مرسي يلتقي في سيناء عائلات مسيحية تلقت تهديدات بالقتل
٥ أكتوبر ٢٠١٢توجه الرئيس المصري محمد مرسي الجمعة (05 أكتوبر/ تشرين الأول) إلى سيناء للقاء عائلات قبطية هربت من مدينة رفح بعد تلقيها تهديدات بالقتل. وقد شارك مرسي في صلاة الجمعة في مسجد العريش، كبرى مدن شمال سيناء، قبل أن يتحدث أمام وجهاء من البدو وسكان وفق مشاهد بثها التلفزيون الرسمي. وأفاد حاضرون لفرانس برس أن عائلات مسيحية من رفح كانت بين من التقوا الرئيس. وأكد مرسي تمسكه بأمن جميع المصريين، ثم توجه إلى "الإخوة الأقباط"، مشدداً على أن حقوقهم مضمونة و"أمنكم هو أمننا".
وذكر التلفزيون الرسمي أن مرسي زار سيناء أيضاً ليحتفل مع "أبنائها" بذكرى حرب أكتوبر 1973، وخصوصاً أن المنطقة عانت تهميشاً وعدم استقرار منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك.
ويقول سكان ومسؤولون إن عددا من العائلات القبطية في مدينة رفح الحدودية مع قطاع غزة، فرت إلى العريش التي تبعد ثلاثين كلم بعدما تلقت تهديدات بالقتل من إسلاميين. وذكر سكان أن منشورات وزعت في رفح طالبت المجموعة القبطية الصغيرة بالمغادرة تحت طائلة التعرض للقتل. وبعد أيام، تعرض متجر تملكه عائلة قبطية لإطلاق نار.
ونفى رئيس الوزراء هشام قنديل حصول أي "عملية ترحيل" بالقوة، لكن المجلس الوطني لحقوق الإنسان أكد أن "تهديدات" أرغمت عائلات قبطية في رفح على المغادرة.
تدابير أمنية مشددة في العريش
وجرت زيارة مرسي للعريش في ظل تدابير أمنية مشددة، فقد انتشر مئات الجنود على مداخل المدينة وتمركزت مدرعات في الشوارع، كما ذكر مصدر أمني. وأكدت صحيفة "المصري اليوم" أن الرئيس مرسي كان سيزور رفح لكن زيارته لسيناء ستقتصر على العريش بسبب "تدهور الوضع الأمني".
وتشهد سيناء اضطرابات منذ سقوط الرئيس السابق حسني مبارك مع تصاعد أنشطة لمجموعات متطرفة. وشن الجيش فيها عملية واسعة النطاق مطلع آب/ أغسطس بعد هجوم أسفر عن مقتل 16 من حرس الحدود المصريين.
ويزداد تخوف الأقباط (من 6 إلى 10 بالمائة من أصل 82 مليون مصري) الذين يقولون إنهم عانوا من التهميش إبان حكم مبارك، على سلامتهم منذ وصول مرسي المنبثق من التيار الإسلامي إلى السلطة. وقد تعرضوا لاعتداءات كثيرة في السنوات الماضية.
ويسود الوئام علاقات المسلمين والأقلية المسيحية في مصر، لكن نزاعات تتصل ببناء وصيانة الكنائس وتغيير الديانة وعلاقات الرجال والنساء من الجانبين تسببت في أعمال عنف في بعض الحالات. وشاب التوتر الأجواء بين الجانبين بعد الاحتجاجات الواسعة في العالم الإسلامي الشهر الماضي على فيلم "براءة المسلمين" المسيء للنبي محمد الذي أنتج في الولايات المتحدة ونشر عبر موقع يوتيوب على الإنترنت.
ش.ع/ ع.غ (أ.ف.ب، رويترز)