هذا ما عليك الانتباه إليه أثناء الرحلات الجوية لتجنب العدوى
٢ مايو ٢٠٢١إجراءات كثيرة تمّ سنها منذ مدة في المطارات والطائرات لأجل منع انتشار فيروس كورونا، لكن تبقى عموما الطائرات مكانا أقلّ خطورة لانتشار العدوى من أماكن أخرى، إذا ما تمّ اتباع الإجراءات الصحيحة.
فريق تقصي الحقائق داخل دويتشه فيله تواصل مع خبراء وفحص دراسات لأجل الرد على أسئلة الجمهور:
ماذا نعرف عن انتشار فيروس كورونا في الطائرات؟
هناك ندرة في المعطيات، لذلك لا نفهم طرق انتشار كورونا في الرحلات إلى بشكل محدود للغاية. وعموما، يبقى ضروريا ارتداء أقنعة الوجه والحفاظ ما أمكن على التباعد.
تشير دراسة نشرتها مجلة عن الأمراض المعدية الناشئة شهر مارس/آذار الماضي، أن شخصين لم يرتديان القناع، كانا أو على الأقل واحدا منهما، سبباً في إصابة أربعة أشخاص بالعدوى. وبعد تحليل الرحلة من دبي إلى أوكلاند في نيوزيلندا التي توقفت للتزود بالوقود في أحد المطارات لمدة 30 دقيقة، لم يكن نظام توزيع الهواء مشتغلا.
دراسة أخرى من المصدر ذاته، أشارت إلى أن ترك المقعد الأوسط داخل كل جهة في الطائرة (توجد عادة 3 مقاعد) يساهم في تقليل انتشار العدوى بـ 57 في المئة، لكن الدراسة لم تشر إلى الكمامات وما إذا كان الركاب قد حرسوا على ارتداءها.
ما علاقة نظام تشغيل الهواء بكورونا؟
عندما يكون هذا النظام مشغَّلا، فخطر انتشار العدوى يقل، إذ يدخل هواء منعش ودافئ إلى المقصورة عبر نظام التكييف، كما أن الهواء الذي يزفره الركاب يتم تنظيفه عبر فلترات منتشرة في المقصورة تحتفظ بجل الجزئيات المحمولة في الهواء، ما يجعل الهواء الداخل وهواء الزفير يمتزجان مع بعض. تختلف نسبة كل مكون منهما، لكن في بعض رحلات لوفتانزا، يصل إلى 60 بالمئة لهواء نظام التكييف.
لا تزال الدراسات حول الموضوع غير موجودة، لكن الخبراء يرون أن أنظمة التكييف وانتشار الهواء لا يمكن لوحدها مواجهة العدوى، ولا تحل محلّ التوقف عن ارتداء الأقنعة. "وجدنا أن دمج أنظمة التكييف يمكنها منع حوالي 99 بالمئة من جزئيات كوفيد-19 الموجودة في الهواء، لكن فقط مع تنظيم الهواء وارتداء الأقنعة" يقول ليونارد ماركوس، من مبادرة هارفارد للصحة العامة داخل الطائرات.
حركة الركاب داخل الطائرة تلعب دوراً كبيراً، يقول تيمو ألريرش، اخصائي في الأمراض التنفسية بجامعة أكون في برلين، مشيراً إلى أن هذا التحرك يمكنه التأثير على انتشار الهواء لأن وتيرة تنظيف جزئيات الهواء تحتاج حينها إلى وقت أطول، ما يرفع خطر العدوى.
ماذا عن الأكل والشرب؟
يشجع الخبراء الركاب على تفادي الأكل والشرب طوال مدة الرحلة، وإن كان ذلك ضروريا، أن يكون بسرعة، وأن يحاول الركاب القيام بذلك بشكل متفاوت، أي أنه عندما ينزع أحدهم الكمامة للأكل، ينتظره القريب منه حتى ينتهي.
السبب أنه في كل وقت يتم فيه إنزال الكمامة، يزداد خطر انتشار العدوى، كما أنه كلما ارتفع وقت الأكل كلما زاد الخطر، يوضح ألريكس.
هل ترفع دورات المياه خطر انتشار العدوى؟
يبقى ذلك رهينا بمدى التزام الركاب بالنظافة، صحيح أن هذه الدورات (صغيرة الحجم) تعمل كذلك بالتكييف. لكن نزع الكمامة داخلها يزيد من خطر انتشار العدوى، وعلى الراكب أن يكون حذرا للغاية فهو لا يعلم ما إذا كان الذي سبقه قد نزع الكمامة أم لا، وتشير دراسة حالة حول رحلة من ميلان إلى إنشيون (كوريا الجنوبية) إلى أن راكبة أصيبت بالعدوى بينما نزعت الكمامة داخل الحمام، وتبين أن ستة ركاب كانوا مصابون بالعدوى قبل دخولهم إلى الطائرة.
من المهم الإدراك أن سطح المرحاض يمكن أن يحتك به جسد الراكب تماما كملمس الصنبور وأسطحا أخرى، ومن الممكن لجزئيات الفيروس أن تلمس اليد، وإذا ما لمس الراكب وجهه فهذا يعني احتمالية إصابته. لذلك تبقى نظافة اليدين واستخدام المعقمات وتجنب مس الوجه وتنظيف مقعد المرحاض قبل وبعد الجلوس أمور مهمة جدا خلال زيارة دورات المياه داخل الطائرات، ينصع ليونارد ماركوس.
كيف أحمي نفسي خلال الرحلة؟
بديهي أن ترتدي قناعا، لكن بعض الخبراء، كليونارد ماركوس، ينصحون حتى بارتداء قناعين لأجل حماية أكبر، وبقاء الوجه متوجها إلى الأمام خلال الجلوس، وتجنب الأكل والشرب متى كان ذلك ممكنا أو التأكد أن من هم قريبون منك يرتدونه، والإبقاء على فتحة التهوية العلوية فوق الكراسي مفتوحة لأن ذلك يحسن جودة الهواء ويقلل الانبعاثات الملوثة من شخص لآخر.
وهناك سؤال حول ما إذا الخطر يقل في حالة تلقي الراكب للتطعيم قبل سفره. من المهم جدا معرفة أن التطعيم لا يعطي مفعولا إلا بعد أسبوعين من تلقيه بشكل كامل (حقنتين بالنسبة للقاحات التي تتطلب ذلك)، وبالتالي يزيد التطعيم من الحماية بشكل كبير جدا، لكن ذلك لا يعني أن من تلقى التطعيم لن يتعرض للعدوى مجددا، خصوصا أمام الطفرات الجديدة للفيروس.
ومن الإجراءات الأخرى التي يُنصح بها تفادي الازدحام داخل المطارات في كل الأماكن، ومعرفة ما إذا كان فحص PCR مطلوبا خلال الرحلة، والتأكد عند العودة ما إذا كانت هناك أعراض معينة تستلزم الفحص مجددا وبالتالي القيام بعزل ذاتي في حالة الإصابة أو في حال كان ذلك مطلوبا للوقاية.
شتبفاني بورنت، كاثرين ويسولوفكسي/إ.ع