مرسي يدعو للاستفتاء على الدستور وإلى حوار وطني "جاد"
١ ديسمبر ٢٠١٢أعلن الرئيس المصري محمد مرسي، مساء السبت (الأول من كانون الأول/ ديسمبر 2012)، أنه قرر دعوة الناخبين للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد في 15 ديسمبر/ كانون الأول. وجاء قرار مرسي في كلمة ألقاها بعد أن تسلم نص المشروع بصيغته النهائية من المستشار حسام الغرياني، رئيس اللجنة التأسيسية، التي وضعت مشروع الدستور. ودعا مرسي في كلمته إلى "حوار وطني جاد" لإنهاء المرحلة الانتقالية في البلاد.
وطالب حسام الغرياني الرئيس مرسي بدعوة الشعب للاستفتاء على الدستور، مشيرا في خطاب ألقاه قبيل تسليم الرئيس مسودة الدستور، إلى أنه في حال موافقة الشعب المصري على الدستور، ستسقط جميع الإعلانات الدستورية السابقة وتنتهي المرحلة الانتقالية.
وكانت الجمعية قد وافقت على عجل صباح أمس الجمعة على المسودة النهائية للدستور بالإجماع فيما قالت المعارضة إنه يقيد حرية الدين ويتجاهل حقوق المرأة. والمسودة النهائية التي من المتوقع أن يتم طرحها للاستفتاء العام أبقت على عبارة أن "مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع" بنصها الذي كانت عليه في الدستور السابق. ولكنها وسعت قضية دمج "الأحكام الرئيسية للشريعة" لتثير المخاوف من انتهاج سياسة تمييز محتملة ضد المرأة فيما يتعلق بالزواج والطلاق وحياة الأسرة.
وقد انسحبت القوى المدنية من الجمعية التأسيسية اعتراضا على تجاهل ملاحظاتها بشان الدستور. وفي أول رد فعل على طرح الاستفتاء على الدستور، قال الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور المعارض، على حسابه على تويتر، "الدكتور مرسي يطرح للاستفتاء مشروع دستور يعصف بحقوق المصريين وحرياتهم. يوم بائس وحزين. وكأن ثورة لم تقم وكأن نظاما لم يسقط. الحق سينتصر".
ومع إنهاء الرئيس المصري لكلمته، ظهرت علامات الاحتفال على المتظاهرين المؤيدين لقرارات مرسي، والمحتشدين في ميدان النهضة، قرب جامعة القاهرة. وجاء الإسلاميون، الذين قدر عددهم بمئات الألوف، إلى القاهرة من محافظات مختلفة وغصت بهم شوارع أمام جامعة القاهرة وحولها مرددين هتافات تطالب مرسي، الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، بالإصرار على الإعلان الدستوري.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين وجماعات إسلامية أخرى دعت لتنظيم المظاهرة في ميدان التحرير لكنها نقلت مكان المظاهرة إلى مدينة الجيزة على الضفة الغربية لنيل القاهرة بعد مخاوف من اشتباكات دموية بين المتظاهرين ومعارضين لمرسي يعتصمون في الميدان منذ نحو عشرة أيام. وأقيمت منصة كبيرة في ميدان النهضة، اعتلاها متظاهرون يحملون مكبرات صوت يطلقون من خلالها شعارات مؤيدة لمرسي ومناهضة لمعارضيه خصوصا مؤسس حزب الدستور محمد البرادعي ومؤسس حركة التيار الشعبي حمدين صباحي.
وكان آلاف المتظاهرين قد خرجوا في أنحاء مصر لإدانة الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري محمد مرسي مؤخراً والذي زاد فيه من صلاحياته وحصن جميع قراراته من الطعن عليها قضائياً، كما حصن الجمعية التأسيسية للدستور.
ف.ي/ ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب ا)