ليبيا تحتفل بذكرى الثورة وسط دعوات لـ"إسقاط النظام"
١٥ فبراير ٢٠١٣تحيي ليبيا الأحد المقبل العيد الثاني لانطلاق الثورة الشعبية التي أسقطت نظام معمر القذافي. ونظم آلاف المحتفلين في مدينة بنغازي (شرق) مسيرة راجلة تحاكي التظاهرة التي انطلقت في المدينة في 15 شباط/فبراير 2011 وكانت شرارة لثورة 17 شباط/فبراير التي أنهت نظام معمر القذافي. وانطلق المتظاهرون من أمام مبنى مديرية أمن بنغازي جنوب المدينة سيرا بعد أن أوقدوا "شعلة الثورة" التي تناوب على حملها عدد من قدامى الرياضيين الليبيين حتى وصولها إلى ميدان التحرير بجانب محكمة شمال بنغازي.
وفي مثل هذا اليوم (15 شباط/فبراير 2011) تظاهر أهالي ضحايا مجزرة سجن "أبو سليم" وعدد من النشطاء السياسيين أمام مبنى مديرية أمن بنغازي بعد أن ألقت قوات النظام السابق القبض على منسق رابطة الأهالي فتحي تربل. وكانت تلك التظاهرة الأولى في البلاد التي تشهد دعوات علنية لإسقاط النظام. وردد المحتفلون اليوم الجمعة شعارات وعبارات تمجد الشهداء والجرحى والمفقودين الذي سقطوا خلال الثورة المسلحة التي استمرت قرابة ثمانية أشهر.
من ناحية أخرى، تسود أجواء من الترقب مدينة بنغازي إثر دعوات لثورة ثانية تزامنا مع ذكرى الثورة. وشن عدد من المحتفلين هجوما لاذعا على المؤتمر الوطني العام (أعلى سلطة في البلاد) والحكومة المؤقتة ورئيس أركان الجيش الليبي بسبب ما قالوا إنه "تهميش للمدينة التي كانت مهدا للثورة وحاضنا لها". كما طالبوا "بإقالة رئيس أركان الجيش الليبي اللواء يوسف المنقوش من منصبه" بسبب "ضعف أدائه" في بناء المؤسسة العسكرية بحسب وصفهم، بالإضافة إلى تأكيدهم ضرورة "إقرار قانون العزل السياسي" و"تفتيت نظام المركزية الإدارية للدولة".
وأطلق عدد من الجماعات الليبية المعارضة في بنغازي دعوات للتظاهر ضد النظام، ومن بينهم مؤيدو الفدرالية ومنظمات المجتمع المدني. ومن المطالب "نفي مسؤولي النظام السابق" و"إسقاط النظام" الجديد وحل الميليشيات المسلحة المسيطرة في البلاد منذ سقوط حكم القذافي. لكن زعماء مؤيدين للاستقلال في شرق ليبيا حثوا أنصارهم على إلغاء احتجاجات ضد السلطات المركزية الجمعة خشية أن تؤدي إلى نشوب أعمال عنف أثناء الاحتفال. وتثير هذه الدعوات إلى التظاهر ضد السلطات الجديدة مخاوف من حصول تجاوزات في بلد يعاني من انعدام الاستقرار.
ع.ج.م/ش.ع (رويترز، أ.ف.ب)