لعنة ضربات الجزاء تبدد حلم بايرن بلقب أبطال أوروبا
١٩ مايو ٢٠١٢بدأ الفريقان المباراة بحذر، حيث تركز اللعب في منتصف الملعب. ولكن صانع ألعاب بايرن باستيان شفاينشتايغر كان متعجلاً في الحصول على بطاقة صفراء بعد لمسه الكرة بيده في الدقيقة الثانية من الشوط الأول. لكنه لم يتأثر بذلك إذ حافظ على هدوئه ومرر كرات جميلة ليهاجم رفاقه مرمى تشلسي، دون أن تشكل أي من الهجمات خطراً على مرمى الخصم، الذي كان بدد دفاعه تلك الهجمات، بل كان يقوم أحياناً يقوم بهجمات مرتدة. بقيت المباراة رتيبة وسجالاً بين الفريقين، رغم حيازة الفريق البافاري على الكرة أكثر. حتى الدقيقة الـ 21 حيث كثف ميونيخ هجماته وزاد ضغطه على ضيفه الانكليزي إذ سدد نجم بايرن أرين روبين كرة من ضمن منطقة الجزاء تصدى لها حارس تشلسي الذي كان يقظاً.
في الدقائق العشر الخيرة من الشوط الأول حاول تشلسي أن ينظم صفوفه ويهاجم مرمى بايرن، وأفلح جناحه الأيمن سلمون كالو في تسديد كرة قوية من بعد 16 متراً على مرمى ميونيخ تصدى لها حارس بايرن مانويل نوير بقوة. بعد ذلك ارتفعت حرارة المباراة وزادت سرعة إيقاع اللعب من الجانبين وتبادلا الهجمات والهجمات المرتدة، دون أن تتكلل أي من الهجمات بالنجاح حيث كان دفاع الفريقين متماسكاً وانتهى الشوط الأول من دون أن تهتز شباك أي منهما.
هجمات متبادلة تنتهي بالتعادل
عاد الفريقان غلى الملعب وبدأ الشوط الثاني من المباراة بإيقاع سريع وتبادلا الهجمات، وجرب جناحا بايرن فرانك ريبري وأرين روبن حظهما وكذلك نجم تشلسي دروغبا الذي سدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء ولكن دون جدوى. ثم زاد البافاريون ضغطهم وكثفوا هجماتهم على مرمى تشلسي حتى تمكن ريبري من هز شباك تشلسي ولكن لم يحتسب الحكم الهدف إذ كان ريبري متسللاً.
استمر لاعبو ميونيخ في الهجوم واللعب بإيقاع سريع، ما اضطر لاعبي تشلسي إلى التراجع وتعزيز دفاعهم الذي ظل متماسكاً وحولوا العديد من تسديدات خصومهم إلى ضربات ركنية لم يستفد منها البافاريون. لكن تشلسي لم يستسلم وحاول أن ينتقل من الدفاع إلى الهجوم من خلال بعض الهجمات المرتدة السريعة، في الدقيقة الـ 73 تخطى دروغبا مدافع بايرن تيموشكو وسدد كرة قوية على مرمى نوير الذي التقطها وبدد هجمة تشلسي المرتدة.
استمر ميونيخ في الهجوم وتكثيف تواجده في منطقة تشلسي بمساعدة بعض لاعبي الدفاع أيضاً ولاسيما الكابتين فيليب لام، وظل الأمر هكذا حتى الدقيقة الـ 83 حيث مرر وسط بايرن توني كروس كرة عرضة للمهاجم توماس مولر الذي سددها برأسه لتستقر في مرمى تشلسي.
بعد هذا الهدف أراد مدرب ميونيخ يوب هاينكس أن يعزز دفاع فريقه فبدل صاحب مولر بالمدافع دانيال فان بويتن. لكن هدف ميونيخ لم يثبط من عزيمة الفريق الأزرق الذي استغل نشوة خصمه الأحمر بالهدف، ونفذ هجمة سريعة بعد خمس دقائق انتهت بضربة ركنية نفذها المهاجم مانويل خوان ماتا الذي سدد كرة علوية ارتقى إليها النجم الايفواري دروغبا وسددها رأسية قوية هز بها شباك مانويل نوير وليعدل النتيجة. انتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل بهدف لكل فريق.
بايرن ولعنة ضربات الجزاء
بدأ تشلسي الشوط الإضافي الأول بخشونة، حيث ارتكب دروغبا خطأ على ريبري في الدقيقة الرابعة ضمن منطقة الجزاء، ما دفع الحكم إلى رفع البطاقة الصفراء في وجه دروغبا ومنح ميونيخ ضربة جزاء نفذها الهولندي روبين لكنه بددها وأخفق في تسجيل الهدف الثاني لفريقه مضيعاً عليه فرصة ذهبية للتقدم على تشلسي. أما ريبري فلم يتمكن من الاستمرار في اللعب ما اضطر المدرب هاينكس إلى تبديله بالمهاجم إفيكا أوليتش. انتهى هذا الشوط بدون أن تتغير النتيجة.
في الشوط الإضافي الثاني تبادل الفريقان الهجمات والهجمات المرتدة دون أن يشكل أي منهما خطراً على الآخر. وانتهى هذا الشوط أيضاً من دون أن تهتز شباك حارسي المرمى، وليبقى التعادل بهدف لهدف مسيطراً على المباراة، ولم يبق أمام الفريقين سوى ضربات الجزاء لحسم النتيجة.
بدأ كابتن ميونيخ فيليب لام ضربات الجزاء وسدد كرة قوية استقرت في مرمى تشلسي. تبادل الفريقان ضربات الجزاء الترجيحية، تصدى حارس بايرن مانويل نوير لأولى ضربات تشلسي، في حين تبددت إحدى ضربات ميونيخ على العارضة وتصدى حارس تشلسي لإحدى الضربات، ولتحسم المباراة لصالح تشلسي بخمسة أهداف لأربعة.
هكذا انتزع تشلسي الفوز من بايرن ميونيخ الذي لعب أمام جمهوره على استاد أليانتس أرينا. وبهذه الخسارة يكون ميونيخ قد خسر آخر الألقاب التي نافس عليها في هذا الموسم الكروي الذي كان حافلاً. ويبدو أن قدر بايرن أن يكون هذا الموسم الوصيف فقط، إذ خسر من قبل بطولة الدوري المحلي "البوندسليغا" وكأس ألمانيا لصالح بورسيا دورتموند الذي فاز باللقبين المحليين لأول مرة في تاريخه. وها هو تشلسي يحرم بايرن من اللقب بطل أبطال أوروبا.
عارف جابو
مراجعة: عماد غانم