لاعبو دورتموند: "لقد تم التعامل معنا كحيوانات وليس كبشر"
١٣ أبريل ٢٠١٧دفع بوروسيا دورتموند الألماني ثمن صدمة التفجيرات التي استهدفت حافلته يوم الثلاثاء (11 أبريل/ نيسان 2017)، وتقلصت آماله في تخطي ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا، بعد خسارته ذهاباً أمام ضيفه موناكو الفرنسي بثلاثة أهداف لهدفين في المباراة التي أُعيدت أطوارها يوم أمس الأربعاء. ولم تحظ المباراة في وسائل الإعلام الألمانية بتسليط الضوء على الأداء الفني للفريقين، كما هو الشأن في مثل هذه المناسبات، وإنما احتدم الجدل حول قرار إعادة المباراة بعد يوم واحد من الهجوم في وقت لازال لاعبو فريق دورتموند تحت وقع الصدمة.
وقد تم تحميل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) مسؤولية هذا القرار، حيث واجه انتقادات لاذعة من عدة شخصيات رياضية ألمانية. وفي هذا الصدد، قال القائد السابق للمنتخب الألماني لوتر ماتيوس: "علمت من دوائر مقربة من فريق دورتموند أن اللاعبين لم يكونوا مستعدين للعب المباراة بعد يوم واحد من الهجوم الذي استهدفهم، لكن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مارس ضغطاً قوياً على نادي دورتموند، كما أن الدوائر السياسية التمست أيضاً من إدارة النادي تحدي الإرهاب".
"قرار غير مفهوم ووقح"
وتابع ماتيوس الذي قاد منتخب بلاده للفوز بكأس العالم عام 1990، بالقول: "إنه قرار غير مسؤول أن يُطلب من لاعبي دورتموند خوض المباراة أمام موناكو يوم واحد بعد الهجوم المروع الذي استهدف حافلتهم". واختتم ماتيوس في تصريح لقناة "سكاي" الرياضية موضحاً: "إنه قرار غير مفهوم من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي مارس ضغطاً على نادي دورتموند، إذ كان من المفروض في مثل هذه الظروف التفكير في مصلحة اللاعبين وأي شيء آخر لا أهمية له".
من جهته، اعتبر تورستن فرينغس، اللاعب السابق للمنتخب الألماني ومدرب فريق دارمشتات، قرار إعادة مباراة دورتموند وموناكو بعد يوم واحد من الهجوم الذي استهدف حافلة فريق دورتموند بـ"الوقاحة". وقال فرينغس، الذي لعب في صفوف بوروسيا دورتموند بين عامي 2002 و2004 في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية: "أنا لا أتفهم هذا القرار وأعتبر ذلك وقاحة ما بعدها وقاحة".
اللاعبون تحت الصدمة
تصريحات لاعبي دورتموند، الذين أدلوا بتصريحات بعد نهاية مباراة دور ربع نهائي دوري الأبطال، تؤكد وجهة نظر ماتيوس وفرينغس. فقائد وصيف بطل الدوري الألماني مارسيل شميلتسر، صرح بأنه هو وزملاءه: "كانوا سيكونون ممتنين جداً لو تم تأجيل المباراة إلى وقت لاحق حتى يتمكنوا من استيعاب الصدمة". وتابع شميلتسر "مع كل الاحترام لأهمية المسابقة (دوري الأبطال)، لكننا نبقى في النهاية بشر"، حسبما نقل موقع شبيغل أونلاين الألماني.
أما قائد دفاع فريق دورتموند سقراطيس الذي بدا متأثراً بعد المباراة، فقال، بعدما توجه بالشكر إلى جماهير فريق دورتموند، "لقد تم التعامل معنا مثل الحيوانات وليس كبشر"، فيما قال لاعب خط وسط دورتموند نوري شاهين في تصريح للتلفزيون النرويجي: "لا أعرف إن كان الجميع يفهم ذلك، لكن، وحتى لحظة دخولي إلى المباراة، لم يكن ذهني مشغولاً بكرة القدم". وتابع شاهين: "أعرف أن كرة القدم مهمة جداً، لكن هناك ما هو أهم من الكرة، وهذا ما أحسسنا به يوم تعرضنا للهجوم".
بيد أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (يويفا) رفض الانتقادات الموجهة إليه، مؤكداً أن قرار إعادة المباراة اتخذ بالاتفاق مع مسؤولي ناديي دورتموند وموناكو وبمباركة الدوائر الأمنية في ألمانيا. وشدد الاتحاد الأوروبي على أنه لم يكن ممكناً تحديد موعد آخر، نظراً لارتباط الناديين باللعب في الدوري المحلي في عطلة نهاية الأسبوع، وإقامة مباريات إياب الدور ربع النهائي منتصف الأسبوع المقبل.