ماكرون: أدرك بأني دخلت مقامرة محفوفة بالمخاطر في لبنان
١ سبتمبر ٢٠٢٠في زيارته الثانية إلى لبنان خلال أقل من شهر ينطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أنّ مساعيه تعدّ "الفرصة الأخيرة" لإنقاذ النظام السياسي والاقتصادي المتداعي في لبنان. في هذا السياق قال ماكرون خلال مقابلة مع صحيفة بوليتيكو أثناء سفره إلى بيروت أمس الاثنين (الأول من سبتمبر/أيلول) "إنها الفرصة الأخيرة لهذا النظام" مضيفا "أدرك أني دخلت مقامرة محفوفة بالمخاطر... أضع على الطاولة الشيء الوحيد الذي أملك: رأس مالي السياسي".
ويضطلع الرئيس الفرنسي بدور محوري في الجهود الدولية الرامية لحث زعماء لبنان على مكافحة الفساد واتخاذ المزيد من الخطوات لإصلاح بلدهم. ويسعى ماكرون إلى إنجاز مهمته والحصول على نتائج سريعة للحفاظ على مصداقيته أمام المجتمع الدولي، بإصراره على إجراء "إصلاحات أساسية" للحدّ من الفساد المستشري في قطاعات عدة أبرزها الكهرباء والمرفأ والحسابات المالية.
ويشترط المجتمع الدولي على لبنان إجراء هذه الإصلاحات لتقديم الدعم المالي له. وأبدى الرئيس الفرنسي استعداده لتنظيم مؤتمر دعم دولي جديد للبنان الشهر المقبل بالتعاون مع الأمم المتحدة.
واستبق ماكرون نقاشاته مع القادة السياسيين بالقول "موقفي هو دائماً ذاته: المطالبة من دون التدخّل"، بعدما كرّر دعوة المسؤولين إلى تشكيل "حكومة بمهمة محددة في أسرع وقت".
وكانت القوى السياسية قد استبقت وصول ماكرون بتكليف مصطفى أديب تشكيل حكومة جديدة، على أمل أن تهدئ غضب اللبنانيين الذين فاقم انفجار المرفأ المروع نقمتهم على السلطات.
وردا على سؤال حول تكليف أديب، الأكاديمي والدبلوماسي، قال ماكرون الثلاثاء "يجب منحه كل وسائل النجاح"، بعدما كان أكد في وقت سابق أنه "لا يعود لي أن أوافق عليه أو أن أبارك اختياره".
وردا على سؤال حول تكليف أديب، الأكاديمي والدبلوماسي، قال ماكرون الثلاثاء "يجب منحه كل وسائل النجاح"، بعدما كان أكد في وقت سابق أنه "لا يعود لي أن أوافق عليه أو أن أبارك اختياره".
ويدافع ماكرون عن استراتيجيته هذه برغبته بـ"التحدّث الى جميع الأطراف" وبينها حزب الله، "القوة السياسية الممثلة في البرلمان"، بموازاة تأكيده أنه "لا يوافق" على جزء من "المشروع" السياسي للحزب الذي تعتبره واشنطن منظمة "إرهابية" وتتهمه بعرقلة الإصلاحات.
ويلتقي ماكرون نظيره اللبناني ميشيل عون، ويكتسب لقاؤه مع ممثلي تسعة من القوى السياسية البارزة بينها حزب الله، القوة العسكرية والسياسية الأبرز المدعومة من إيران، أهمية كبرى. ويعتبر لقاء ماكرون برئيس الكتلة النيابية لحزب الله أول لقاء من نوعه يقدم عليه رئيس فرنسي، مع الحزب الشيعي الموالي لإيران، الذي تصنفه الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا كمنظمة إرهابية.
ويدافع ماكرون عن استراتيجيته هذه برغبته بـ"لتحدث إلى جميع الأطراف" وبينها حزب الله، "القوة السياسية الممثلة في البرلمان"، بموازاة تأكيده أنه "لا يوافق" على جزء من "المشروع" السياسي للحزب الذي تعتبره واشنطن منظمة "إرهابية" وتتهمه بعرقلة الإصلاحات. وفي هذا السياق قال "بوليتيكو" الأمريكي على الطائرة التي أقلته إلى بيروت، "لا تطلبوا من فرنسا أن تشن حرباً على قوة سياسية لبنانية"، معتبراً أن ذلك "سيكون عبثياً ومجنوناً".
ولوح ماكرون بأن الشهور الثلاثة القادمة ستكون حاسمة فيما يتعلق بتحقيق التغيير في لبنان، مضيفا أنه إذا لم يحدث تغيير فقد يترتب على ذلك فرض إجراءات عقابية يمكن أن تتراوح بين تعليق مساعدات إنقاذ مالي وعقوبات على الطبقة الحاكمة. وقال إنه لن يطلق الأموال التي تم التعهد بها للبنان في مؤتمر باريس 2018 ما لم تنفذ إصلاحات.
وفي خطوة ذات توقيت لافت، وقّع وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني الثلاثاء مع ثلاث شركات أجنبية، عقوداً تتعلق بـ"التدقيق الجنائي والمالي" في الحسابات المالية للدولة اللبنانية، وهو ما طالب به ماكرون مراراً. ومن المفترض، بحسب مسؤولين لبنانيين، أن ينسحب التدقيق لاحقاً على مؤسسات رسمية أخرى، تنفيذاً لمطلب صندوق النقد الدولي.
وبدأ ماكرون نشاطه الثلاثاء من محمية أرز جاج حيث زرع لمناسبة الذكرى المئوية لإعلان دولة لبنان الكبير، شجرة أرز. ورافقه 12 تلميذاً من كورال مدرسة الكرمل. وحلّق سرب جوي فرنسي في المكان ناثرا ألوان العلم اللبناني في الأجواء. ومن جاج في قضاء جبيل، انتقل ماكرون على متن مروحية إلى مرفأ بيروت لتفقد عمليات إفراغ أكثر من 2500 طن من المساعدات العاجلة التي أرسلتها بلاده ومنظمات على متن باخرتين.
وكان ماكرون قد استهل زيارته للبنان بزيارة الفنانة فيروز التي تعد رمزاً لوحدة اللبنانيين في منزلها قرب بيروت حيث كان عشرات اللبنانيين في انتظاره خارج المنزل.
ع.ج.م/م.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)