لبنان: هدوء حذر في طرابلس وقلق أوروبي من تدهور الأوضاع
٢٤ مارس ٢٠١٣ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن حالة من الهدوء سادت مدينة طرابلس الساحلية شمال البلاد، بعد اشتباكات عنيفة كانت شهدتها المدينة يوم أمس. وأوضحت الوكالة أن الجيش نفذ انتشاراً واسعاً ويسير دوريات في مختلف الشوارع ويقيم الحواجز الثابتة ويدقق في هويات المارة.
ودخل الجيش اللبناني المدينة الليلة الماضية للسيطرة على الأوضاع، حيث دارت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية. ولم يتضح بعد ما إذا كانت اشتباكات الليلة الماضية قد أسفرت عن سقوط ضحايا.
وكان شخص قتل مساء أمس برصاص قناصة في المدينة بعد تجدد التوتر الأمني الذي بدأ مساء الأربعاء الماضي بين سكان منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية الموالية للنظام السوري، وبين سكان باب التبانة ذات الغالبية السنية المناصرة للمعارضة السورية. وأدت الاشتباكات إلى مقتل 6 أشخاص بينهم جندي بالجيش اللبناني، وإصابة 31 آخرين بجروح.
الرئيس سليمان يقبل استقالة ميقاتي
من جهته قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أمس السبت إن الرئيس ميشال سليمان قبل استقالته ودعا إلى تشكيل حكومة "إنقاذية" لتصريف شؤون البلاد بعد جمود سياسي مع حزب الله.
وقد تغرق استقالة ميقاتي لبنان -الذي يصارع بالفعل تدفقاً متزايداً للاجئين السوريين وامتداد إراقة الدماء إليه جراء الصراع في جارته سوريا- في مزيد من الفوضى وعدم وضوح الرؤية قبل ثلاثة شهور من انتخابات برلمانية مقررة.
وجاءت استقالة ميقاتي قبل أمس الجمعة بعد اجتماع وزاري على مدى يومين وصل إلى طريق مسدود جراء خلاف مع حزب الله. وقال ميقاتي "قدمت استقالتي الخطية لرئيس الجمهورية والمهم أن يبدأ الحوار وأن تنشأ حكومة إنقاذية في هذه المرحلة الصعبة وأشكر الله أني خرجت كما دخلت صادقاً".
واعترض حزب الله على تمديد فترة مسؤول أمني كبير وتشكيل لجنة للإشراف على الانتخابات البرلمانية المقررة في لبنان والتي قد تتأخر الآن بسبب انهيار حكومة ميقاتي. ومن المقرر أن يحال مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء السني أشرف ريفي إلى التقاعد الشهر المقبل. وينحدر ريفي من طرابلس وهي مدينة ميقاتي أيضاً. وطالب ميقاتي بالتجديد لريفي لكن حزب الله وحلفاءه رفضوا ذلك لأنهم لا يثقون فيه. وقال رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، وهو حليف وثيق للحريري الذي كثيراً ما دعا ميقاتي إلى الاستقالة، إن استقالته الآن "يمكن أن تفتح المجال أمام الحوار من جديد".
وسعى ميقاتي إلى إبعاد لبنان الذي خاض حرباً أهلية دارت رحاها على مدى 15 عاماً عن الصراع في سوريا المستمر منذ عامين.
قلق أوروبي
أعرب الاتحاد الأوروبي السبت عن قلقه لتدهور الوضع في لبنان بعد الاستقالة المفاجئة لحكومة نجيب ميقاتي. وفي بيان أصدرته على هامش اجتماع وزاري في دبلن، عبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون عن "قلقها لتدهور الوضع في لبنان بعد قرار رئيس الوزراء (نجيب) ميقاتي الاستقالة".
وأضافت أن "انعدام التوافق بين القوى السياسية في الحكومة ومجلس النواب أدى إلى مأزق خصوصا حول الانتخابات، فيما المشاكل الأمنية ما زالت ترخي بظلالها على استقرار البلاد".
وأشارت اشتون في بيانها إلى الأعباء التي يرتبها على البلاد "وجود مئات آلاف اللاجئين" السوريين. لكن "اللبنانيين ما زالوا يبدون تضامنا ويقاومون" هذه الأعباء.
ش.ع/ ع.غ (أ.ف.ب، رويترز)