اجتماع تركي سوري والمعارضة تنتقد إعادة دمشق للجامعة العربية
٩ مايو ٢٠٢٣اعتبر ممثلو ائتلاف المعارضة السورية المناهض لنظام الرئيس بشار الأسد في قطر الثلاثاء (9 مايو/آيار 2023)، أنّقرار جامعة الدول العربية استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاتها "ضوء أخضر لمزيد من الوحشية".
وقال ممثل الائتلاف المعارض في الدوحة بلال تركية في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه الثلاثاء إنّ قرار الجامعة العربية "لن يساهم في أي تقدم في العملية السياسية".
وأضاف "لا يمكن مكافأة الإجرام بالإعادة إلى طاولة الدول العربية، بل على العكس، سيكون هذا بمثابة ضوء أخضر لمزيد من الوحشية من قبل هذا النظام الذي لن يتغير سلوكه. إن التطبيع معه الآن يعني تجاهل جرائمه".
خلافات عربية حول القرار
وقرّرت جامعة الدول العربية تشكيل لجنة وزارية لمواصلة "الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للأزمة السورية" وانعكاساتها وضمنها أزمات اللجوء و"الإرهاب" وتهريب المخدرات الذي يشكّل أحد أكبر مصادر القلق بالنسبة إلى دول خليجية باتت سوقاً رئيسية لحبوب الكبتاغون المصنعة بشكل رئيسي في سوريا.
وقرّرت جامعة الدول العربية الأحد إعادة سوريا لتشغل مقعدها في الجامعة. رغم ذلك، أعلنت قطر الداعمة للمعارضة السورية، أنها لن تطبّع العلاقات مع دمشق.
وكانت دول خليجية عدة دعمت المعارضة السورية في سنوات النزاع الأولى بالسلاح والمال والسياسة، وبينها، الى جانب قطر، السعودية والإمارات. لكن هاتين الدولتين انتهجتا سياسة تقارب مؤخرا مع الحكومة السورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري الأحد إن موقف بلده من "التطبيع مع النظام السوري لم يتغير"، معتبرا ان نظام الرئيس بشار الأسد يجب أن يقوم بـ"معالجة جذور الأزمة التي أدت إلى مقاطعته، وأن يعمل على اتخاذ خطوات إيجابية تجاه معالجة قضايا الشعب السوري".
انتقادات دولية
وانتقدت الولايات المتحدة الإثنين قرار الجامعة العربية، وقال المتحدث باسم وزارة خارجيتها "ما زلنا معتقد أنه لا يجب أن نطبّع علاقاتنا مع نظام الأسد ولا ندعم حلفاءنا وشركاءنا في القيام بذلك".
بدوره، أعلن متحدث باسم الخارجية الألمانية في برلين يوم الاثنين أن بلاده لن تطبع مع نظام الأسد.
وجاء القرار الذي سبقته خلال الأسابيع الماضية مؤشرات انفتاح عربي على سوريا، قبل عشرة أيام من قمة عربية تعقد في السعودية في 19 أيار/مايو. ولم تعلن دمشق ما إذا كان الأسد سيشارك في اجتماع الرياض. وكانت قمة سرت في ليبيا في 2010 آخر قمة حضرها الرئيس السوري.
وتم تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية عام 2011، احتجاجاً على قمع الانتفاضة الشعبية المناهضة للنظام والتي تطورت إلى نزاع مسلح أدى إلى مقتل أكثر من 500 ألف شخص وتشريد الملايين.
مباحثات تركية - سورية في موسكو
أعلنت تركيا اليوم أن وزير خارجيتها سيعقد الأربعاء في موسكو أول اجتماع رسمي مع نظيره السوري منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011.
وقالت الخارجية التركية في بيان إن الاجتماع الرباعي الذي سيشارك فيه وزيرا خارجية روسيا وإيران سيتيح "تبادل وجهات النظر حول تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا".
ويعد هذه الإعلان بمثابة دفعة دبلوماسية للرئيس رجب طيب إردوغان قبل بضعة أيام على انتخابات عامة الأحد تمثل أصعب تحد له منذ توليه السلطة قبل 21 عاماً.
ودعم إردوغان في بداية النزاع جهود المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، واحتفظ بتواجد عسكري في مناطق شمالية من البلاد التي تمزقها الحرب ما أغضب دمشق. لكنه عاد عن هذا المسار بعد أن غرقت تركيا في أزمة اقتصادية قبل عامين.
وتقرب إردوغان من خصوم سابقين في المنطقة، ويسعى الآن لعقد قمة مع الأسد. ورفضت سوريا وقالت إن على تركيا أولا أن تسحب جنودها.
بدورهم يؤيد معارضو إردوغان مصالحة مع سوريا وهي من أهم مواضيع حملة الانتخابات التركية.
وتعهد إردوغان تسريع إعادة نحو أربعة ملايين لاجئ ومهاجر سوري فروا إلى تركيا هربا من الفقر والحرب. والتوصل الى اتفاق مع دمشق يعد شرطا لتلك العملية. وتبذل إيران وروسيا جهود وساطة لاجراء محادثات بين الطرفين.
ع.ح. /ص.ش. (أ ف ب)