مؤتمر ميونيخ للأمن 2024.. حقائق ومعلومات
١٦ فبراير ٢٠٢٤يحتفل مؤتمر ميونيخ للأمن هذا العام بالذكرى الستين لتأسيسه. ومن المنتظر أن تُعقد دورته الحالية ما بين 16 إلى 18 فبراير/شباط، في مكانه التقليدي فندق بايريشر هوف، ولكن هذا العام ولأول مرة سيكون فندق "روزوود ميونيخ" المجاور مكانا لبعض جلسات المؤتمر. وسيشارك فيه سياسيون وقادة أمنيون وعسكريون وخبراء رفيعو المستوى من جميع أنحاء العالم لمناقشة القضايا الأكثر إلحاحا المتعلقة بالأمن الدولي.
1. لماذا يعتبر "مؤتمر ميونيخ للأمن" مهما؟
يشكل مؤتمر الأمن منصة فريدة من نوعها على مستوى العالم لبحث السياسات الأمنية. إذ يعد بالكاد المكان الوحيد، الذي يجتمع فيه كم هائل بهذا الشكل من ممثلي الحكومات - بما في ذلك الحكومات المعادية لبعضها - وقادة وخبراء في الأمن معاً. المغزى من المؤتمر لا يتمثل في برنامجه وحده. الأهم من ذلك هو أن الكثيرين يقدرون الإمكانية التي يقدمها المؤتمر للفاعلين السياسيين على التواصل بشكل غير رسمي في الممرات وتبادل الآراء داخل غرف الاجتماعات، والتعرف على بعضهم البعض، والاستفادة من المواقف، ورسم خطوط حمراء، أو تبادل الأفكار لحل النزاعات.
2. المواضيع المدرجة على جدول أعمال دورة 2024؟
تتصدر الحروب في أوكرانيا وغزة، فضلا عن قضايا الهجرة وتغير المناخ والذكاء الاصطناعي، جدول أعمال المؤتمر. كما جاء على الموقع الإلكتروني للمؤتمر أيضا: "بعد أنشطتنا ومنشوراتنا في عام 2023، سيتناول مؤتمر 2024 موضوعات مهمة، مثل دور أوروبا في الأمن والدفاع، والرؤى الجديدة للنظام العالمي، والتداعيات الأمنية لتغير المناخ والعديد من الأسئلة الأخرى".
3. من سيشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن 2024؟
وفقا للموقع الإلكتروني للمؤتمر، سيتم نشر القائمة الكاملة للمشاركين قبل وقت قصير من بدء الحدث. وبحسب تقارير وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، سيحضر المستشار الألماني أولاف شولتس، ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. كما يتوقع أن يحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
كما أعلن رئيس المؤتمر كريستوف هويسغن أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سيفتتح المؤتمر وأن من بين الحاضرين الآخرين وزير الخارجية الصيني وانغ يي، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وسيعقد وزراء خارجية دول مجموعة السبع اجتماعا على هامش المؤتمر.
وأضاف هويسغن أن الرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتسوغ سيأتي إلى ميونيخ، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يأتي، كما سيشارك رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية. وليس معروفا بعد ما إن كان اشتية وهيرتسوغ سيلتقيان.
وبما أنه من المتوقع أن تكون الحرب في غزة أحد المواضيع الرئيسية، فمن المتوقع أن يحضر المؤتمر رؤساء حكومات لبنان وقطر والعراق والكويت، بالإضافة إلى وزراء خارجية السعودية وسلطنة عمان.
وبحسب المنظمين، من المتوقع أن يحضر ما مجموعه "حوالي 50 رئيس دولة وحكومة وأكثر من 100 وزير، إلى جانب رؤساء العديد من المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المهمة" أعمال المؤتمر.
4. الجهات المستبعدة من حضور المؤتمر
وأعلن رئيس المؤتمر هويسغن عن استبعاد عدد من ظعماء دول وأحزاب سياسية ألمانية من المشاركة في المؤتمر. وقال هويسغن في إشارة إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين "قبل بضعة أيام، ذكر الرئيس الروسي أنه سيكون سعيدا للتفاوض، لكن ليس مع هذه الحكومة الأوكرانية. بعبارة أخرى، ليس هناك أي استعداد جاد للحديث". وأضاف "ولهذا السبب، قلنا إننا لا ندعو الحكومة الروسية، لكن ندعو الروس من منظمات غير حكومية وسياسيين منفيين".
واتخذ هويسغن نفس التوجه العام الماضي، في المؤتمر الأول، في أعقاب الغزو الروسي الواسع لأوكرانيا.
وقررت إدارة المؤتمر عدم توجيه الدعوة لإيران. وعن ذلك قال هويسغن: "في حالة إيران، نسمع من الحكومة الألمانية وأيضا من الأمريكيين، أنه لا يوجد اهتمام بالمحادثات. في ظل الوضع الراهن، ندعو فقط الإيرانيين من منظمات غير حكومية".
وقال هويسغن إن بعض الأحزاب السياسية الألمانية لن تحضر الاجتماع، واختص بالذكر حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، الذي تم استبعاده أيضا العام الماضي. كما جرى استبعاد حزب "تحالف سارة فاغنكنيشت" من قائمة المدعوين، وهو حزب يساري جديد في الساحة السياسية الألمانية، لكنه يتبنى موقف يوصف بالمحابي لروسيا.
5. الأحداث والمظاهرات المضادة للمؤتمر
سيحتضن فندق بايريشر هوف، كما في كل عام، المؤتمر الأمني، ولكن هذا العام ولأول مرة سيكون فندق "روزوود ميونيخ" المجاور مكانا لبعض جلسات المؤتمر.
ومع توسيع موقع المؤتمر ستكون هناك زيادة في المنطقة الأمنية. وبحسب قسم شرطة ميونيخ سيتم نشر إجمالي 5000 ضابط شرطة لحضور المؤتمر الأمني. وسيتم تطبيق منطقة حظر طيران للطائرات بدون طيار يبلغ نصف قطرها 5.5 كيلومترا حول موقع الحدث.
ومن المتوقع خروج احتجاجات ضد مؤتمر الأمن. حيث دعا تحالف ناشطين ضد حلف الناتو إلى مظاهرة "مناهضة للمؤتمر" يوم السبت 17 فبراير/شباط، مع تشكيل سلسلة بشرية "لتطويق" المؤتمر بشكل رمزي.
كما ينظم ناشطون مؤتمرا موازيا في نفس التوقيت، تحت اسم "مؤتمر ميونيخ للسلام".
6. متى انطلق مؤتمر الأمن؟
تم إطلاق مؤتمر الأمن بميونيخ في عام 1963، والذي كان يطلق عليه آنذاك بـ"اجتماع العلوم العسكرية الدولي". وكان الآباء المؤسسون هما الناشر الألماني إيفالد فون كلايست، وهو أحد مؤيدي المقاومة ضد أدولف هتلر في "الرايخ الثالث" - والفيزيائي إدوارد تيلر. وأصبح الفيزيائي المجري، الذي ينحدر من أصول يهودية واحداً من رواد صناعة القنبلة الهيدروجينية في الولايات المتحدة الأمريكية.
إلا أن المؤتمر قام بتغيير اسمه لاحقاً إلى "مؤتمر العلوم العسكرية الدولي" واعتبر لسنوات مؤتمراً "للدبابات والصواريخ المضادة". وبوصفه "مؤتمر ميونيخ للأمن"، انفتح جدول أعماله أكثر على قضايا الأمن العالمي.
ومنذ 1963 يقام المؤتمر سنويا في شهر فبراير/شباط في العاصمة البافارية. فقط في عام 2021 كان لا بد من عقده بشكل رقمي بسبب جائحة كورونا.
وبحسب وزارة الدفاع الألمانية، فقد اجتمع في المؤتمر الأول ممثلون عن دول الناتو، وكان من بينهم هنري كيسنجر (وحينها لم يكن وزيرا للخارجية الأمريكية بعد) والمستشار الألماني اللاحق هيلموت شميت. ووفقا للمنظمين، اقتصر المؤتمر في البداية على مشاركة مجموعة صغيرة جدا، وكان هذا مقصودا: حيث كان الهدف منه تمكين المشاركين الألمان من مقابلة زملائهم من أهم الدول الحليفة.
7. من يمول تكاليف عقد المؤتمر؟
يتم تمويل مؤتمر ميونيخ الأمني من قبل الحكومة الاتحادية وحكومة ولاية بافاريا والجهات الراعية من القطاع الخاص. ويدرج المنظمون وزارة الخارجية الألمانية ووزارتي الدفاع والتنمية ومكتب حكومة ولاية بافاريا لأمن المعلومات والجيش الألماني كشركاء حكوميين. ومن القطاع الخاص، تعد شركات باير وأمازون وميتا ومايكروسوفت ومختلف شركات الاستشارات الإدارية من بين الرعاة الرئيسيين.
ف.ي