محاولات التخلص من الوشم أصعب من نقشه
٤ مارس ٢٠١٣لم يكن عمرها يتجاوز 17 سنة عندما رسمت سو أول وشم على جسدها. وكانت الشابة المراهقة آنذاك في حاجة إلى موافقة والديها للسماح لها بوشم حيوان الثنين على ذراعها العلوي. والآن بعدما بلغت سو سن 29 فإنها تريد التخلص بشكل نهائي من هذا الوشم الذي يبلغ طوله حوالي 10 سنتمترات. وهي الآن على قناعة بأنها لم تعد ترغب في الحفاظ على هذا الوشم: "أود أن أقول ببساطة أن هذا الوشم لم يعد يناسبني . لست نادمة لأنني وضعته آنذاك، ولكنني لست نادمة للتخلص منه الآن".
شفرة حادة
وتشير الإحصاءات إلى أن حوالي 12 مليون ألماني قاموا بنقش أوشام على أجسادهم. والعديد من محبي الوشوم يفضلون نقش صور مختلفة حيث هناك من وشم جسمه بالكامل، من من الرأس حتى القدمين.
ومن أجل رسم وشم بجودة عالية هناك حاجة إلى البحث عن رسام محترف ذي خبرة كبيرة. علاوة على ذلك تلعب نوعية الألوان وجودتها دورا مهما أيضا، فحتى عام 2009 تم استخدام أنواع متعددة من محضرات الوشم بما في ذلك طلاء السيارات وغيرها من المواد الضارة بالجلد والصحة. ولكن الآن لا يسمح إلا باستخدام الألوان والمحضرات، التي تعتبر آمنة وغير مضرة بجسم الإنسان. وكثيرا ما يتم الإشارة الى نوعية الألوان وتداعياتها المحتملة وضمانة سلامتها. في ألمانيا وحدها هناك حوالي 7000 صالون متخصص في الأوشام ورسمها أو نقشها. غير أنه حتى في صالونات الوشم المحترفة والعالية الجودة تبقى المخاطر قائمة، كما توضح مارينا شيلر، طبيبة الأمراض الجلدية في مدينة بون: " نهاية الأمر يرتبط ذلك بجرح الجلد بشفرة حادة. وهذا يعني نقش لون جديد داخل الجلد. و وقد تؤدي الجروح الناتجة عن دق إبرة الوشم في الجلد إلى بعض الأعراض والمخاطر."
عمليات التخلص من الوشم في تزايد مستمر
يقدر عدد الذين لم يعودوا يشعرون بالراحة بشبب وجود وشوم على أجسامهم بنسبة 40 في المائة. ويتعلق الأمر في معظم الأحيان بنساء ما بين 25 و 50 سنة من العمر. ومن بين الأسباب التي تدفعهم للتخلص من الوشم هي: الرغبة في تغيير شخصيتهم وفي طريقة تفكيرهم أو في عدم تناسب الوشم مع نمط حياتهم الجديد. وتضيف شيلر، المتخصصة في الأمراض الجلدية بأن "هناك العديد ممن يشتكون من سوء نوعية الوشم رغم حبهم وتعلقهم به". و بالإضافة إلى ذلك فإن لدى العديد منهم فكرة خاطئة فيما يتعلق بطريقة التخلص من الوشم، حيث أن الكثير منهم يعتقد أن:" خمس جلسات من أشعة الليزر كافية لإزالة الوشم بشكل نهائي"
غير أن العلاج على حد تعبير شيلر قد يكون مهمة شاقة تتطلب زمنا طويلا. "بالنسبة للوشوم ذات الجودة العالية فهي تحتاج لإزالتها على الأقل لما بين خمس إلى سبع جلسات". ويجب ترك وقت كاف بين جلسة الليزر بمستوى أربعة أسابيع على الأقل، ولهذا فإن عملية إزالة الوشم قد تستغرق عدة أشهر. هذا بغض النظر عن التكلفة الباهظة للعلاج، حيث تكلف كل جلسة ليزر حوالي 200 يورو إضافة إلى الأدوية وغيرها من المستلزمات.
آلام العلاج بالليزر
يقوم العديد من المرضى بوقف العلاج بالليزر قبل الأوان بسبب الآلام الشديدة التي يشعرون بها خلال استخدام أشعة الليزر، ويعتبر بعضهم أن ألم العلاج بالليزر أكثر من ألم نقش الوشم نفسه. بالإضافة إلى ذلك فإن عملية العلاج بالليزر قد تترتب عنه بعض الآثار الجانبية والأمراض الجلدية مثل الأكزيما. كما تصبح المناطق المعالجة من الجلد حساسة للغاية لعدة أشهر.وتلعب الألوان المستخدمة في الوشم دورا مهما أيضا فيما يخص بعملية إزالتها بأشعة الليزر، لأن أشعة الليزر تقوم بامتصاصه اللون المرسوم. ولهذا فإن بعض الألوان، على حد تعبير شيلر، مثل الأصفر والأزرق الفاتح قد يصعب إزالتها بأشعة الليزر، في حين أن بعض الألوان الكلاسيكية مثل الأسود يمكن إزالتها بشكل أسهل.
وبالإضافة إلى ذلك هناك أيضا بعض الألوان الخاصة والفريدة المستخدمة في رسم الوشم، حيث يصعب إزالتها حتى بأشعة الليزر، وهو ما يثير قلق شيلر: "لا يوجد ليزر يستطيع إزالة هذه الألوان، الحل الوحيد هو القيام بعملية جراحية، وفي أسوأ الحالات يجب زرع جلد جديد.
وراء كل وشم قصة
وتعبر سو عن اعتقادها أنه قد تكون للوشم دلالات خاصة "فوراء كل وشم هناك أيضا حكاية خاصة"، كما هو الحال مع صديقها، الذي قام برسم وشم على كاحله يشبه الأسلاك الشائكة: "فهو تعرض لحادث خطير، نجا منه، ودخل بسببه في غيبوبة. ولذلك فإن الأسلاك ترمز الشائكة إلى بقائه على قيد الحياة، كما يقول".
وحتى سو تريد أيضا أن ترسم وشما جديدا على شكل شمس أو ثعبان، ولكنها تريد أولا التخلص من وشم التنين لتفسح المجال للوشوم الجديدة.