ماكرون ولوبن في مواجهة تعبئة نقابية بمناسبة عيد العمال
١ مايو ٢٠١٧أحيا العالم الاثنين (الأول من مايو/ أيار 2017) ذكرى عيد العمال وعمت التظاهرات والمسيرات عدة دول تحت مختلف الشعارات، وشكلت هذه المناسبة موعدا للعديد من الفرنسيين لاظهار تعبئتهم ضد المرشحين للانتخابات الرئاسية إيمانويل ماكرون ومارين لوبن قبل ستة أيام من الدورة الثانية المرتقبة الأحد.
فبعد 15 عاما على صدمة وصول الرئيس السابق للجبهة الوطنية إلى عتبة قصر الإليزيه، تنقسم النقابات حول تعليمات التصويت وشعار التعبئة التقليدية بمناسبة عيد العمل.
فهناك من جهة "الكونفدرالية الفرنسية الديموقراطية للعمل" و"الاتحاد الوطني للنقابات المستقلة" اللذان دعيا إلى التصويت لماكرون. وتنظم النقابتان تجمعا مع "اتحاد الجمعيات العامة الطلابية" في شمال شرق باريس من أجل "رفض الرؤية الرجعية والانطوائية للجبهة الوطنية".
في المقابل، هناك "الكونفدرالية العامة للعمل" و"الفدرالية النقابية الموحدة" واتحاد "متضامنون" و"القوة العاملة"، وهما أربعة تنظيمات نقابية أكثر ميلا إلى اليسار، وقد دعت الثلاثة الأولى إلى "تشكيل سد" بوجه مارين لوبن، بدون الدعوة صراحة إلى التصويت لمرشح حركة "إلى الأمام!"، فيما امتنعت "القوة العاملة" عن إعطاء تعليمات، التزاما منها بنهج الاستقلال عن الأحزاب السياسية الذي تتبعه تقليديا.
مارين لوبن انتقدت موقف النقابات معتبرة أن هذه الأخيرة "لا تدافع عن مصالح الموظفين" بل عن "موقعها هي". وتابعت المرشحة التي تعتزم إلغاء قانون في الحكومة الاشتراكية يزيل ضوابط في قانون العمل، ما أثار احتجاجات في الشارع على مدى أشهر، "إن رؤية الكونفدرالية العامة للعمل تدعو إلى التصويت لصالح ماكرون الذي (...) سيضعف وضع مجمل العمال، والذي يعتزم إزالة الضوابط بالكامل عن قانون العمل، هو أمر مذهل".
من جهته ندد ماكرون بمنافسته وقال "الشعب، هي تستغله، وهو نهج الحركات المتطرفة، ونهج الغوغائيين الحقيقيين. الشعب لا يهمها إطلاقا في الحقيقة".
وتزامنا مع الاحتفالات بعيد العمال أحيا ماكرون المرشح الأوفر حظا في سباق الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ذكرى شاب مغربي مات غرقا في نهر السين قبل 22 عاما بعد أن ألقى به مجموعة من الشبان المتطرفين في مياه النهر بعد مهرجان نظمه حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف بمناسبة عيد العمال.
ووقف ماكرون دقيقة صمت عند ضفة النهر في الذكرى السنوية للحادث في خطوة تهدف بوضوح إلى دمغ حزب الجبهة الوطنية بالتطرف قبل أسبوع من الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي يواجه فيها مارين لوبان زعيمة الحزب اليميني المتطرف.
وكرر ماكرون هجومه على تصريحات أطلقتها لوبان الشهر الماضي قالت فيها إن الدولة الفرنسية ليست مسؤولة عن الاعتقال الجماعي لليهود في باريس خلال الحرب العالمية الثانية. وقال ماكرون "لن أنسى مطلقا. وسأحارب حتى اللحظة الأخيرة ليس فقط ضد برنامجها بل ضد فكرتها عما يمثل الديمقراطية والجمهورية الفرنسية".
هـ.د/ و. ب (أ ف ب، رويترز)