2000 Jahre Geschichte verschüttet
٨ مارس ٢٠٠٩مازال مبكرا التنبؤ بحجم الكارثة التي حلت بدار المخطوطات والمحفوظات التاريخية لمدينة كولونيا الألمانية. فهذا المبنى كان يحوي ذاكرة المدينة وآلاف المخطوطات لمنطقة غرب ألمانيا، كما أنه كان يُعد أكبر أرشيف في الأراضي الأوروبية الواقعة شمال جبال الألب. إذ إضافة إلى ألف عام من تاريخ المدينة، هناك ستمائة ألف مخطوطة، أقدمها يعود إلى العام تسعمائة واثنين وعشرين. وعن هذا الأرشيف قال مدير دائرة الثقافة في بلدية كولونيا غيورغ كوندر Quander Georg: "بإمكانكم تصور مدى غنى هذا الأرشيف الذي يبلغ طول رفوفه ثلاثين كيلومترا مليئة بالمخطوطات".
في عام ألف وتسعمائة وواحد وسبعين تم افتتاح مبنى الأرشيف الجديد الذي اعتبر نموذجا يحتذى به لباقي دور المخطوطات في العالم التي بنيت بعده. والآن تحول المبنى إلى ركام، ولا يستطيع أحد معرفة حجم الخراب الذي حل بمحتوياته، ولا إلى أين يمكن نقل ما سيتم إخراجه من تحت الأنقاض. فهذه الوثائق والبيانات يجب حفظها بشكل خاص يراعي درجة الحرارة ونسبة الرطوبة كي لا تصاب بالتلف.
فقدان كنوز ثقافية
ويرى مدير الدائرة الثقافي في كولونيا أنه مازال في الوقت الراهن من الصعب تقدير مدى الخسارة التي لحقت بالتراث الثقافي عقب انهيار هذا المبنى مشيرا في ذات الوقت إلى أن الخسارة ستكون أكبر من الخسارة التي لحقت بمخطوطات مكتبة Anna-Amalia. وكان حريق قد أتى على معظم محتويات مكتبة مدينة فايمار الشهيرة في عام 2004.
وبدأ أرشيف مدينة كولونيا في صندوق صغير حوى وثائق هامة عن المدينة إلى أن وصل طول رفوفه مع مرور الوقت إلى ثلاثين كيلومترا، كانت تزيد سنويا بمقدار ثلاثمائة متر من الوثائق.
وثائق تؤرخ لمدينة كولونيا
وإضافة إلى سجلات مدينة كولونيا احتفظ الأرشيف بمخطوطات لكتاب وفلاسفة كبار عاشوا في المدينة، ومن بينهم كارل ماركس وفريدريش انغلز وتوما الاكويني وهاينريش بول، فضلا عن المراسم التي أصدرها القيصر الفرنسي نابوليون إبان احتلاله لمدينة كولونيا. والحقبة التاريخية الوحيدة الناقصة من هذا الأرشيف هي الفترة بين عامي ألف وتسعمائة وسبعة وعشرين وألف وتسعمائة وخمسة وأربعين حين أصابت قنابل الحلفاء مبنى الأرشيف القديم، فالتهمتها النيران. وحول كنوز الأرشيف يقول أستاذ التاريخ في جامعة كولونيا فيرنر إيك Werner Eck: "يحوي الأرشيف على وثائق تؤرخ لمدينة كولونيا منذ القرن التاسع، كما يحوي على سجلات منذ القرن الثالث عشر وحتى اليوم بدون انقطاع".
الكاتب: ميشائيل أوباميا/ عبد الرحمان عثمان
تحرير: طارق أنكاي