مؤتمر دولي في برلين لبحث مكافحة أزمة الغذاء العالمي
٢٤ يونيو ٢٠٢٢قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الجمعة (24 يونيو/ حزيران) إن هناك "خطرا حقيقيا" فيما يتعلق بحدوث مجاعات هذا العام ودعا في اجتماع على مستوى الوزراء حول الأمن الغذائي إلى اتخاذ خطوات عملية لتحقيق الاستقرار في أسواق الغذاء وتقليل التقلبات في أسعار السلع.
وقال غوتيريش عبر الفيديو للاجتماع المنعقد في برلين "نواجه أزمة جوع عالمية غير مسبوقة، أدت الحرب في أوكرانيا إلى تفاقم المشكلات التي تراكمت على مدى سنوات مثل اضطرابات المناخ وجائحة كوفيد-19 والخلل الكبير في (وتيرة) التعافي".
وبحسب مؤشر الأمن الغذائي العالمي، وهو مقياس تستخدمه وكالات الأمم المتحدة والأجهزة الإقليمية وجماعات الإغاثة لتحديد مستوى انعدام الأمن الغذائي، يتعرض أكثر من 460 ألف شخص في الصومال واليمن وجنوب السودان لظروف المجاعة. وهذه هي مرحلة ما قبل الإعلان عن حدوث مجاعة في منطقة ما.
ويسعى قادة 40 دولة إلى إيجاد "حلول" ملموسة لأزمة الغذاء التي تسببت بها الحرب في أوكرانيا، في برلين الجمعة. ويُعقد المؤتمر بعنوان "الاجتماع لأمن الغذاء العالمي" قبل قمّة قادة مجموعة الدول السبع التي تبدأ الأحد في بافاريا، ويشارك فيه خصوصاً وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قبل افتتاح المحادثات، إنّ المؤتمر يسعى إلى "تقديم حلول" مثل تسريع الصادرات الغذائية من أوكرانيا عبر طرق بديلة من البحر الأسود.
وتركّز المشاورات أيضاً على زيادة المساعدات للبلدان الأكثر تضرّراً، من دون تقديم الحدث على أنه مؤتمر للمانحين.
وأدّى الغزو الروسي لأوكرانيا، بما في ذلك الحصار المفروض على موانئ البحر الأسود، إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية كما ساهم في ازدياد التضخم عالميا.
وقالت بيربوك إنّ موسكو تستخدم المجاعة "عمداً كما لو كانت سلاح حرب"، محذّرة من "تسونامي" مجاعة حقيقية من المحتمل أن يطاول بعض الدول. وأضافت بيربوك في مؤتمر صحفي مشترك في وقت لاحق مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن الشركاء الدوليين يعملون معا لمواجهة حرب الحبوب ذات التأثير المزعزع للاستقرار التي تشنها روسيا والدعاية المرافقة لها.
كما قالت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه إن ألمانيا ستنفق أربعة مليارات يورو (4.2 مليار دولار) هذا العام لمكافحة الجوع في العالم.
وكان سفير الاتحاد الأوروبي في روسيا قد طلب اجتماعا مع نائب وزير الخارجية الروسي أمس الخميس لبحث مسائل متعلقة بالأمن الغذائي، بحسب بيان للوزارة اليوم الجمعة. وأضاف البيان أن نائب وزير الخارجية الروسي أنحى باللائمة خلال اجتماع الخميس على العقوبات التي تفرضها واشنطن وبروكسل في نقص الغذاء واتهم الغرب بشن حملة دعائية ضد موسكو.
وتنفي روسيا محاصرة ممر سفن الشحن معتبرة أن العقوبات الغربية تساهم في الأزمة الغذائية.
إلّا أنّ بيربوك ردّت الجمعة موضحة أنّ "روسيا صدّرت تقريباً الكمية نفسها من القمح مثل العام السابق، لذا فإنّ الرواية الروسية أنّ عقوبات مجموعة السبع هي سبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية لا أساس لها من الصحة". وأضافت وزيرة الخارجية الألمانية أن وزارة البيئة أشارت إلى أنّه يمكن لروسيا "أن تسمح بخروج الحبوب عبر أوديسا أو أن توقف هذه الحرب بكل بساطة، ولكننا نسعى بإلحاح الى إيجاد طرق بديلة".
ويمكن لهذه الطرق البديلة أن تمرّ عبر بولندا، لكن بيربوك قالت "نواجه مشكلة تغيير المسارات (عبر القطارات) الأمر الذي يتطلّب مزيدا من الوقت".
ووفقا مؤشر الأمن الغذائي العالمي، يقف ملايين الأشخاص في 34 دولة أخرى على شفا المجاعة. وطالب الوزراء في اجتماع برلين أيضا بمعالجة أزمة مالية تواجهها الدول النامية.
ع.أ.ج/ خ.س (د ب أ، أ ف ب، رويترز)