لماذا غالباً ما يتم تشخيص سرطان الدم بعد فوات الأوان؟
١٢ سبتمبر ٢٠١٩يعتبر اللوكيميا أو سرطان الدم من بين أخطر أنواع السرطانات. فرغم ضعف انتشاره مقارنة بأنواع أخرى من السرطان مثل سرطان الثدي أو القولون، إلا أنه يبقى أكثر فتكاً نظرا لصعوبة تشخيصه في مراحله الأولى، وهو ما يجعل فرص العلاج ضعيفة.
وبحسب موقع فوكوس الألماني يصاب نحو 12 ألف شخص بسرطان الدم سنويا في ألمانيا، من بينهم نحو 600 طفل. ونادرا ما يتعافى المصابون بهذا المرض بشكل كلي، فيما يعيش نصف هذا العدد من المصابين فقط خمس سنوات أخرى من بداية تشخيص المرض لديهم، حسبما أورد الموقع الألماني. وعلى عكس باقي السرطانات، فإن فرص الشفاء من اللوكيميا تبقى أفضل لدى الأطفال مقارنة بالمتقدمين في السن.
وغالبا ما يتم تشخيص سرطان الدم بالصدفة، بعدما يكون المرض قد قطع أشواطا متقدمة، كما هو الحال بالنسبة لوزير الخارجية الألماني الأسبق غيدو فيسترفيله. فبينما كان فيسترفيله يقوم بفحوصات دم روتينية استعدادا لخضوعه لعملية جراحية في الركبة، اكتشف الأطباء أن هناك خللا ما بعد الاطلاع على نتائج فحص الدم، حسبما ذكر موقع فيلت الألماني. وبعد إجراء مزيد من الفحوصات تأكدت إصابة فيسترفيله باللوكيميا، حيث توفى جراء ذلك في مارس/آذار 2016 عن عمر يناهز 54 عاماً.
ويصعب تشخيص مرض سرطان الدم نظرا لعدم توفره على أعراض محددة، حيث تتشابه أعراضه مع أعراض عدد كبير من الأمراض. ويمكن التعرف على أعراض سرطان الدم من خلال الانتباه لتغيرات تحدث في الجسم، ومن بين هذه التغيرات نقص مفاجئ في الوزن مع تغير في عادات التبول وصعوبة في البلع أو عسر الهضم. كما أن حدوث أي نزيف سواء من الأنف أو اللثة والإحساس بآلام حادة في المفاصل والعظام يعتبر من أعراض الإصابة بسرطان الدم كذلك.
ويبقى علاج سرطان الدم شديد التعقيد خلافا لباقي أنواع السرطان الأخرى، لأنه لا يتكون من كتلة نسيجية واحدة يمكن اجتثاثها عن طريق عملية جراحية. وتبقى إحدى طرق علاج سرطان الدم ومحاربته هي المعالجة الكيميائية، أو يتم ذلك من خلال دواء مثبط التيروسين كيناز المسؤول عن تفعيل العديد من البروتينات. زيادة على ذلك يخضع المصابون بسرطان الدم لعلاج إشعاعي من أجل التحكم في الخلايا الخبيثة، أو زراعة خلايا جذعية، التي لها دور هام في الحفاظ علي صحة الجسم، من نفس المريض أو من متبرع بعد إتمام علاج كيميائي.
ع.ش/ع.ج.م