لغة الجسد: الرقص وسيلة للرشاقة والراحة النفسية
٧ سبتمبر ٢٠١١أولا خطوا خطوة بطيئة ثم خطوا خطوتين سريعتين. وبتحريك قليل للسيقان جانبا، يدخل الثمانية أزواج إلى حلبة الرقص على إيقاع الرومبا الصادر من مكبرات الصوت. كانت تينا تورنر تغني:" جولدن آي، لقد وجدت نقطة ضعفه. جولدن آي، سيفعل ما يسرني". كان بعض الرجال يتحدثون بلطف مع شريكاتهم في الرقص، بينما بدا آخرون يركزون بشدة على خطواتهم. ثم أخذ العرق يتصبب من جبين العديد من الأزواج بالفعل، مع الدخول في رقصة الفوكستروت والسالسا. وأدارت مدربة الرقص سابين كاركو اسطوانة تانجو، وربتت على أكتاف زوجين وأعطتهما بعض المعلومات. وبدا أن جميع المشاركين يستمتعون بأمسيتهم بوضوح في مدرسة برلين للرقص " تانتس تسفيت".
الدوران حول النفس مع شريك الحياة
وقالت كارين وهي امرأة في منتصف عقدها الخامس "ما الأمر إلا متعة "، ووصفت نفسها بأنها شخص يميل أكثر للحانات. وتضيف أنها قبل عامين أعطت زوجها هولجر حصص رقص هدية في عيد ميلاده. وأصبح الاثنان منذئذ راقصين منتظمين ومتحمسين .."و(حتى)" في العطلات أيضا". ويقول الزوجان إن الرقص أخرجهما عن رتابة العمل المكتبي ومنحهما فرصة جيدة لممارسة رياضة معا. وقالت كاركو:" الرقص رياضة. كل الأزواج يتصببون خلاله عرقا"، مضيفة انه أفضل طريقة لتحريك الجسد بكامله". وسألت:" في أي وقت في حياتنا اليومية ندور حول محورنا أو ننحني إلى الوراء؟".
وهذه الحركات بوصفها من مكونات الرقص الثنائي، تحافظ على لياقة الجسم ومن ثم تساعد على منع الانزلاق الغضروفي على سبيل المثال. كما يحسن الرقص من هيئة الجسم وتناسقه. وقالت إلفي داتسر وهي معلمة في معهد ثقافة الرقص والحركة في كولونيا والتابع لجامعة الرياضة الألمانية :"يتعلم المرء من ممارسة الرقص أن يتحرك بخطوات سليمة. وقلما يرى الإنسان شخصا يرقص بشكل أخرق بخلاف ما يكون مع الركض..". ولاحظت داتسر أنه بالإضافة إلى ذلك، يعزز الرقص التوازن والثبات الرأسي وأيضا أسلوب دوران منطقة الكعب وأصابع القدمين وحركات شد الجسم، حسبما قالت.
وحركات الشد ضرورية لتحريك مفاصل القدم والفخذين بطريقة منضبطة. كما يرفع الرقص نسبة التركيز. وقالت داتسر :" يجب أن يتفاعل جسدك بحساسية مع حركات شريكك". وأوضحت هايده استلر نائب رئيس الرابطة الألمانية لرياضة الرقص:" الرقص يتطلب المزج بين الكثير من القدرات. انك لا تعدو مسافة مائة متر بشكل عشوائي. يجب أن تجهد نفسك أكثر قليلا". وقالت إن هذا أيضا يساعد الفرد على أن يظل سليما عقليا، نظرا لأن متطلبات حركات وإيقاعات الرقص تشكل تدريبا لعقول الراقصين، صغارا كانوا أو كبارا. وتابعت استلر قائلة إن هناك أيضا فائدة نفسية :" فأنت تشعر انك بحالة جيدة عندما تتمرن ". واتفقت الخبيرات الثلاث - كاركو وداتسر واستلر - على أن أي شخص يمكنه تعلم الرقص.
كل إنسان يستطيع الرقص
وقالت داتسر :" كل شخص راقص"، وتابعت:" الكثير من الأشخاص يرون أن لديهم قدمين يسريين، ولكن هذا غير صحيح". وأضافت أن الجميع لن يصبحوا أبطال رقص عالميين ولكن من يبدأ في تحريك ساقيه على إيقاع الموسيقى سوف يدرك أن الرقص ليس صعبا. وأضافت كاركو أن ادعاء الافتقار إلى "الإحساس بالإيقاع " هو أمر نادرا ما يكون صحيحا. وتابعت "إننا فقط لا نستمع إلى الموسيقى كما ينبغي أغلب الوقت ". وبحسب داتسر فان الرقص " تدريب رائع حقا خلال فترة الراحة"، سيما للأفراد غير اللائقين بدنيا للغاية. ومع ذلك، قليلون يرقصون باستمرار طوال المساء. وبالأحرى يأخذون فترات استراحة متكررة. وتابعت داتسر" يمكنك الرقص بطريقة غير مرهقة". فبينما قد يجتاز ثنائي الغرفة سريعا بخطوات طويلة، يكون هناك من يرقصون بطريقة يحافظون بها على قوتهم مع الاستمرار في الحركة رغم ذلك.
وقالت كاركو إن الرقص أيضا يزيد الوعي بالجسم وهي سمة مفيدة. وضربت مثالا على هذا بالقوام الممشوق الذي يتعين ان يجتهد من أجله كل راقص. فالشخص الذي يجلس مشدود الظهر أو يدخل غرفة ورأسه مرفوع يترك انطباعا مختلفا عن شخص متحدب الكتفين ومقوس الظهر. وأضافت كاركو انه يتعين على الشريك القائد في رقصة ما توضيح الحركات الصحيحة عن طريق لغة الجسد. وهذه المهارة يمكن استغلالها في أماكن العمل: إذ يكون على الشخص الذي يشغل منصبا إعطاء توجيهات واضحة.
(ع.ج.م/د ب أ)
مراجعة: حسن زنيند