لهذه الأسباب على شفاينشتايغر البقاء في بايرن
٢٢ مايو ٢٠١٥في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2002 كان بايرن ميونيخ يخوض مباراة غير مهمة في بطولة دوري الأبطال أمام نادي "ار سي لينز". وضع بايرن خلال ذلك الموسم في دوري الأبطال كان سيئا ويعاني من مشاكل كثيرة. مدرب النادي حينها اوتمان هيتزفيلد أخرج في الدقيقة 76 من وقت المباراة اللاعب محمد شول من أرض الملعب واستبدله بلاعب شاب يبلغ من العمر 18 عاما حينها. التوتر كان حاضرا في الملعب وعلى صوت مذيع الراديو الذي كان ينقل أحداث المباراة والذي قال"هيتزفيلد يخرج محمد شول من أرض الملعب ويستبدله"، توقف المذيع للحظات وقال أسمعوا الاسم جيدا "باستيان شفاينشتايغر".
كانت هذه لحظة انطلاق شفاينشتايغر في للعب مع الكبار في نادي بايرن ميونيخ. شفاينشتايغر بافاري أصلا وابن منطقة كوبلرمور التابعة لمدينة روزنهايم القريبة من جبال الألب البافارية. أربعة أسابيع بعد الدقيقة 76 من مباراة بايرن أمام "ار سي لينز" والتي انتهت بالتعادل بثلاثة أهداف، وقع الموهبة باستيان عقدا احترافيا مع النادي البافاري، فموهبته كانت واضحة للعيان. وبعد أكثر من عقد بقي اسم شفاينشتايغر إشارة للتفوق البافاري وللمنتخب الألماني أيضا.
بعد كل هذا التاريخ مع بايرن يشعر باستيان بالضيق والغربة داخل الفريق، خاصة وأن لغوارديولا وجهة نظر أخرى. إذ يعتقد أن مستواه لم يعد ملائما للفريق. وزاد هذا الشعور حدة وبعد وصول إشارة من مدرب بايرن الأسبق، والمدرب الحالي لمانشستر يونانيتد الانكليزي لويس فان خال، والتي تفيد بأن للمدرب الهولندي رغبة في ضم شفاينشتايغر لصفوف الشياطين الحمر.
تحد جديد ربما هو بحاجة إليه ليخرج من دوامته الحالية. ولكن، محرر الشؤون الرياضية في موقع يورو سبورت ميشائيل فولني كتب يقول إن كرة القدم الجديدة تغيرت عن عهودها السابقة، كرة القدم اليوم تطالب بجاذبية أكثر، رواتب عالية وفوز ودفع مبالغ كبيرة للضرائب من قبل النجوم الكبار في عالم الكرة، الذين يلعبون اليوم ويرحلون غدا ليأتي غيرهم. لكن الأهم في كرة القدم تبقى الرغبة في كرة القدم والبحث عن الهوية الكروية.
كرة القدم رغبة وحب، ونجوم ترتبط أسمائهم بأندية تلقنهم ثقافتها الكروية. فلاعب مثل شفاينشتايغر يرتبط اسمه بقميص فريق نادي بايرن. مثلما ارتبط اسم ستيفن جيرالد باسم ليفربول منذ أن كان عمره ثماني سنوات وحتى يوم اعتزاله، يقول ميشائيل فولني.
فان خال يعرف تلميذه جيدا
نادي مانشستر يعاني من نقص في خط وسطه وفان خال يبحث عن مايسترو خط وسط جديد، ولن يجد أفضل من شفاينشتايغر الذي برز بقوة أيضا خلال إشراف فان خال على تدريب بايرن بين عامي 2009 و2011. ولاعب خط الوسط العملاق الذي فقد مركزه تقريبا لصالح الإسباني الونسو بعد العودة من إصابته سيجد منفذا أوروبيا في اللعب تحت قيادة فان خال، الذي مازالت بصماته باقية على أكثر لاعبي بايرن حتى اليوم، وذالك بالرغم من الأخطاء التي وقع فيها وأدت إلى انتهاء عقده مع بايرن. فتوماس موللر مثلا هو اكتشاف لفان خال. موللر الذي يغير مجرى لعب أي مباراة بلمسة عبقرية غير متوقعة منه.
بيد أن شفاينشتايغر يبلغ من العمر 30 عاما الآن، ويمكنه اللعب لموسمين أخريين وينهي مسيرته الرياضية في بايرن، بدل أن يدخل في متاهات تحد جديد غير معروفة العواقب في الدوري الانكليزي الممتاز، حتى وإن كان غوارديلا يقف في طريق مستقبل شفاينشتايغر للبقاء في بايرن. فغوارديولا الذي فشل بالفوز بلقب كأس ألمانيا وخرج أمام برشلونة في نصف نهائي دوري الأبطال يريد لاعبين جدد، يريد دماء جديدة تضخ في جسد بايرن وأن تطلق إدارة النادي يده في تغيير ما يشاء من لاعبي الفريق وأن ينفذ فلسفته على الأرض. القرار الان بيد شفاينشتايغر، فهل يريد أن يأخذ معه ماضيه البافاري ويرحل نحو مانشستر أو أي فريق آخر. أم يبقي على ماضيه وينهي مسيرته كلاعب بافاري كبير في بايرن ميونيخ؟