1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لدغة باير ليفركوزن تعيد بايرن ميونيخ إلى الواقع!

مهدوي رضوان
٤ ديسمبر ٢٠٢٤

تعرضت آمال بايرن ميونيخ في الفوز بكل الألقاب هذا الموسم لضربة قوية. بايرن ودع كأس ألمانيا على يد باير ليفركوزن، كما تعرض سابقا لخسارة قاسية أمام برشلونة في دوري أبطال أوروبا، ما يطرح علامات استفهام عن أسباب كبوة بايرن.

https://p.dw.com/p/4nj8p
خيبة أمل كبيرة سيطرت على لاعبي الفريق البافاري.
تبخرت آمال بايرن ميونيخ في الفوز بكل الألقاب الممكنة هذا الموسم.صورة من: Matthias Schrader/AP Photo/picture alliance

منذ عودة عجلة الدوري الألماني للدوران برسم الموسم الجديد والإشادات تنهال على بايرن ميونيخ، الذي يأتي على الأخضر واليابس. ويتصدر الفريق البافاري جدول ترتيب "البوندسليغا" برصيد 30 نقطة، ويبتعد بأربع نقاط كاملة عن أقرب منافسيه آينتراخت فرانكفورت.

ويُعد بايرن ميونيخ الفريق الوحيد حتى الآن، الذي لم يتجرع بعد طعم الهزيمة في الدوري، حيث يمتلك الفريق أقوى هجوم ودفاع في نفس الآن. ويُحسب للمدرب الشاب فينسنت كومباني أنه نجح في وقت وجير للغاية في إعادة قطار بايرن ميونيخ إلى سكته الصحيحة بعد موسم مخيب للآمال، خرج فيه بايرن ميونيخ خاوي الوفاض لأول مرة منذ سنوات.

ورغم تألق بايرن ميونيخ في الدوري الألماني، إلا أنه ودع مؤخرا كأس ألمانيا بخسارة على أرضية ميدانه بهدف دون رد أمام صاحب اللقب باير ليفركوزن، كما أنه تلقى قبل أسابيع خسارة برباعية كاملة في دوري الأبطال أمام برشلونة، وهو ما يطرح عدة تساؤلات عن كبوة بايرن ميونيخ محليا وقاريا، والأسباب الكامنة وراء ذلك.

ضياع أول لقب

ووجه باير ليفركوزن ضربة قوية لآمال بايرن ميونيخ بالفوز بكل الألقاب الممكنة هذا الموسم، فقد نجح ليفركوزن في إقصاء بايرن ميونيخ من مسابقة كأس ألمانيا، بعد الفوز عليه في عقر داره بهدف دون رد.

واستفاد ليفركوزن من تلقي مانويل نوير حارس بايرن ميونيخ بطاقة حمراء في الشوط الأول، لينجح ناثان تيلا في تسجيل هدف الفوز، ويُكبد بايرن ميونيخ أول هزيمة محلية هذا الموسم.

تعرض بايرن ميونيخ لضربة مبكرة.
نوير تعرض للطرد في منتصف الشوط الأول.صورة من: Weber/Eibner-Pressefoto/picture alliance

وتُعد هذه المرة الخامسة على التوالي، التي لا يصل فيها الفريق البافاري إلى نهائي كأس ألمانيا. ووصف ماكس إيبرل المدير الرياضي لبايرن ميونيخ توديع المسابقة بـ"المؤلم"، وفقا لما أشارت إليه مجلة "كيكر" الألمانية.

أما مدرب بايرن ميونيخ فينست كومباني فقد اعتبر توديع مسابقة كأس ألمانيا بـ"المُخزي"، إلا أنه أكد أن بايرن ميونيخ سيفوز بالعديد من الألقاب في المستقبل، حسب تصريحات نقلها موقع "سكاي ألمانيا".

وحاول بايرن ميونيخ تدارك النقص العددي، والفوز بالمبارة. وهدد الفريق البافاري مرمى باير ليفركوزن في أكثر من مرة، بيد أن غياب هداف الفريق هاري كين كان واضحا على الفريق.

وبدا مدرب بايرن ميونيخ فينسنت كومباني متوترا طيلة أطوار اللقاء، إذ احتج على قرارات الحكم في أكثر من مرة، وهو ما استدعى تدخل الحكم لتنبيه المدرب البلجيكي الشاب.

ويصعب تحميل مسؤولية الخسارة إلى فينسنت كومباني، لاسيما وأن فريقه لعب منقوصا منذ منتصف الشوط الأول. إلا أن ما قد يُعاب على كومباني هو أنه يجد صعوبة واضحة أمام الفرق الكبرى، ويفشل لاعبوه في ترجمة الفرص السانحة للتسجيل إلى أهداف في المباريات الحاسمة.

ويُحب كومباني استحواذ فريقه على الكرة، والسيطرة طيلة أطوار اللقاء سيرا على نهج المدرب الإسباني بيب غوارديولا. لكن هذه الفلسفة في اللعب فقدت بريقها نوعا ما في السنوات الأخيرة، إذ نجحت الفرق المنافسة في استيعاب طريقة اللعب تلك، وإعداد الخطط المضادة والمناسبة لها.

إنذار مبكر

وقبل أسابيع، تلقى بايرن ميونيخ خسارة برياعية قاسية أمام برشلونة برسم مسابقة دوري أبطال أوروبا. وبدا بايرن ميونيخ بقيادة فينسنت كومباني تائها أمام الفريق الكتالوني، الذي قدم واحدة من أقوى المباريات له حتى الآن.

ولم يستطع فينسنت كومباني التغلب على خطة الدفاع المُتقدم، التي اتبعها هانزي فليك مدرب برشلونة. وسقط لاعبو بايرن ميونيخ مرارا وتكرارا في مصيدة التسلل.

برشلونة لعب بطريقة فاجأت بايرن ميونيخ.
الخسارة أمام برشلونة كانت بمثابة إنذار مبكر للفريق البافاري.صورة من: Adria Puig/Anadolu/picture alliance

وأظهرت الهزيمة أمام برشلونة أن بايرن ميونيخ ليس بالفريق، الذي لا يُمكن قهره هذا الموسم. فقد نجح برشلونة في كشف عدة ثغرات في دفاع بايرن ميونيخ، الذي يُوصف هذا الموسم بـ"الحديدي". كما أن مصيدة التسلل أسهمت في تراجع أسهم خط الهجوم.

ويُعد سقوط بايرن ميونيخ أمام برشلونة بمثابة إنذار مبكر من أن طريق الفريق البافاري لن تكون بالتأكيد مفروشة بالورود في مسابقة دوري أبطال أوروبا، لاسيما وأن عدة فرق تقدم مستويات "خيالية" هذا الموسم أبرزها فريق ليفربول الإنجليزي.

تحديات على عدة جبهات

ويعتبر رهان بايرن ميونيخ على مدرب شاب لقيادة هذا الموسم بالأمر الجيد جدا، خاصة وأن فينسنت كومباني استطاع حتى الآن أن يعيد بعضا من بريق الفريق البافاري المفقود من مدة.

لكن المدرب البلجيكي يفتقد للخبرة، فقد تولى فقط تدريب فريق بيرنلي الإنجليزي وقاده للصعود إلى دوري الأضواء، إلا أن رحلة الفريق الإنجليزي انتهت سريعا ليعود مجددا لدوري الدرجة الثانية.

وتُعد الخبرة عنصرا حاسما خاصة في المباريات الكبرى، التي تغير فيها قرارات المدربين وأفكارهم طبيعة ونتيجة المباريات. وظهر هذا المعطى بشكل واضح أمام برشلونة، حيث فاجأ هانزي فليك بطريقة لعبه فنسنت كومباني.

كومباني يأمل بالفوز بالألقاب مع البايرن ميونيخ.
كومباني مازال أمامه عمل كبير.صورة من: Stuart Franklin/Getty Images

المعطى الآخر، هو أن الفريق البافاري في حاجة لحسم ملف أكثر من لعب إما بتجديد عقده على غرار كيميش، أو الرحيل عن الفريق مثل ألفونسو ديفيز. وقد تُسبب الأخبار المتوالية عن ملفات هؤلاء النجوم في التشويش وحتى إضعاف عمل الفريق ككل.

أيضا، تزداد الضغوطات على بايرن ميونيخ بشكل كبير هذا الموسم لتحقيق الألقاب، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج عكسية على الفريق البافاري. وقد يحتاج مدرب الفريق فينسنت كومباني لمزيد الوقت من أجل أن يتشبع اللاعبون بأفكاره بشكل أكبر، ويبني فريقا  ربما لا يهمن فقط محليا بل أيضا قاريا.

ولعل تصريح أسطورة كرة القدم الألمانية لوثار ماتيوس، بأن فريق بايرن ميونيخ هو ثاني أفضل فريق في أوروبا حاليا وراء ليفربول، إشارة واضحة جدا بأن الفريق البافاري يسير في الطريق الصحيح، ولا يحتاج سوى إلى الصبر ومواصلة العمل.