ليلى سماتي: لنتعلم من الدبلوماسية الألمانية في كأس العالم
١٣ يوليو ٢٠١١ليلى سماتي وجه إعلامي رياضي جزائري، يعرفها ملايين من عشاق الرياضة في العالم العربي، فهي تعمل في مجال الإعلام الرياضي منذ عام 1990، وشاركت في تغطية بطولات رياضية عديدة من بينها 4 دورات أوليمبية، كما حصلت على عدد من الجوائز. وتطل ليلى سماتي هذه الأيام على جماهير الرياضة العربية من خلال شاشة الجزيرة الرياضية. وبمناسبة وجودها حالياً في ألمانيا لتغطية كأس العالم للسيدات 2011 كان لدويتشه فيله معها لقاء، تحدثت فيه عن انطباعها عن البطولة وألمانيا والرياضة النسائية العربية:
دويتشه فيله: ما هو انطباعك عن التنظيم الألماني لمونديال السيدات؟
ليلى سماتي: تنظيم ممتاز، ملاعب من طراز رفيع جداً، تحف فنية وهذا ليس غريباً على ألمانيا.
يعني، الملاعب هي أهم ما لفت نظرك؟
بكل صراحة الملاعب جميلة جداً وكذلك التنظيم. الخطأ وراد لأننا نحن بشر، لكن التنظيم رائع جداً، وفقط ربما الحميمية والشعبية، التي تعودنا عليها كعرب ومسلمين لم نلمسها في بعض المدن فقط. فقد وجدنا في مدينة فولفسبورغ مثلاً أجمل الأجواء، أما دريسدن فمدينة تاريخية وتراثية وجميلة جداً، لكن العرب فيها قلة وبالتالي اللقاء بهم صعب. لكني في فرانكفورت أشعر بأني فعلاً في عاصمة أو مدينة عالمية، وفي برلين كذلك كان هذا الشعور، وأعتقد أن الشعوب تختلف والمدن أيضاً تختلف هي الأخرى.
بما تفسرين غياب الدول العربية عن هذا المونديال؟
المنتخبات تطورت كثيراً، والمستوى تطور كثيراً، والتأهل إلى المونديال ليس بالعملية السهلة، والظروف التي يمر بها العالم العربي في الفترة الأخيرة لم تسمح بذلك، والاهتمام بالرياضة النسائية بصفة عامة في الوطن العربي ما زال يفتقد للفعالية والإيجابية. ولاحظ أن التتويجات العربية على مدار الدورات الأوليمبية والبطولات العالمية أبرزها كانت لسيدات في رياضات فردية، وبالتالي اعتقد أنه الآن حان الوقت للاهتمام الفعلي بهذه الرياضة ما دام هناك حب لممارستها.
إلى نصف نهائي البطولة وصلت فرق فرنسا والولايات المتحدة واليابان والسويد؛ هل فاجأك أحد من هذه الفرق بالصعود إلى هذا الدور؟
الذي فاجأني هو خروج المنتخب الألماني وتأسفت كثيراً لذلك؛ لأن خروج المنتخب المنظم له وقعه، وأجواء الحزن واضحة على كل ألمانيا، وكان خروج منتخب البرازيل مفاجأة أيضاً. كما فاجأني صعود منتخب فرنسا للمربع الذهبي وكذلك خروج النرويج أحد المرشحين، لكن أعتقد أن ألمانيا ستخرج من هذه البطولة فائزة على أعلى المستويات بتنظيمها الرائع جداً، فلديها ملاعب من الطراز الأول ومراكز إعلامية رائعة، وهي قدوة يُحتذى بها في أبرز البطولات القادمة، وأرى أن هذا ليس غريباً على ألمانيا التي نظمت مونديال الرجال عام 2006.
هل لفتت نظرك في هذه البطولة أي لاعبة أو حارسة مرمى؟
ربما حارسات المرمى لم يبرزن كثيراً لأن الكرة الجديدة "سبيدسل" تشبه كرة "جابولاني" في مونديال الرجال بجنوب إفريقيا، وهي تثير الكثير من الجدل والانتقادات لسرعتها، وبالتالي فأبرز اللاعبات بالنسبة لي هي "لويزا نسيب" (لاعبة منتخب فرنسا من أصل جزائري)، لأنه يشرف كل عربي أن تكون هناك لاعبة أصولها عربية. كما أعجبتني اللاعبة الألمانية "فاتميره بايراماي"، فهي لاعبة ممتازة جداً، واعتقد أن الولايات المتحدة تضم تشكيلة ممتازة، أما منتخب اليابان فالجماعية هي التي تغلب على طريقة لعبه.
هل تعتقدين أن كأس العالم هذه المرة أحدثت طفرة في مباريات كرة القدم للسيدات؟
نعم أكيد، وأهم ما حققته ألمانيا في تنظيمها لكأس العالم للسيدات 2011 هي الطفرة النوعية في مستوى المنتخبات. مستوى اللعب تطور كثيراً لدى مختلف المنتخبات واللاعبات. المنتخبات الـ16 التي شاركت كلها جاءت بمستوى عال جداً ، وربما هذا هو الذي جاء بهذه المفاجآت غير المنتظرة.
لم تنتظر ليلى أن أسألها وعاجلتني في نهاية الحديث بالقول: اسمح لي، لفت انتباهي في هذا المونديال دبلوماسية الألمان، رغم خروجهم من المونديال والهزيمة كانت كالصاعقة لكنهم خرجوا بكل أدب واحترام. انظر! كيف حيوا الذين اشتروا مليون تذكرة وكيف اعتذروا لكل مشجع اشترى تذكرة. انظر إلى تعامل الاتحاد الألماني لكرة القدم مع المدربة سيلفيا نايد بتعامل أخلاقي ودبلوماسية عالية جداً، فهذه هي الرياضة. انظر كيف تعامل الاتحاد النرويجي مع المدربة برغم خروج النرويج، لقد قال لنا رئيس الاتحاد النرويجي يجب علينا أن نعمل ونشكر المدربة على كل اجتهادها ونساعدها في التحضير لأمم أوروبا. هذه هي الثقافة الجديدة، يجب أن نتعلمها، ويجب أن تكون لدينا نحن كعرب؛ لكي نمر إلى ذلك الركب العالمي.
أجرى الحوار: صلاح شرارة
مراجعة: عماد غانم