مؤسس الجمهورية في العراق
١٥ يوليو ٢٠١٠القائد الذي أقام الجمهورية في العراق هو الزعيم الركن ( أي العميد الركن بلغة اليوم) الراحل عبد الكريم قاسم. هذا الرجل صار كالأسطورة في العراق، فبعد مقتله ولسنوات طويلة بقي كثير من الناس يرون صورته على وجه القمر. ويمكن القول أن الزعيم عبد الكريم أهم قادة العراق في القرن العشرين. ويعترف أعداء عبد الكريم قاسم قبل محبيه بأنه كان نزيها شريفا صادق النوايا،
فهل كان عبد الكريم قاسم سياسيا ناجحا؟
ولماذا لم يحمِ الشعب العراقي ابنه البار؟
ولماذا اتفق العرب على معاداة عبد الكريم قاسم؟
ولماذا ثارت كردستان على عبد الكريم قاسم ؟
ولماذا حاول عبد الكريم قاسم احتلال الكويت؟
وما موقف عبد الكريم قاسم من المرأة؟
عديدون سلطوا الضوء على شخصية الزعيم عبد الكريم قاسم وعلى واحدة من أهم المراحل في تاريخ العراق الحديث.
الصحفي الدكتور عبد الله الجبوري مدير وكالة أنباء العراق بريس ذهب - مثلاً - إلى أن عبد الكريم قاسما كان ثوريا ولكنه لم يكن سياسيا ناجحا، مشيرا الى أن هذا الرجل كان صاحب مشروع، إلا أنه لم يكن مشروعا مستقرا، وهذا يرجع إلى اضطراب نفسي يعاني منه بسبب البيئة التي نشأ فيها وبسبب وجوده في المؤسسة العسكرية العراقية، وكذلك بسبب تقاسمه لطموحات سياسية مع قيادات عسكرية أخرى في هذه المؤسسة
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: د عبد الله الجبوري: شخصية ثورية لم تكن سياسية بالمرة)
وعلق الصحفي والإعلامي يوسف أبو الفوز الذي دخل الحوار من هلسنكي على ما ذهب إليه د الجبوري بالقول أنه يختلف معه بشأن اعتباره الزعيم قاسم مضطربا نفسيا بسبب انحداره من أصول معينة، لأن هذا سوف يعني أن اغلب الشعب العراقي مضطرب نفسيا. لكن أبو الفوز اتفق مع د الجبوري بأن عبد الكريم لم يكن سياسيا محكنا، عازيا ذلك إلى أنه قد تولى الحكم وهو يرتدي البزة العسكرية، و مشيرا إلى أنه عرف بنزاهته وسلوكه الذي يدل على ذلك، ومبينا أن المدة القصيرة التي تولى فيها الإدارة شهدت انجازات كبرى
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: يوسف أبو الفوز: شهدت فترة حكمه انجازات مهمة في تاريخ الدولة العراقية)
وجزم الدكتور عبد الله الجبوري أن الشعب العراقي يقدس هذا الزعيم بسبب حماقات الأنظمة السياسية المتعاقبة وتقريبهم لأقاربهم وتوزيع المناصب عليهم.
وذهب أبو الفوز إلى أن ثورة 14 تموز ناتجة عن تراكم معارف وهموم الشعب، رافضا الادعاء بأنها انقلاب عسكري على الدستورية والشرعية ومعتبرا أن الديمقراطية في العهد الملكي في العراق ممارسة شكلية، ومشيرا إلى أن نوري السعيد تولى رئاسة الحكومة 14 مرة، وهذا يعني ان هناك نخبة محدودة هي التي تتداول السلطة، وتلك الفترة كانت تفتقد إلى وجود الأمن الاجتماعي.
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: يوسف أبو الفوز: ديمقراطية العهد الملكي كانت شكلية)
ومن أربيل ذهب الصحفي عبد الرزاق محمود، رئيس تحرير وكالة كردستان للأنباء، إلى أن كردستان قد ثارت في زمن عبد الكريم قاسم، غير أن الثورة لم تكن ضده، فالثورة خرجت على النظام الذي حكم مع عبد الكريم قاسم، أي مجموعة الضباط التي تقاسمت الحكم مع عبد الكريم قاسم، وفي طليعتهم عبد السلام عارف. هذه المجموعة مارست قسوة غير معقولة تجاه الكرد، وهذا هو سبب قيام الكرد بالثورة، والزعيم تاريخيا يتحمل مسؤولية ما جرى آنذاك، ولكنه كشخص لا يتحمل سوى جزء يسير من تلك المسؤولية
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: عبد الرزاق محمود: لم يكن حكما ديمقراطيا ولكن عبد الكريم كان أحسن الجمهوريين)
د عبد الله الجبوري أشار إلى أن العرب لم يعادوا عبد الكريم، وفي السياسة لا يوجد عداء بل توجد مواقف، من عادى عبد الكريم كان دولة الوحدة ( مصر وسوريا) والقيادات الأسرية التي حكمت المنطقة ومنها العراق حتى ثورة 14 تموز. ورغم أن الأنظمة العربية كانت في مجملها تحتشد مع اليسار فإنها توجست من تنامي قوة النفوذ الشيوعي في العراق
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: د عبد الله الجبوري: مخاوف دول الجوار كانت من الشيوعية التي تساهل معها قاسم )
وعلق عبد الرزاق محمود ان قاسم كان ابن مرحلة الثورية التي سادت الخمسينات، وهو كان تاريخيا أحسن جنرال وطني حكم العراق، ومن جاء بعده كان أسوأ على مدى أربعين عاما مشيراً إلى أن الزعيم لو كان موجودا اليوم لجنب الشعب العراقي كل مآسي الحروب والمغامرات الصعبة، ولجعل من البلد خير بلدان المنطقة، لكنه لم يكن بالفعل حاكما مطلقا، فالجنرالات الذين تقاسموا الحكم معه هم من يتحملون مسؤولية ما جرى
(للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: عبد الرزاق محمود: الجنرالات هم سبب مآسي العراق)
وانضمت إلى الحوارمن بودابست الإعلامية اعتقال الطائي فحيت الشعب العراقي بمناسبة ذكرى ثورة 14 تموز، وأشارت إلى أن علاقة الزعيم الراحل بالمرأة كانت غير واضحة لأنه رحل دون أن يتزوج ولم يسجل التاريخ دورا للمرأة في حياته، لكن المرأة العراقية على العموم وجدت فيه آنذاك رمزا للدعم غير المحدود لقضاياها.
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: اعتقال الطائي: المرأة رقم مهم في تاريخ الزعيم الراحل)
وسألنا المستمعين عن رأيهم في الزعيم عبد الكريم قاسم، فتنوعت الإجابات ومنها إجابة تحليلية لتاريخ العراق خلال تلك السنوات الصعبة ذكرها بإيجاز الصحفي خليل الخباز من بغداد.
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: خليل الخباز: لنتعرف على الزعيم يجب أن نقرا المرحلة)
الكاتب : ملهم الملائكة Mulham Almalaika .