محكمة عراقية تصدر رابع حكم بالإعدام على علي حسن المجيد
١٧ يناير ٢٠١٠قال عارف عبد الرزاق الشاهين، رئيس المحكمة الجنائية العراقية العليا، إن المحكمة أصدرت اليوم الأحد حكما بالإعدام شنقا على علي حسن المجيد مساعد الرئيس الراحل صدام حسين بسبب قصف مدينة حلبجة الكردية بالأسلحة الكيمياوية أسفر عن مقتل نحو خمسة آلاف كردي عام 1988. وقال رئيس الجلسة القاضي عبود مصطفى الحمامي لدى النطق بالحكم "حكمت المحكمة بإعدامه شنقا حتى الموت لارتكابه جريمة القتل العمد كجريمة ضد الإنسانية". كما أدانت المحكمة المجيد بـ"ارتكاب جريمتي النقل والإخفاء القسري للمدنيين كجريمتين ضد الإنسانية"، وفقا للقاضي.
الحكم الرابع على التوالي
والمجيد وهو ابن عم صدام واشتهر باسم علي الكيماوي بسبب استخدامه للأسلحة الكيمياوية وهو يواجه بالفعل عدة أحكام بالإعدام في قضايا أخرى. وألقي القبض عليه في أغسطس آب عام 2003 بعد خمسة أشهر من غزو القوات الأمريكية للعراق والإطاحة بصدام.
وحكم عليه بالإعدام شنقا في يونيو حزيران عام 2007 بسبب دوره في حملة عسكرية استهدفت الأكراد أطلق عليها اسم حملة الأنفال والتي استمرت من فبراير شباط إلى أغسطس آب عام 1988 . كما صدر حكم بإعدام المجيد في ديسمبر كانون الأول عام 2008 لدوره في قمع تمرد للشيعة بعد حرب الخليج عام 1991 وحكم آخر بسبب تورطه في قتل وتشريد شيعة عام 1999.
كما أصدرت المحكمة احكاما بالسجن تتراوح من عشرة إلى 15 عاما بحق كل من وزير الدفاع الأسبق سلطان هاشم الطائي ورئيس المخابرات العسكرية آنذاك صابر الدوري، وفرحان مطلك الجبوري.
حلبجة تحتفل
و في بلدة حلبجة الكردية في شمال شرق العراق عمت الاحتفالات الأحد، حيث تبادل السكان التهاني ورقصوا فور النطق بحكم الإعدام على وزير الدفاع الأسبق علي حسن المجيد، وفقا لمراسل فرانس برس. وتوجه عشرات الأشخاص إلى المقبرة الواقعة في شمال شرق البلدة، لوضع أكاليل من الزهور في حين توجه آخرون إلى موقع النصب التذكاري للضحايا، حيث عزفت الموسيقى وتبادلوا التهاني ووزعوا الحلويات.
وفي أول رد فعل من حكومة إقليم كردستان، قال وزير الثقافة في الإقليم والمتحدث الرسمي باسم الحكومة كاوه محمود إن "هذا دليل على تحقيق العدالة وان سياسات القمع لا يمكن أن تدوم، هذا هو حكم التاريخ". من جانبه، قال وزير شؤون الشهداء في حكومة الإقليم مجيد حمد أمين الذي ترأس وفدا لحضور جلسة اليوم، إن "هذا انتصار لكل العراقيين والإنسانية والأكراد".
وكانت طائرات حربية شنت في 16 آذار/مارس 1988 غارات على حلبجة الواقعة في محافظة السليمانية خلال إحدى حملات الأنفال الثماني بين العامين 1987 و1988. وبينما كانت الحرب بين العراق وإيران تقترب من نهايتها، استولى البشمركة ( الميلشيات الكردية) على حلبجة فسارع الجيش العراقي إلى الرد عبر قصفها ما أرغم المقاتلين على الانسحاب في اتجاه الجبال المجاورة تاركين وراءهم النساء والأطفال.
وتشير تقديرات كردية مستقلة إلى مقتل أربعة إلى سبعة آلاف شخص معظمهم من النساء والأطفال في قصف بمختلف أنواع الأسلحة الكيميائية مثل غاز الخردل والسارين وخليط آخر يشل الأعصاب.
(ي ب / ا ف ب / رويترز)
مراجعة: حسن حسين