فشل مجلس الأمن في التوافق على هدنة في اليمن
٢ مايو ٢٠١٥فشل مجلس الأمن الدولي الجمعة (الأول من مايو/نيسان 2015) في التوافق على مشروع قرار روسي يطالب بهدنات إنسانية في النزاع في اليمن، فيما تهدد أزمة المحروقات بوقف توزيع المساعدات والإغاثية الحيوية في هذا البلد في ظل تدهور كارثي للأوضاع الإنسانية. وبعد خمسة أسابيع من الحرب ما زال برنامج مساعدة المدنيين الذي أعلنه التحالف العربي بقيادة السعودية من دون تنفيذ بسبب مواصلة العمليات العسكرية وتكثيفها.
وقال مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن اسمه "نحن ندعم بالكامل إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن من دون عوائق، كما نؤيد هدنات إنسانية للسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود إلى البلاد". لكنه حمل مسؤولية الأزمة الإنسانية والمأزق السياسي للمتمردين الحوثيين الشيعة حلفائهم، الذين يتعرضون للقصف الجوي منذ 26 آذار/مارس من قبل تحالف عربي تقوده السعودية. وقال إن "مسؤولية الأزمة الإنسانية تتحملها الإجراءات الأحادية الجانب التي يقوم بها الحوثيون وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح".
انتقاد روسي
من جهتها، انتقدت روسيا الدول الغربية والعربية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بسبب"تأييدها بالكلام فقط" للاحتياجات الإنسانية في اليمن بعد إخفاق المجلس في الموافقة على البيان الذي أعدته موسكو والذي يقضي إلى وقف القتال لفترات للسماح بتسليم المعونات. وأعلن فيتالي تشوركين سفير روسيا في الأمم المتحدة إن بيانه المؤلف من ثلاث فقرات بشأن اليمن قوبل"بمماطلة".
ويأتي هذا بعدما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أطراف النزاع على تحييد المستشفيات ومعاودة الإمدادات بالوقود تحت طائلة توقف المساعدة الإنسانية "في الأيام المقبلة".
يذكر أن مسودة البيان الروسي أكدت تأييدها لمبعوث الأمم المتحدة الجديد لليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد الذي حلّ محل جمال بنعمر المسؤول السابق عن التوصل لسلام في اليمن. ومن المنتظر أن يبدأ إسماعيل ولد شيخ أحمد الأسبوع المقبل جولة إقليمية يجري خلالها مباحثات تتناول سبل إحياء عملية السلام في هذا البلد، كما أفاد الجمعة مصدر دبلوماسي.
مساعي لأحداث السلام
وستكون هذه أول جولة للدبلوماسي الموريتاني إلى الشرق الأوسط والخليج منذ تم تعيينه في الخامس والعشرين من أبريل/نيسان. وأبلغ مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جيفري فيلتمان أعضاء مجلس الأمن الدولي بهذه الجولة خلال جلسة المشاورات التي عقدها المجلس حول الوضع الإنساني في اليمن.
وقال فيلتمان بحسب ما نقل عنه دبلوماسي حضر الجلسة إنه في ظل "استمرار الحرب الأهلية" في اليمن فإن الحل الوحيد يكمن في التوصل إلى "اتفاق نهائي لتقاسم السلطة يتم التفاوض عليه مع جميع الأطراف". كما لفت فيلتمان إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "يدرس بجدية فكرة عقد مؤتمر دولي حول اليمن لاستئناف العملية السياسية" في هذا البلد. وكانت المفاوضات بين أطراف النزاع في اليمن انهارت عندما شن المتمردون الحوثيون الشيعة هجوما عسكريا واسع النطاق استولوا خلاله على العاصمة صنعاء وتقدموا بعده باتجاه عدن، كبرى مدن الجنوب والتي لجأ إليها الرئيس عبد ربه منصور هادي، قبل أن يلجأ إلى السعودية.
وتشترط دول الخليج أن يتم استئناف المفاوضات بين أطراف النزاع اليمني في الرياض وهو ما يرفضه الحوثيون وطهران التي تدعمهم، في حين يطرح بعض أعضاء مجلس الأمن أن تنقل هذه المفاوضات في أوروبا.
قتال بعدن
ميدانيا، تستمر المعارك العنيفة التي تشهدها عدن الجنوبية، بين الحوثيين الذين يسعون إلى السيطرة على المدينة وبين مقاتلي "اللجان الشعبية" المؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي. وفي عدن، قتل 47 شخصا معظمهم من المتمردين في الغارات الجوية التي تنفذها طائرات التحالف العربي، وفي المعارك البرية، وفق ما أفاد مسؤول طبي أمس الجمعة. ويفرض الحوثيون حصارا على الأحياء القريبة من ميناء المدينة "ويمنعون نقل المساعدات وإجلاء الجرحى"، على ما أكد المتطوع في فرق الإنقاذ بسام القاضي لفرانس برس. من جهته، أشار عماد بطاطا إلى أن شبح المجاعة يخيم على حي المعلا في منطقة الميناء، قائلا "هناك مخبز واحد يعمل. وننتظر في الطابور لساعات أملا في الحصول على بضعة أرغفة". وأضاف "نحن من دون مياه وكهرباء منذ خمسة عشر يوما". واتهم عامر علي أحد سكان حي المعلا الحوثيين بـ"السعي إلى إخضاع عدن بكل الوسائل".
و.ب/ع.ج.م (د.ب.أ، أ.ف.ب)