مايكل شوماخر: مسيرة أسطورية تبدأ من جديد
١٢ مارس ٢٠١٠سجل مدجج بسبعة ألقاب لبطولة العالم في سباقات الفورمولا وان (رقم قياسي)، وصعود إلى منصة التتويج في 154 مسابقة كبرى، 91 منها من أعلى نقطة، وأحرز المركز الأول للانطلاق في 68 مناسبة، وحصيلة إجمالية من النقاط بلغت 1369 نقطة: إنها مسيرة السائق الأسطورة مايكل شوماخر
قام شوماخر بقيادة سياراة أول مرة وهو في سن الرابعة. وعندما بلغ 18، توج بطل أوروبا في سباقات الكارتينغ. ثم واصل تألقه في سباقات الفورمولا 2 وحضي بدعم عدد من شركات السيارات. بعد ذلك، انضم في عام 1990 إلى فريق مرسيدس للشباب. وكانت تلك خطوة البداية التي قادته إلى عالم الفورمولا وان.
في عام 1991 شارك مايكل شوماخر لأول مرة في سباقات الفورمولا وان، وكان ذلك ضمن صفوف فريق جوردن قبل أن ينتقل إلى فريق بينتون-فورد الذي حاز معه في عام 1994 لأول مرة على بطولة العالم لسباقات الفورمولا وان.
وفي نفس السنة التي فاز فيها السائق الألماني بلقب البطولة العالمية، واجه العديد من الانتقادات من قبل الصحافة المحلية والأوروبية، التي أطلقت عليه لقب "شوماخر الغشاش" باعتبار أنه أقصي من مسابقتين، وتسبب في حادثة اصطدام بين سيارته وسيارة السائق ديمون هيل، ما أدى إلى خروج السائقين معا من حلبة السباق. لكن شومي" استطاع بعد ذلك تعزيز رصيده ليتوج في 1994 بطلا للعالم.
بعد لقبه العالمي الثاني مع فريق بينتون-فورد، انتقل "شومي" مطلع موسم 1996 إلى صفوف فريق فيراري الإيطالي. وبعد صيام عن الألقاب استمر أربع سنوات، فاز شوماخر مع "الفريق الأحمر" بخمس ألقاب متتالية في الفترة ما بين 2000 و2004.
2006 أعلن شوماخر على حلبة مونزا الإيطالية اعتزاله، بعد موسم أنهاه خلف الإسباني فرناندو ألونسو. إلا أنه بقي مخلصا لفيراري، إذ عين مستشارا للفريق مقابل عقد بلغت قيمته ملايين اليورو.
تزوج شوماخر في عام 1995 بكورينا. ورزق الإثنان بطفلين ميك وماريا. وعند اعتزاله للمرة الأولى كان شوماخر يرغب في قضاء المزيد من الوقت مع عائلته، والابتعاد عن حلبات السباق، إلا أن ذلك سرعان ما تغير.
لم يستطع شوماخر الابتعاد عن الحلبة، وانتقل إلى نوعية ثانية من السباقات. إلا أنه في 11 من فبراير، تعرض في كارتغينا الإسبانية إلى حادث، أصيب على إثره في منطقة الرقبة. وكان من تداعياته فشل محاولة العودة إلى الحلبة التي كانت مقررة مع فريق فيراري لتعويض السائق المصاب فيلبي ماسا.
بنهاية عام 2009 تعافى شومخار من إصابته. وقدم في أعياد الميلاد هدية لمشجعيه، تمثلت في إعلانه خبر عودته إلى عالم السرعة مرة أخرى. مؤكدا "أنه يشعر وكأنه في السادسة عشر من عمره، وكله نشاط وحيوية". ووقع شوماخر عقدا مع فريق مرسيدس لثلاث سنوات بقيمة سبع ملايين يورو سنويا.
في يناير من هذا العام خاض شوماخر أول سباق له، لكن ليس مع فريق مرسيدس وإنما ضمن مسابقات جي.بي 2 وبعدما قطع السائق الأربعيني مسافة 575 كلم في ثلاثة أيام ذكر أنه "شعر بارتياح كبير خلف مقعد القيادة".
"في اللفة الأولى بدت لي سرعة السيارة غير اعتيادية، لكن بعد اللفة الثانية أصبح كل شيء على ما يرام". هكذا علق شوماخر على سيارته الجديدة عندما أجرى في فالنسيا الإسبانية سباقات تجريبية. وعودة شوماخر دفع ثمنها زميله نيكو روزبيرغ السائق الاحتياطي ضمن فريق مرسيدس الذي لا يزال يأمل في الحصول على سيارة هذا الموسم، واعترف بنفسه أن "حظوظه باتت ضعيفة خصوصا أمام شوماخر".
ما يميز شوماخر أيضا الجانب الإنساني ويتجلى ذلك من خلال حملات التبرع لصالح المشاريع الخيرية والإغاثية.
الكاتب: شتيفان نيستلر/وفاق بنكيران
مراجعة: طارق أنكاي