هذه أسباب شح التهديف في الجولة الأولى من يورو
١٦ يونيو ٢٠١٦شهدت الجولة الأولى من دور المجموعات ببطولة كأس أمم أوروبا لكرة القادم التي تقام حاليا بفرنسا شحا في تسجيل الأهداف لم يسبق له مثيل منذ عشرين عاما. ففي المباريات الـ 15 الأولى من البطولة لم يسجل أي فريق أكثر من هدفين. كما لم ينجح في الفوز بفارق هدفين سوى ألمانيا وإيطاليا والمجر، وقد سجلت كل واحدة منها هدفها الثاني قبيل نهاية المباراة مباشرة.
ويقول موقع "فوكوس" الألماني إن متوسط نسبة تسجيل الأهداف في الجولة الأولى بلغ 1.9 هدفا في المباراة الواحدة، ما يعني تراجعا بمقدار هدف تقريبا في المباراة الواحدة مقارنة مع البطولة الماضية التي أقيمت في بولندا وأوكرانيا عام 2012.
والسؤال هنا هو ما سبب شح الأهداف في يورو 2016؟ وبالفعل أجاب موقع "فوكوس" الألماني على هذا السؤال ذاكرا ثلاثة أسباب وهي:
1- التكتيك الدفاعي
حتى الآن لم يظهر من أي مدرب ما يوحي بوجود طفرة في الناحية التكتيكية في أداء الفرق الأوروبية. وقد لوحظ وجود مرونة كبيرة وفقا لسير المباراة. فمثلا المدرب الذي يلعب بثلاثة مدافعين تجده يتحول وبسرعة إلى الدفاع بأربعة وبخمسة، إذا اقتضى الأمر.
وأبلغ دليل على ذلك هو أسلوب الحائط الدفاعي المغلق، الذي لعبت به تشيكيا أمام إسبانيا، والذي كان مكونا من خمسة مدافعين. ويقول موقع "فوكوس" إنه في هذه الحالة من الصعب أن تلعب بطريقة "تيكي تاكا". وإذا تم تسجيل أهداف فسيكون ذلك عبر الضربات الثابتة.
ومن الأشياء غير المعتادة في هذه الحالة هو أن المدافعين هم من سجلوا في الغالب، مثل الألماني موصطافي صاحب هدف ألمانيا الأول في مرمى أوكرانيا وجيراد بيكيه صاحب هدف إسبانيا الوحيد في مرمى تشيكيا. وهناك أيضا الروسي فاسيلي بريزيفتسكي والسويسري فابيان شار.
2- اختفاء النجوم
وغالبا ما يظهر من أول يوم في البطولة نجم يضع بصمته عليها. فمثلا تألق ميشيل بلاتيني في بطولة عام 1984 من أول مباراة وخطف لبلده البطولة في النهاية. وسجل بلاتيني في تلك البطولة تسعة أهداف وهو أعلى معدل لهداف في تاريخ البطولة الأوروبية حتى الآن. وفي كأس العالم بإيطاليا 1990 ظهر الألماني لوتار ماتيوس من أول مباراة أيضا.
أما في يورو 2016 فلم يفرض نجم نفسه في الجولة الأولى وإن كان نجما ريال مدريد غاريث بيل ولوكا مودريتش قد سجلا لبلديهما. وفي المقابل ظهر نجوم آخرون بمظهر أقل بكثير من مستواهم الحقيقي مثل إبراهيموفيتش وكريستيانو رونالدو، بل إن بوغبا وغريزمان جلسا على مقعد البدلاء في المباراة التالية.
3. تحصن "المنتخبات الصغيرة"
ومن أسباب قلة الأهداف المسجلة في الجولة الأولى من يورو 2016 قيام المنتخبات غير المرشحة للوصول إلى أدوار متقدمة في البطولة بتنفيذ خطة "الحائط الدفاعي"، تعويضا لفارق المستوى مع المنتخبات الكبرى. وقبل انطلاق البطولة كانت هناك نقاشات كثيرة حول زيادة عدد الفرق إلى 24 فريقا وأن ذلك سيؤدي إلى خفض مستوى اللعب. بيد أن النتيجة الأولى هي أن تلك الزيادة أدت إلى تغيير طريقة اللعب على الأقل.
فتشيكيا وأيرلندا الشمالية تعتمدان طريقة الدفاع التقليدية وصعدتا للنهائيات مباشرة. أما السويد والمجر وأوكرانيا وأيرلندا، التي دخلت البطولة هذه الدورة بسبب القانون الجديد ولم تكن لتتواجد في البطولة السابقة فإن الوحيد من بينها التي خسرت هي أوكرانيا في مباراتها أمام ألمانيا.
وكان مدرب ألمانيا يوآخيم لوف قد حذر قبل البطولة من أنها ستشهد مرحلتين الأولى ستكون بطابع تكتيكي في دور المجموعات والثانية بطابع هجومي في مراحل خروج المغلوب عندما تواجه أفضل المنتخبات بعضها، حسب ما ذكر موقع فوكوس أونلاين الألماني.