لهذه الأسباب لم تكتمل فرحة بايرن ميونيخ ببطاقة التأهل!
٢ نوفمبر ٢٠١٦من الطقوس المعتمدة في نادي بايرن ميونيخ لكرة القدم، أن يخرج رئيسه كارل هاينز رومينيغه بعد كل مباراة لفريقه في دوري أبطال أوروبا ليتحدث فيها عن بطولات الفريق في حال فوزه، أو ليوجه سهام نقده في حالة الخسارة.
هذه المرة كان كارل هاينز مقتضبا في كلامه، ورغم فوز البافاري على فريق أيندهوفن الهولندي مساء الثلاثاء (1 نوفمبر/ تشرين ثان 2016) بهدفين مقابل هدف ضمن دور المجموعات للمسابقة الأوروبية، اكتفى الأخير بخمسين ثانية فقط قال فيها: "نتيجة هدفين مقابل هدف، هي معادلة رقمية ضمنَّا بها التأهل إلى الدور ثمن النهائي في دوري الأبطال، لكن هدفنا الأصلي صدارة المجموعة (المجموعة الرابعة)".
بعد ذلك وضع الميكروفون جانبا وأخذ مكانه إلى جانب المدرب كارلو أنشيلوتي. ردة فعل رومينيغه هذه، جاءت تزامنا مع أجواء عدم الرضا التي بدأت تسود بين لاعبي الفريق وظهرت بشكل واضح في مباراة أيندهوفين وبعدها. حالة الاحتقان هذه لا تجد لها تفسيرا إذا ما تمّ ربطها بالنتيجة، لأن الفريق استطاع تعويض تأخره بهدف، وضمن تأهلا مبكرا بعد الفوز.
ورغم ذلك الإحباط والغضب لدى رجال أنشيلوتي كانا سيد الموقف. وكان صوت الهولندي أرين روبن أعلاهم. الجناح الطائر الذي لعب يوم أمس الثلاثاء أمام فريقه الأصلي، فريق أيندهوفين، عبّر عن غضبه صراحة من المدرب أنشلوتي تحديدا قائلا: "أنا محبط بعض الشيء وغاضب أيضا. في مباراة كهذه تريد اللعب 90 دقيقة". وذلك تعقيبا على قرار أنشيلوتي باستبادله بعد 60 دقيقة بالفرنسي كيسلي كومان.
وانتقد روبين أيضا أداء الفريق الذي "لم يكن مقنعا، وبطيئا"، مضيفا "لقد لعبنا اليوم خاصة في الشوط الأول ببطء شديد".
في المقابل، لا مكان للمشاعر لدى أنشيلوتي. الأخير لم يكترث كثيرا بالقيمة العاطفية لهذه المباراة بالنسبة للجناح الهولندي، فروبين كان بعيدا عن المستوى الذي قدمه أمام أوغسبورغ ضمن مباراة يوم السبت الأخيرة لمنافسات الدوري المحلي. وقد أوضح أنه اعتمد استبدال روبين بكومان ويسوا كيميش بدوغلاس كوستا حتى يمنح مساحات أكبر للأجنحة. ونظريته أثبتت صحتها على الأقل فيما يخص كوستا لأنه ساهم في صناعة هدف الفوز الذي حمل توقيع البولندي روبرت ليفاندوفسكي.
إضافة إلى موقف روبن، كانت منظومة اللعب نقطة الانتقادات الأساسية التي طرحها اللاعبون وعلى رأسها الوافد الجديد من دورتموند ماتس هوملز الذي بات يتقمص دور قائد الفريق توماس لام كمصدر للانتقاد الذاتي.
بالنسبة لهوملز فإن مشكلة بايرن الأساسية بقيادة أنشيلوتي تكمن في التعامل مع الهجمات المرتدة، بسبب عدم الامتثال لآلية منضبطة تساهم في الاحتفاظ بالمراكز، وهو ما أشار إليه روبين نفسه حين قال "إننا نقوم بالأخطاء ذاتها".
ويوضح نجم دورتموند السابق الأمر بالقول: "التحول السريع إلى الدفاع (عند الهجمات المرتدة) عملية نتقنها في الأصل، فنحن ننتقل بسرعة إلى الإيقاع السريع. لكن علينا هنا أن نحسّن المنظومة، أي أن يتمركز اللاعبون في المواقع المطلوبة".
وهذا ما فشل فيه البافاريون ليتمكن أيندهوفين من إحراز هدف السبق في الدقيقة 14. وحسب هوملز فإن دفيد ألابا لم يقدر الوضع جيدا ما استلزم تدخل شابي ألونسو للانتقال إلى مركز الظهير الأيسر، ما أدى إلى تداخل التوزيعات في منطقة الجزاء لدى البافاريين.
وقد يرد البعض أن سانتياغو آرياس كان في موضع تسلل وهدف أيندهوفين احتسب أصلا خطأ، لكن وبحق تعكس هذه اللقطة المشاكل التي يواجهها متصدر الدوري الألماني حاليا على مستوى خط الدفاع الذي أصبح يسقط في الفوضى أمام الهجمات المرتدة السريعة.
أما ما يخص صدارة المجموعة الرابعة، حلم كارل هاينز رومينيغه، فأصبحت مهمة صعبة بعد أن انتزع الفرنسي نجم أتلتيكو مدريد الفوز لفريقه أمام روستوف والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة (95)، ليتغنى أتلتيكو الآن بـ12 نقطة مقابل تسع نقاط لبايرن.
ولا يمكن للفريق الألماني أن يتصدر مجموعته إلا بالفوز على أتلتيكو في إياب دور المجموعات بفارق هدفين، وذلك في المباراة المقررة في ميونيخ في السادس من الشهر القادم، وهذا وحده من شأنه أن يكبح الاحتقان في ميونيخ.