل التعب والإرهاق وظروف العيش الصعبة في خيمة صحراوية لفترة طويلة. وعندما عاد مع فريقه إلى برلين كان يعاني من ضائقة مالية، لكنه رغم ذلك قام بنشر كتابه الذي تضمن نتائج أبحاثه واكتشافاته الأثرية بعنوان: آثار مصر وأثيوبيا. ويعد هذا الكتاب أحد أهم مراجع الدراسات المصرية حتى يومنا هذا.
إستر ساوب / إعداد عارف جابو