"لن تهدأ البحرين بدون وجود حل سياسي"
٣١ مايو ٢٠١١دويتشه فيله: رفع حالة السلامة الوطنية (الطوارئ)، يدخل حيز التنفيذ بدءا من الأول من شهر حزيران/ يونيو القادم، فهل يعني إلغاء قانون الطوارئ أن موجة الاحتجاجات في البحرين قد انتهت؟
خليل المرزوق: علاج الأزمة السياسية بإعلان حالة الطوارئ لم يقدم للبحرين حلا وإنما عمق الجراح وخلف الكثير من الضحايا والخسائر وأساء إلى سمعة البحرين في الخارج بحسب الكثير من المنظمات الحقوقية مثل هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية وغيرها من المنظمات العالمية. كما أن المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي تحدثت عن وقوع تجاوزات في البلاد وأن الوضع يحتاج إلى معالجة وكل هذه الأوضاع ، والتي أساءت إلى سمعة البحرين في الخارج، لن تقدم حلا سياسيا. وبعد رفع حالة الطوارئ يتوقع كما نقرأ ونشاهد عبر مواقع الإنترنت أن تتواصل الاحتجاجات السلمية. وقد أصدرت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية بيانا حول المرحلة القادمة وأعربت فيه عن تمسكها بالمطالبة بالملكية الدستورية والحكومة المنتخبة التي تمثل الإرادة الشعبية وبرلمان كامل الصلاحيات وقضاء مستقل وأن الجمعية ماضية في نهجها السلمي للتحرك في الحصول على كل هذه المطالب وأنها على استعداد للدخول في حوار جدي مع السلطة ينتشل البحرين من هذا الواقع الذي أساء إلى سمعتها في الخارج وإلى اقتصادها واللحمة الوطنية.
كما ذكرت، تتداول عبر مواقع الانترنت، وقد وصلنا نحن أيضا كموقع إعلامي، مناشدات من مواطنين بحريين ومعلومات تفيد بأن في الأول من يونيو ستتجدد المظاهرات داخل البلاد فهل ترى أن موجة المظاهرات ستضرب البلاد من جديد؟
أتوقع ذلك، فبدون وجود حل سياسي لن تهدأ البحرين. وقد عبرنا في أكثر من محطة أن الأمين العام لجمعية الوفاق قال إنه دون وجود حل سياسي لا يمكن أن يتحقق الاستقرار وخاصة بعد كل هذه المعاناة التي عانى منها ووجود ما لا يقل عن ثلاثة آلاف شخص مفصول من عمله أو من الجامعة أو المدارس وهناك أكثر من ألف معتقل بعضهم مازال داخل السجون حوالي 600 معتقل وهناك أطباء يحاكمون وهناك مساجد هدمت، كل هذه محفزات ليخرج الناس إلى الشارع للمطالبة بتصحيح الأوضاع .
الشيخ علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، الحزب السياسي للمعارضة الشيعية في البحرين، أعلن أن هدفه هو المساعدة في تحقيق الإصلاح السياسي رافضا اتهامات بتلقي أوامر من إيران أو السعي لتولي الشيعة الحكم في المملكة. ما هي بالتحديد الإصلاحات التي يدعو إليها الحزب؟
منذ 2002 ونحن نطالب بتفعيل الملكية الدستورية عبر برلمان كامل الصلاحيات ليكون هو من يشرع ويراقب وأن يكون هناك قضاء مستقل وأن تكون هناك إرادة شعبية في الحكومة من خلال حكومة منتخبة، فالشعب يريد أن يشعر أن مثل هذه الحكومة تمثله فعلا، ليستطيع أن يعطيها الثقة وأن يحجب منها الثقة. كما نطالب بتكريس المواطنة ليكون الجميع سواسية أمام القانون، وليس تبعا لانتماءاتهم الطائفية أو القبلية أو العائلية أو ما شابه ذلك . هذه هي أهم الأمور التي يطالب بها الحزب .
الحزب اتهم بتلقي أوامر من إيران، ما هو تفسيرك لهذه الاتهامات؟
أن يتهم أحد الشعب البحريني أن به بلادة و قصور و يحتاج إلى إيران أو طرف أجنبي يقول له "انزل إلى الشارع" ليطالب بحكومة منتخبة بينما يخرج الشعب في دول عربية أخرى للمطالبة برحيل الرؤساء. هذه الإدعاءات تشير إلى أن الحكم الحالي لا يريد أن يتنازل عن الصلاحيات. فكيف يكون وضع الشاب البحريني أقل مستوى في الوعي والإدراك وأنه هو الشعب العربي الوحيد الذي يحتاج إلى إيران لتدفعه للنزول إلى الشارع للمطالبة بحكومة منتخبة أو برلمان له كامل الصلاحيات؟. عندما توجد حكومة منتخبة داخل البلاد أو إرادة شعبية كما يعبر عنها ولي العهد البحريني، أين موقع إيران من التحفيز لإقامة حكومة ذات إرادة شعبية؟ لماذا نحتاج إلى إيران لتقول للناس انزلوا إلى الشارع؟ هذا استخفاف بوعي الشعب البحريني. المواطنون في البحرين منذ عام 1920 كانوا يطالبون بالشراكة في إدارة البلاد وحققوا فعلا نوعا من المجالس المحلية البلدية. كما نفتخر في البحرين بأننا كنا أول من أجرى انتخابات في المنطقة قبل وجود الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
أجرت الحوار: هبة الله إسماعيل
مراجعة: أحمد حسو
خليل المرزوق نائب رئيس مجلس النواب المستقيل وعضو في حزب جمعية الوفاق الوطني الإسلامية