ليبيا: تقدم قوات الثوار ومفاوضات سرية مع ممثلين للقذافي

التطورات في ليبيا شهدت خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة حدثين مهمين تفتح ربما أفاقاً جديدة فيما يخص مستقبل البلاد على الأمد القريب. فقد أحرز الثوار تقدماً ملحوظاً على الجبهتين الشرقية في مصراته والغربية بالسيطرة على مدنية الزاوية الإستراتيجية المهمة. فقد أكد الثوار أنهم تمكنوا من "السيطرة على أغلب مناطق مدينة الزاوية"، وهي الميناء الهام الأخير الذي يقف بينهم وبين التقدم نحو العاصمة طرابلس.

وكان الثوار قد أعلنوا في وقت سابق من الاثنين (15 آب/ أغسطس 2011) سيطرتهم على بلدتي صرمان وغربان اللتين تقعان في غرب طرابلس وجنوبها ولا تبعدان سوى عشرات الكيلومترات عنها. وأكد القائد الميداني للثوار في جبهة الزاوية عبد الحميد إسماعيل أن أغلب مناطق الزاوية باتت تحت سيطرة الثوار. ويأتي هذا التأكيد أن الثوار باتوا قادرين الآن على التخطيط لشن هجوم كاسح على طرابلس وطرد القذافي وأعوانه منها، رغم معرفتهم من هذه المهمة لن تكون بالسهلة.

وكان القذافي قد رد على هجوم المعارضين له بهجوم كلامي قال فيه إن نهاية الاستعمار قريبة ونهاية "الجرذان قريبة"، الذين "يفرون من دار إلى دار ومن زنكه إلى زنكه" أمام الجماهير الزاحفة التي تطاردهم". ودعا القذافي أنصاره إلى المقاومة من أجل "تحرير ليبيا شبر شبر".

لقاءات سرية

تحدثت تقارير إعلامية عن لقاء سري ليلي جمع ممثلين عن المعارضة الليبية وممثلي نظام القذافي في فندق سياحي بجزيرة جربة بجنوب تونس، فيما أعلنت الخارجية التونسية الاثنين (15 آب/أغسطس 2011) أن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخاص بليبيا عبد الإله الخطيب، وصل إلى العاصمة التونسية للقاء أطراف النزاع في ليبيا.

ويبدو أن التقدم الحاصل على الأرض في الزاوية ومصراته منح خيار التفاوض زخماً جديداً، فقد وردت معلومات غير مؤكدة تشير إلى احتمال أجراء أطراف النزاع في البلاد جولة ثانية من المحادثات في الساعات القليلة القادمة في جربة التونسية أيضاً. ورغم نفي متحدث باسم الحكومة لليبية في طرابلس أن تكون حكومته قد حاورت المعارضين، لكنه عاد ليقول إن الحكومة لم تجري حوراً بشأن تنحي القذافي.

تأمين خروج القذافي وعائلته

كما كشف مصدر مطلع أن فنزويلا تشارك في محادثات جربة السرية. وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية إن "مبعوثاً خاصاً من الرئيس الفنزويلي هيغو تشافيز يشارك في محادثات تجري بأحد فنادق جزيرة جربة بين ممثلين عن الثوار ونظام معمر القذافي"، دون أن يحدد تاريخ بداية هذه المحادثات. وأضاف المصدر أنه تم التطرق خلال المحادثات في جربة إلى "تأمين خروج آمن للقذافي وعائلته" من ليبيا. وذكر أن فنزويلا "على استعداد لتوفير طائرة خاصة لنقل القذافي وعائلته إلى مكان خارج ليبيا"، دون أن يكشف عن هذا المكان وإذا ما كانت الطائرة ستحطّ في مطار ليبي أو تونسي.

وتابع المصدر "سيلتقي ممثلو الثوار والنظام الليبي غداً الثلاثاء بأحد فنادق العاصمة التونسية مع عبد الإله الخطيب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) المكلف بالملف الليبي الذي وصلّ اليوم إلى تونس". ولم يستبعد المصدر أن يحضر المبعوث الفنزويلي هذا الاجتماع.

في غضون ذلك ، نقلت وكالة الأنباء التونسية عن المبعوث الأممي قوله إن "المنظمة الأممية تبذل جهوداً حثيثة بهدف التوصل إلى حل للأزمة الليبية بما يكفل تلبية الحقوق المشروعة للشعب الليبي والاستجابة لتطلعاته". وأضافت الوكالة أن الخطيب أجرى محادثات لم تكشف عن تفاصيلها مع الباجي قايد السبسي رئيس الحكومة التونسية.

في غضون ذلك قالت مصادر ملاحية في مطار القاهرة اليوم الاثنين إن نائب وزير الداخلية الليبي ناصر مبروك عبد الله قد وصل إلى القاهرة بصحبة تسعة من أفراد عائلته على متن طائرة خاصة قادمة من جربة التونسية. ولم يذكر المصدر إذا ما كان المسؤول الليبي قد انشق عن النظام في طرابلس.

(ح. ع. ح/ رويترز، د ب أ، أ ف ب)

مراجعة: عماد غانم