مجاهدو خلق : هوية قلقة وموقف دولي ضبابي
١٥ أبريل ٢٠١١منظمة مجاهدي خلق هي حركة معارضة إيرانية تعتمد أسلوب الكفاح المسلح لتحقيق أهدافها. تأسست المنظمة العام 1965على أيدي مثقفين إيرانيين أكاديميين أغلبهم من قوى اليسار بهدف إسقاط نظام الشاه. ساهمت المنظمة مع القوى السياسية الأخرى في إسقاط الشاه وتفجير ثورة إيران عام 1979، وبعد قيام حكومة الجمهورية الإسلامية، بدأت مواقف المنظمة تتباعد عن مواقف القوى السياسية الدينية التي تولت السلطة حتى وصلت العلاقة إلى القطيعة وبدأت المنظمة باستهداف رموز وعناصر النظام، وينسب إليها تفجير مبنى مجلس الشورى الإيراني عام 1981 حيث قتل أكثر من 200 من قيادات ورموز حكومة الجمهورية الإسلامية في إيران، كما تنسب إليها اغتيالات وتفجيرات أخرى .
في المقابل قامت الحكومة الإيرانية ضمن هذا الصراع بإعدام عشرات الآلاف من أعضائها والمنتمين إليها. اتخذت قيادة المنظمة من الأراضي الفرنسية مقرا لها بعد عام 1983وما زالت القيادة السياسية لها تقيم في باريس.
"عدو عدوي صديقي"
في عام 1985 وفي أوج الحرب العراقية الإيرانية وكردٍ على استضافة ودعم وتسليح إيران لقوى المعارضة المسلحة العراقية، استقبل صدام حسين المنظمة وعناصرها المسلحة وقدم لها دعما غير محدود. واتخذت المنظمة من معسكر أشرف الذي كان يسمى قبل أن تشغله المنظمة (معسكر تدريب الطلبة في منطقة العظيم) الواقع على بعد 90 كم من الحدود العراقية الإيرانية في منطقة ديالي مقرا لها ولقواتها. كما شغلت قياداتها مبان حكومية عديدة في منطقة تطل على ساحة الفردوس بقلب العاصمة بغداد.
قبيل نهاية الحرب العراقية الإيرانية في عام 1988، زجّت القيادة العسكرية العراقية بمسلحي المنظمة الذين قدرت أعدادهم ب 15 ألف مسلح مدعومين بكتائب المدرعات وبعدد كبير من الدبابات العراقية في معركة عرفت فيما بعد بمعركة (مرصاد) حيث توغلت قواتهم في العمق الإيراني عبر منطقة كرمنشاه. وتصدت قوات المعارضة العراقية المسلحة المقيمة في إيران مع عناصر البسيج للقوات التي توغلت أكثر من سبعين كيلومترا داخل العمق الإيراني ونجحت في إيقافها عند مضيق مرصاد ودحر هجومها.
منظمة إرهابية أم حزب سياسي؟
أعلنت الحركة عداءها للدول الغربية، وتورطت في اغتيال العديد من العسكريين الأمريكيين الموجودين في إيران خلال فترة السبعينيات، من هنا وخلال عقد الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي وضعت أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية المنظمة على لائحة المنظمات الإرهابية الدولية وفرضت حظرا على أموالها وموجوداتها في فرنسا وباقي الدول، كما حظر سفر أعضائها إلى الدول الأوروبية والولايات المتحدة.
في عام 2007 رفعت بريطانيا اسم المنظمة من قائمة المنظمات الإرهابية، وفي نوفمبر 2008 وبعد معركة استمرت سنوات أمام القضاء الأوروبي، ألغت محكمة العدل الأوروبية قرار الاتحاد الأوروبي القاضي بتجميد أموال منظمة مجاهدي خلق بسبب إدراجها على "اللائحة الأوروبية للمنظمات الإرهابية".
ونقلا عن الموسوعة الحرة( ويكيبيديا) فقد وبّخت المحكمة في قرارها فرنسا متهمة إياها بالعجز عن تقديم إثباتات على أن المنظمة الإيرانية تشكل تهديدا إرهابيا، فيما لم تشطب الولايات المتحدة الأمريكية الحركة من قائمة المنظمات الإرهابية رغم أنها نزعت عنها السلاح بعد إسقاط نظام صدام حسين في عام 2003 .
من جانبها ( والمصدر هنا أيضا ويكيبديا) نددت إيران بقرار الاتحاد الأوروبي واعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان لها أن أيدي مجاهدي خلق "ملطخة بدماء الآلاف من الإيرانيين وغير الإيرانيين"، و أن الاتحاد الأوروبي يتعامل "بمعايير مزدوجة" في موضوع ما يسمى "الإرهاب" لا سيما وأن المنظمة "لم تدن قط العنف ولم تضع السلاح وما زالت تواصل لجوءها إلى الإرهاب" حسب تعبير البيان الرسمي الإيراني.
ملهم الملائكة
مراجعة: منى صالح