مثقفون عرب في مواجهة التطرف: بين التكفير والاغتيال
يواجه العديد من المثقفين والفنانين العرب التيارات الإسلامية المتشددة التي اتهمت بعضهم بالكفر وأحلت دمهم، فيما كان نصيب آخرين الموت بسبب نشاطهم الفكري أو الفني. وتعد مصر والجزائر من أكثر البلدان الشاهدة على هذا الصراع.
إلهام شاهين والقذف بتهمة الزنا
واجهت الممثلة المصرية إلهام شاهين حملة من عدد من القنوات الدينية حيث اتهمها أحد الشيوخ، الذي ينسب نفسه لجامع الأزهر، بالزنا والفجور مما دفعها لخوض معركة قضائية ضده انتهت بالحكم عليه سجنا نافذا لمدة سنة بالإضافة إلى غرامة مالية.
الاعتداء على نجيب محفوظ
تعرض نجيب محفوظ إلى محاولة اغتيال سنة 1995 من طرف شابين اتهماه بالكفر بسبب روايته "أولاد حارتنا" الصادرة سنة 1959 وطعناه بالسكين في العنق. نجا محفوظ من الموت بأعجوبة آنذاك. وتوفي الكاتب الحائز على نوبل للآداب في سنة 2006.
اغتيال فرج فودة
في سنة 1992 تم اغتيال المفكر المصري فرج فودة في القاهرة بعد أن اعتبرته الجماعات الإسلامية المسلحة مرتدا عن الدين. قام الرئيس المعزول محمد مرسي بالعفو عن قاتل فرج فودة في سنة 2012. وما يزال فكر فرج فودة يشهد إقبالا، سواء كتبه أو ندواته المتواجدة في شبكة الانترنت.
تكفير نصر حامد أبو زيد
اتهم المفكر المصري نصر حامد أبو زيد بالارتداد عن الدين بسبب كتاباته حول سلطة النص القرآني، مما دفع بعض الشيوخ إلى رفع دعوى قضائية للتفريق بينه وبين زوجته باعتباره "غير مسلم" في نظرهم، الأمر الذي استجابت له المحكمة. غادر أبو زيد مصر رفقة زوجته إلى هولندا التي اختارها كمنفى له. توفي نصر حامد أبو زيد في سنة 2010.
نوال السعداوي والتهديد بالقتل
واجهت الطبيبة والكاتبة المصرية نوال السعداوي تهمة ازدراء الإسلام وتعرضت للتهديد بالقتل مما دفعها إلى مغادرة مصر في عقد التسعينات الذي شهد عمليات إرهابية واغتيالات. انتقدت السعداوي، البالغة اليوم 82 عاما، تعدد الزوجات في الإسلام ونظام الإرث وغيرها من التشريعات الإسلامية.
عادل إمام في مواجهة طيور الظلام
وُضع اسم عادل إمام في لائحة الاغتيالات التي كانت تنوي الجماعات المسلحة تنفيذها في تسعينات القرن الماضي. عادل إمام تحدى الجماعات وقام بعرض مسرحيته في مدينة أسيوط، التي كانت تعتبر معقلا للجماعات المتطرفة آنذاك، بالرغم من التهديدات. كما رُفعت على عادل إمام دعوى تتهمه بازدراء الأديان في السنة الماضية بُرّئ منها.
فترة سوداء في تاريخ فناني الجزائر
عاش فنانون جزائريون فترة سوداء في تاريخهم الفني، حيث تلقوا التهديدات بالقتل من الجماعات الإسلامية المسلحة. واحد من هؤلاء الشاب خالد الذي لجأ سنة 1986 إلى باريس. ضحايا القتل باسم الدين في الجزائر كثيرون كالشاب حسني الذي اغتيل سنة 1994 والشاب عزيز الذي تم قطع رأسه سنة 1996 والفنان الأمازيغي معتوب لوناس الذي اغتيل سنة 1998.
اغتيال معتوب الوناس
يعد معتوب الوناس رمزا للغناء القبائلي الجزائري. اشتهر بمواقفه المعادية للإسلاميين المتشددين ولنهج سياسة التعريب. تم اغتياله من ملثمين مسلحين في 25 يناير/ كانون الثاني 1998 بعد يوم من عيد ميلاده الثاني والأربعين.
مصطفى العقاد وعرس الدم
مصطفى العقاد هو مخرج الفيلمين العالميين "الرسالة" و"عمر المختار". يعد من أكثر المثقفين الذين دافعوا عن صورة الإسلام في الغرب. قتل مصطفى العقاد رفقة ابنته في انفجار بالعاصمة الأردنية عمان سنة 2005، وهو التفجير الذي نفذه تنظيم القاعدة في أحد فنادق عمان والذي تصادف مع إحياء حفلة أحد الأعراس.