مائة بلدة ألمانية تستعين بمشورة الأطفال لتحديد سياستها
٧ نوفمبر ٢٠٠٧يعد إشراك الأطفال في السياسة من الظواهر الحديثة في العالم والمرتبطة بانتشار قيم حقوق الإنسان. وتركز بعض الدول على تعليم ممارسة الديمقراطية للأطفال وذلك لتدعيم أسس النظام الديمقراطي الذي تتبناه وذلك على مستوى المدرسة والحي والبلدية. ففي مدينة هيرديكه الصغيرة الواقعة غرب ألمانيا والتي يبلغ عدد سكانها 26 ألف نسمة يشارك 30 طفلا في برلمان يتم انتخاب أعضاءه من قبل طلبة المدارس.
ويمثل هذا البرلمان الذي ينتخب أعضاءه كل عامين رغبات ومصالح أطفال المدينة أمام بلديتها. وتكثر مثل هذه البرلمانات في ولاية شمال الراين ويستفاليا حيث يبلغ عددها هناك نحو 40 برلمانا. أما على صعيد ألمانيا فهناك ما مجموعه حوالي 100 برلمانا وممثلية للأطفال.
مشاركة الأطفال في صياغة السياسة
وفي تعليقه على هذه المبادرات يقول رئيس بلدية مدينة هيرديكه هانس كوخ: "إننا نقدم للأطفال كل المعلومات والملفات التي يودون الإطلاع عليها.. وبذلك نحصل على معلومات منهم بشكل مباشر ونتعرف على رغباتهم وما يحتاجون إليه ونستخدم ذلك في تحديد سياساتنا". وفي إحدى المرات غيرت بلدية المدينة مسارات الطرق المخصصة للدراجات بناءا على اقتراحات تقدم بها برلمان الأطفال.
لكن من ناحية أخرى لا تكتسي قرارات "برلمانات وممثليات الأطفال" صبغة إلزامية وإنما يقتصر عملها على تقديم المشورة. وتنص اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الأطفال والتي تم الموافقة عليها من الهيئة العامة للأمم المتحدة عام 1989 على حق الطفل في المشاركة في صنع القرارات التي تخضه. كذلك فإن لمشاركة الأطفال في العمل السياسي وظيفة أخرى تكمن في تعليم الأطفال على الممارسة الديمقراطية والدفاع عن الحقوق.