مخطوطات قرآنية قديمة في خزانات المكتبات الألمانية
اكتشف باحثون ألمان نسخة من المصحف يعتقد أنها كتبت بعد وفاة النبي محمد بحوالي 20 إلى 40 عاماً. وتوجد في رفوف بعض المكتبات والجامعات الألمانية مخطوطات قرآنية قديمة من شأنها أن تلقي الضوء على حقب مهمة من تاريخ الإسلام.
رق من مخطوطة بمكتبة برلين الحكومية به آيات من سورة النساء. وتم فحص عينات من هذه المخطوطة بتقنية الكربون كجزء من مشروع بحثي عالمي يهدف إلى محاولة تتبع تاريخ كتابة القرآن.
مخطوطة برلين تتكون من سبع رُقوق، وتظهر هنا أيضا ثقوب وقطع وحرق في جوانب الرق. ومن الصعب تحديد الموطن الأصلي لهذه المخطوطة التي وصلت إلى ملكية المكتبة عام 1940.
أرسلت عينة من رق المخطوطة إلى "المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا" في زيوريخ، لتتعرض لاختبار الكربون المشع لتحديد عُمر الرَق.
كريستوف راوخ، الخبير بالمخطوطات الإسلامية ومدير قسم المشرق بمكتبة برلين يقول إن "الفحص الكربوني لا يعطي نتائج قاطعة عن تاريخ الكتابة، وإنما عن عمر الجلد المُستخدم".
رق (جلد رقيق يكتب فيه) آخر من المخطوطة نفسها بمكتبة برلين. ويبلغ طول الرق حوالي 35 سم وعرضه 26 سم تقريبا. وعن نتيجة الفحص يقول راوخ: "بنسبة 95 فإن الرَقّ يعود للأعوام بين 606 و652 ميلادي.
وفي مكتبة جامعة توبينغين عثر الباحثون على نسخة من المصحف يعتقد أنها تعود إلى عصر الخلفاء الراشدين أو أوائل عصر الدولة الأموية. ووصلت هذه النسخة للمكتبة عام 1864.
في عام 2012 دمر متشددون إسلاميون في مالي الكثير من مخطوطات تمبكتو. لكن تم إنقاذ الكثيرين أيضا ووصلت إحدى المخطوطات إلى جامعة توبينغن لحفظها من التلف وإجراء أبحاث عليها.
مخطوطة أخرى من مخطوطات تمبكتو القيمة وصلت إلى مكتبة برلين الحكومية وأصبحت في مأمن من نيران المتشددين الإسلاميين الذين حرقوا المخطوطات ودمروا الأضرحة في تومبكتو.
واستقبلت مكتبات ألمانيا مجموعة من المخطوطات المهددة بالتلف في تمبوكتو، بهدف ترميمها وابعاد التشوهات التي لحقت بهذا الإرث الانساني العالمي.
المستشرقة الألمانية أنغيليكا نويفيرت تدير منذ عام 2007 مشروعا تابعا لأكاديمية العلوم برلين- براندبورغ يبحث في النصوص القرآنية من أجل وضع تفسير شامل لها في سياقها التاريخي.
الحديث عن القرآن تزايد مؤخراً في ألمانيا بعد حملات توزيع نسخ من المصحف باللغة الألمانية من طرف السلفيين في عدد من شوارع المدن الألماينة.
حفظ القرآن عن ظهر قلب تقليد يتوارثه المسلمون جيل بعد جيل حتى في ألمانيا. كما توجد ترجمات عديدة للقرآن إلى اللغة الألمانية، قام بها ألمان وغير ألمان، مسلمون وغير مسلمين. الكاتب: عبد الرحمان عمار