مراكش الحمراء قبلة السينمائيين
شهدت مدينة مراكش المغربية، تنظيم المهرجان الدولي الخامس للفيلم ما بين 11 و19 نوفمبر/تشرين الثاني. هذه الدورة احتفت بالماضي من خلال تكريم عدد من السينمائيين العالميين، كما احتفت بالوافدين الجدد على هذا المجال من شباب السينمائيين. أولت دورة هذا العام السينما الأسبانية اهتماما خاصا، وشهدت تنافسا حاميا بين الأفلام المعروضة للفوز بالسعفة الذهبية، في ظل حضور عربي ضعيف، و مشاركة ألمانية باهتة.
السينما ربط الحاضر بالمستقبل
تأثرت أجواء المهرجان برحيل المخرج السوري مصطفى العقاد، الذي قضى في حادث عمان الإرهابي. وقد تنافس 15 فيلما طويلا على نيل النجمة الذهبية للمهرجان، وتألفت لجنة تحكيم المهرجان من 9 أعضاء برئاسة المخرج السينمائي الفرنسي جان جاك آنو. كما احتفى المهرجان بعدد من السينمائيين الدوليين والعرب في مقدمتهم مخرج الفيلم الشهير "تاكسي درايفر" مارتن سكورسيزى والممثل المغربي حميدو، الذي اكتسب شهرة واسعة من خلال عدة أفلام عالمية وفرنسية ومغربية. وكرم المهرجان أيضا أحد كبار الأسماء الهوليودية، لياش شوبرا، وكذا النجم الإيراني صيف علي خان. إضافة إلى عرض عدد من أفلام المخرج الإيراني عباس كيورستامي، الذي تحظى أفلامه بشعبية كبيرة داخل إيران وخارجها. وركز المهرجان أيضا على السينما الأسبانية، من خلال عرض بانوراما عنها خلال الخمسين سنة الماضية.
مهرجان الأفلام الجيدة
جاءت هذه الدورة لتعطي دفعة جديدة لهذا المهرجان الفتي، الذي عرف مشاركة 124 فيلما من مختلف التجارب السينمائية العالمية، مسجلا بذلك ضعف ما تم عرضه في السنة الماضية. وتميزت هذه السنة بمشاركة عدد من الدول من أوروبا وأمريكا وأسيا في حين كانت المشاركة العربية ضعيفة وتمثلت فقط في فيلمين، واحد من سوريا والآخر من المغرب. وكانت الأفلام المشاركة، مزيجا من أفلام تعرض لأول مرة وأفلام أخرى لمخرجين شباب، كان يحدوهم الطموح للصعود إلى منصة التتويج. وعن نوعية الأفلام المشاركة، صرح السيد نور الدين الصايل الرئيس المنتدب للمهرجان، قائلا: "إن المهرجان يراعي الجودة والتنافسية ليس بين الدول ولكن بين الأفلام" وأضاف قائلا: "إن شعارنا هو المساواة بين كل التجارب، بحيث أننا نمنح الفرصة للجميع، ونختار فقط الأفلام التي تتميز بمستوى فني عالي". وللإشارة تم تتويج الفيلم الكارجيستاني"سرتان" بالنجمة الذهبية، وفاز الفيلم السوري " باب المقام" لمخرجه محمد ملص بجائزة لجنة التحكيم مناصفة مع الفيلم الكندي. وأكد رئيس لجنة التحكيم "جان جاك أنو" في حفل الاختتام على أن على أن كل الأفلام المشاركة تستحق أن تكون في أكبر المهرجانات العالمية.
مستقبل المهرجان
على الرغم من كون مهرجان مراكش الدولي للفيلم من المهرجانات الشابة، فانه لقي اهتماما كبيرا. ويتجلى ذلك في عدد الفنانين المشاركين، الذي بلغ 1100 فنان من مخرجين وكتاب سيناريو وممثلين منهم 400 فنان دولي والباقي مغاربة. أما فيما يخص المتابعة الإعلامية فتجاوز عدد الصحفيين 600، منهم 220 أجنبي. لذلك فان الطموح يحدو المنظمين للرفع من مستواه وجعله في مصاف المهرجانات الكبيرة، ولا غرو في ذلك فالسيد نور الدين الصايل الرئيس المنتدب للمهرجان، هو أحد الوجوه السينمائية المحترمة في هذا المجال، ولقد صرح جوابا عن سؤال لموقعنا، قائلا: إن الحديث عن القيمة الجديدة للمهرجان، هو حديث سابق لأوانه، فخمس سنوات غير كافية، بالمقارنة مع بعض المهرجانات التي تجاوزت الخمسين سنة. غير أننا نطمح فعلا أن نجعل منه قبلة عالمية للسينمائيين، إذا ما توفرت ثلاث شروط: هي الاستمرارية والاستثمار والإرادة.