لجنة بيكر تدعو إلى حل أزمة العراق عن طريق الحوار
٦ ديسمبر ٢٠٠٦قدمت يوم أمس الأربعاء لجنة دراسة الوضع في العراق توصياتها بشأن وضع القوات الأمريكية واحتمالية تغيير استراتيجيتها. والتقى أعضاء اللجنة المكلفة بالدراسة بالرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الأبيض أمس الأربعاء لتسليمه التقرير ولمناقشة خطوطه العريضة، قبل أن يتم نشره. وخلال مؤتمر صحفي أعقب تسليم التقرير اعتبر الرئيس بوش التقرير أرضية مشتركة للجمهوريين والديمقراطيين في التعامل الملف العراقي. وقد وعد الرئيس بوش بأن يأخذ بجدية شديدة توصيات اللجنة، التي وصفت الوضع في العراق بالخطير والمتدهور. الجدير بالذكر ان الكونغرس الأمريكي كلف في شهر آذار/ مارس الماضي وزير الخارجية السابق جيمس بيكر (من الحزب الجمهوري) والسيناتور الديمقراطي السابق لي هاميلتون بأعداد الدراسة. ويأتي تقديم التقرير في وقت يواجه فيه الرئيس بوش ضغوطاً داخلية كبيرة حول استراتيجيته للحرب في العراق في ظل العنف والفوضى الأمنية في العراق، إضافة الى تصاعد الخسائر البشرية بين صفوف الجيش الأمريكي.
تغيير الاستراتيجية الأمريكية في العراق
لم تتضمن توصيات التقرير انسحاباً مفاجئاً للقوات الأمريكية من العراق، لان نتيجة خطوة مثل هذه تضع منطقة الشرق الأوسط في أتون أزمة كبيرة، تطال تأثيراتها جميع بلدان هذه المنطقة المتخمة بالأزمات. غير إن اللجنة أوصت ان تبدأ واشنطن بتحريك قواتها المقاتلة الرئيسية الى خارج العراق تدريجياً، بحيث يتم سحب كل الألوية المقاتلة غير اللازمة لحماية قواتها التدريبية هناك بحلول الربع الأول من عام 2008. وأعتبر واضعو التقرير ان الحل الأمثل لخروج القوات الأمريكية من المستنقع العراقي هو تغيير طبيعة المهام التي تقوم بها على الأرض. ويتمثل ذلك بتحويل دور هذه القوات من المهام القتالية الى تقديم الدعم لقوات الشرطة والجيش العراقية، التي مازالت تعاني بعد فترة طويلة من تشكيلها نقصاً كبيراً في الإمكانات اللوجستية والتسليحية. وتتمثل طبيعة هذا الدعم في زيادة عدد الكوادر الأمريكية، التي تشرف على تدريب قوات الأمن العراقية.
المشكلة العراقية جزء من مشكلة الشرق الأوسط
أكد المحور الثاني للتقرير على ان المشكلة العراقية باتت جزءاً من الصراع في منطقة الشرق الأوسط عموماً وطرفاً في المعادلة الإيرانية-السورية-الأمريكية الصعبة. ولذلك فأن حلها لابد ان يكون في أطار سلام شامل في المنطقة، وفي هذا السياق دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم أمس دول الجوار العراقي الى المساهمة في نزع فتيل الأزمة العراقية. وهذا يأتي مطابقاً لتوصيات اللجنة التي أكدت على أهمية إشراك أمريكا لسوريا وإيران بصورة بناءة في أية تسوية للمشكلة العراقية. عن هذا تقول د. مارغريت يوهانسن من معهد بحوث السلام والسياسة الأمنية في جامعة هامبورغ، التي إلتقاها موقعنا، ان هذه الخطوة تعد ضرورية في إعادة الاستقرار إلى العراق، ولكنها في الوقت نفسه ترى "ان هذا يدل على الوضع اليائس الذي وصلت إليه السياسة الأمريكية في العراق." ووجه التقرير نقداً ضمنياً لسياسة الحرب، التي تنتهجها ادارة الرئيس الأمريكي جورج بوش. ودعاها إلى البحث عن حلول تفاوضية ودبلوماسية في منطقة الشرق الأوسط.
ترقب ألماني وترحيب بريطاني
من جانبها رحبت لندن، الحليف الأكبر لواشنطن في حرب العراق، بالتقرير وقالت على لسان وزيرة خارجيتها مارغريت بيكيت ان نتائجه تتطابق "بشكل عام" مع رؤيتها للتطورات الجارية في العراق. أما برلين فقد أعلنت على لسان مسؤول العلاقات الألمانية-الأمريكية في الحكومة الألمانية كرستيان فويغت انها تنتظر تطبيق مجموعة توصيات الدراسة، وعلى وجه الخصوص التوصية بشأن سحب الوحدات القتالية الرئيسية من العراق. وفي مقابلة مع صحيفة نوردفيست الألمانية شدد فويغت على ان أي انسحاب للقوات من العراق يجب ان يكون مدروساً. وفي هذا السياق قال مسؤول السياسة الخارجية في الحزب الليبرالي الديمقراطي فولفغانغ غيرهارد في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية ان تقرير بيكر قدم صورة عن الواقع في العراق واعتبر ان "الوقوف على حقيقة الأمور يعد الخطوة الأولى للتحسن."