لبنة أخرى في التعاون الأكاديمي المغربي الألماني
٢٠ سبتمبر ٢٠١١تشهد منطقة شمال إفريقيا حراكاً سياسياً ومجتمعياً كبيراً في الآونة الأخيرة، جعل الأنظار تتجه إليها باعتبارها بلدان وليدة العهد بالديمقراطية، الأمر الذي حفز الكثير من الباحثين والأكاديميين على ارتياد هذه البلدان من أجل التعمق أكثر في ثقافتها. من هنا جاءت فكرة الشراكة بين جامعة برلين الحرة ومدرسة الحكامة والاقتصاد بعاصمة المغرب الرباط.
وبموجب هذه الشراكة يتسنى لطلاب البكالوريوس في الجامعة الألمانية في تخصصات علوم التاريخ والحضارة والسياسة الدراسة لمدة فصلين دراسيين في هذه المؤسسة المغربية، سواء باللغة الإنجليزية أو الفرنسية.
مدرسة مغربية بروح دولية
لمدرسة الحكامة والاقتصاد المغربية على شراكات مع جامعات من القارات الأربع، ويمتد المسار الدراسي بها على مدى خمس سنوات منظمة في فرعين، الأول، وهو متعدد التخصصات، يستمر لثلاث سنوات، في حين ينتهي الفرع الثاني، الذي يستمر لسنتين، بالحصول على ماستر في تخصصات الشؤون العمومية، والتمويلات الدولية للمشاريع في البلدان الصاعدة والاستراتيجيات الترابية والحضرية. ويقول سايمون شين لي، مسؤول التعاون والشراكة بمدرسة الحكامة والاقتصاد: "إن البحث دائم عن شراكات جديدة للتبادل الطلابي وكذلك بالنسبة للأساتذة، لأن فيه تبادلاً للخبرات والتجارب، إضافة لما فيه من إمكانية إجراء بحوث ودراسات مشتركة".
وتعد المدرسة المغربية مركزاً رئيساً لتلقى طلبات الخريجين وطلاب الدكتوراه الراغبين في إجراء بحوثهم في المنطقة. ويوجد في مدرسة الحكامة والاقتصاد بالرباط مجالات هامة تتيح إقامة حوار علمي عابر للثقافات، وذلك بغرض تنفيذ المشروعات البحثية التي لها علاقة بالمنطقة، كل هذا فضلاً عن تقديم الدعم في مجال البنية التحتية العلمية.
تعاون أكاديمي واعد
تعتبر مدرسة الحكامة والاقتصاد أن البحث عن شراكات مع جامعات عريقة من مختلف المشارب يعد رأسمالاً أكاديمياً لا ينضب له معين، وانطلاقاً من هذا المبدأ جاءت الشراكة بين هذه المدرسة المغربية وجامعة برلين الحرة. وكان للاتصالات الوثيقة التي تمت مع معهد الدراسات السياسية في باريس، وهو الشريك الذي تربطه شراكة طويلة الأمد مع مدرسة الحكامة والاقتصاد بالرباط، دور كبير في جسر الهوة بين هذين الصرحين العلميين.
وبحسب ما صرحت به منسقة التبادل الطلابي في معهد "أوتو زور" لعلوم السياسة بجامعة برلين الحرة، الدكتورة زابينه فون أوبلن "فإنه من المهم الآن وانطلاقاً من هذه الشراكة أن نعمل على تكثيف التعاون الثلاثي بين باريس والرباط وبرلين". وبناء على هذا المثلث الأكاديمي يستطيع الدارسون في الرباط أن يتقدموا على الفور بطلباتهم للدراسة في الماستر المزدوج بين معهد العلوم السياسية في باريس وجامعة برلين الحرة، وهو الماستر الذي يحمل اسم " العلاقات الأوربية والدولية".
مدرسة الحكامة والاقتصاد: مشيمة قادة المستقبل
منطقة شمال إفريقيا لم تعد فقط مجالاً واعداً في الشؤون الاقتصادية، بل أصبح لها مكان متعاظم من الناحية الثقافية والأكاديمية، الأمر الذي يستدعي جيلاً من القادة القادرين على تدبير المرحلة الراهنة بمستجداتها وتحولاتها الكبيرة. وانطلاقاً من هنا يقول سايمون شين لي، مسؤول التعاون والشراكة بمدرسة الحكامة والاقتصاد "إن المدرسة تسعى لتكوين قادة المنطقة المستقبليين". وتسعى إلى أن تكون طرفاً فاعلاً في عمليات الإصلاح الراهنة وأوجه التحول الديمقراطي. ومن ثم أسست مدرسة الحكامة والاقتصاد بالرباط في شهر يونيو/ حزيران من هذا العام حلقة نقاشية تسنى فيها للدارسين أن يلقوا أمام ممثلي اللجنة الاستشارية المعنية بالإصلاح الدستوري أفكارهم بشأن إصلاح المدونة المغربية (الدستور المغربي).
عبد المولى بوخريص
مراجعة: عماد غانم