مبادرة "فويسيفاي".. نحو تأثير أكبر في القرارات السياسية
٢٥ يوليو ٢٠٢٢ما الذي دفعك وشركاءك إلى تأسيس مبادرة ”فوسيفاي"؟
أدم السعود: بعد أعوام من تأسيس منظمة ”الجمهورية الفتية" (والتي تعمل مع الأفراد المنفيين)، شعرت وأصدقاء بأهمية توحيد عمل المنظمات المقادة من قبل منفيين، لتحقيق ثقل سياسي يجعلها قادرة على التأثير في صنع القرارات السياسية المتعلقة بمن عاشوا تجربة الهجرة طوعا او قسرا ، لذا أسسنا مبادرة ”فويسيفاي". واخترنا أن تكون مبادرة في البدء لنهيئ أرضية سليمة ننطلق منها، ونؤسس بعدها منظمة أوروبية أم تنضوي تحتها مؤسسات وهيئات ومجموعات مقادة من قبل أشخاص عاشوا تجربة الهجرة، للمشاركة صياغة القوانين والسياسات المتعلقة بهم.
وأطلقت المبادرة منظمة ”الجمهورية الفتية" التي شاركت في تأسيسها ثم تركت مجلس إدارتها، ومنظمة ”أصوات اللاجئين الشبان في أوروبا". وأصبحت المبادرة بعد سنتين مؤلفة من 18 منظمة في 12 دولة أوروبية مختلفة.
مسعى المبادرة تحقيق المشاركة السياسية للمنفيين، ما الذي تفيده هذه المشاركة؟
المشاركة السياسية هي أن تكون قادرا على التأثير في القوانين والسياسات المرتبطة بحياتك ومنها العمل والسكن والحاجات الأساسية، وهذا هو جوهر الديمقراطية. ما نعيشه اليوم (في أوروبا) كمنفيين ولاجئين ومهاجرين وطالبي لجوء هي نتائج قرارات سياسية متخذة بحقنا، سواء على مستوى البلديات أو المقاطعات أو البلدان أو الاتحاد الأوروبي. فمثلا تقرر البلديات أماكن سكن المهاجرين وأسلوب حياتهم من دون سؤالهم إن كان ذلك مناسبا أم لا، ونستطيع القياس على ذلك في أمور كثيرة ما هي إلا نتائج لقرارات سياسية.
يحتاج تغيير هذه القوانين والسياسات إلى ثقل سياسي لا يتحقق من خلال مؤسسة واحدة، وإنما مع مجموعة مؤسسات وجماعات ومنظمات يقودها من مروا بتجربة الهجرة واللجوء في بلدان المنفى، وهذا مسعى مبادرة ”فويسيفاي". الفكرة بسيطة، نحن نعيش يومنا متأثرين بقرارات لم نتخذها، نريد أن نغيّر الأمر.
كيف كان رد فعل المؤسسات التي يقودها مهاجرون على هذه المبادرة؟
كان لدى المنظمات والمؤسسات على اختلاف الخدمات التي تقدمها والقضايا التي تعمل من أجلها (المنظمات الطلابية والتي تعنى بحقوق مجتمع الميم والمنظمات النسوية وغيرها) وعي كبير بأهمية أن نكون جميعا على طاولة القرار، وحتى الهيئات التي لم تكن سجلت رسميا بعد، طالبت المشاركة في المبادرة، وأصبح لدينا حاليا مجموعة حلفاء ونواب برلمانيون ومنظمات أوروبية داعمة للمبادرة إضافة إلى المشاركين.
مهاجرنيوز: ما الفئات العمرية التي تعملون معها ومن أجلها؟
أدم السعود:
نعمل على نحو خاص مع جميع المؤسسات والجماعات والهيئات التي يقودها من عاشوا تجربة الهجرة (تحت عمر 35 عاما). نركز على هذه الفئة لأنها تشكل النسبة الأكبر من المهاجرين وفق إحصاءات منشورة ولأن التحديات التي يواجهها الشباب المهاجرون تعد مصيرية إذا لم تعامل وتحل بسرعة، فهي تؤثر على مستقبل الأفراد والمؤسسات على نحو مباشر، وأيضا لأن هناك أطرا وقوانين مخصصة لفئة الشباب في أوروبا وبإمكاننا الاستلهام منها لتحصيل حقوق المهاجرين الشباب في أوروبا.
ما المشاريع التي عملتم عليها في الفترة الأخيرة؟
نشرنا تقريرا يتضمن توصيات لصنّاع القرار بكيفية تحسين المشاركة السياسية لمن عاشوا تجربة الهجرة. تبنت التقرير مؤسسات عدة وأعادت نشره واستطعنا الوصول بتوصياتنا إلى البرلمان الأوروبي. ونعمل حاليا على تأسيس أول منظمة أوروبية أم تمثّل المنظمات والجمعيات المقادة من قبل من عاشوا تجربة الهجرة في جميع أنحاء أوروبا، سيكون مقرها بروكسل وأعضاؤها جمعيات ومؤسسات مبادرة ”فويسيفاي" وغيرها، وستكون المنظمة بمثابة ممثل لعشرات آلاف الأشخاص الذين عاشوا تجربة الهجرة واللجوء.
ما الصعوبات اللي واجهتموها وتواجهونها لتحقيق أهدافكم؟
التحدي الكبير هو القدرة على الخروج من الصندوق الذي يعمل الأوروبيون على إدراجنا فيه، وأننا نحتاج إلى المساعدة دائما، وليست لدينا خبرة كافية وأننا الحلقة الأضعف وغيرها. نحاول كسر هذه الأطر يوميا وهذا تحدي واجهناه ولا نزال نواجهه. أمر آخر هو إقناع الممولين الأوروبين الداعمين لمشاريع متعلقة بالهجرة بأهمية العمل على المشاركة السياسية ودعم المؤسسات والمجموعات التي يقودها مهاجرون ولاجئون.
كيف يمكن أن يصبح اللاجئ أو المهاجر جزء من هذه المبادرة؟
نعمل في المبادرة على تنظيم المجموعات والهيئات والمؤسسات وإن لم تكن مسجلة على نحو رسمي بعد، لا نعمل مع أفراد على نحو مباشر (إنما تعمل المؤسسات المشاركة في المبادرة على ذلك). لكن يمكن للأفراد المهتمين البحث عن هيئات أو منظمات يقودها مهاجرون ضمن المكان الذي يعيشون فيه والانضمام إليها ومن ثم إخبارها عنا وبالتالي تحقيق الشراكة.
أو يمكن أن يعمل أفراد على تأسيس مجموعة أو منظمة والتواصل معنا لتقديم عون متعلق بالتنظيم والمعلومات وكيفية تشكيل مجموعة أو مؤسسة، والانضواء بعدها ضمن المبادرة والمنظمة الأم فيما بعد.
وبالنسبة إلى المعايير فعلى المجموعة أو المؤسسة أن تحترم الحقوق والحريات، وأن يكون مجلس إدارتها منتخب ديمقراطيا وتكون مقادة من قبل أشخاص عاشوا تجربة الهجرة قسرا أو طوعا.
مهاجر نيوز 2022