مرشحون من أصل عربي في الانتخابات الألمانية
١٣ سبتمبر ٢٠١٣من بين المرشحين ذوي الأصول العربية الذين يسعون للفوز بمقعد داخل البرلمان الألماني (بوندستاغ) هالة كندلبيرغار ذات الأصول المصرية، وبنيامين فايس ذو الأصول التونسية وعلى الديلاني ذو الأصول اليمنية.
أصول وأحزاب مختلفة بأهداف مشتركة
وُلدت هالة كندلبيرغار ودرست في مصر لتهاجر عام 1998 إلى ألمانيا لتلتحق بزوجها الألماني. قررت كندلبيرغر خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة كمرشحة باسم حزب الخضر في مدينة بوتسدام بعد تجربة كبيرة في مجال الاندماج والاهتمام بقضايا المهاجرين. وترغب هالة كندلبيرغار في "خدمة قضايا المهاجرين خصوصاً فيما يتعلق بدروس تعلم اللغة الألمانية وفرص العمل". كما قالت في حوار معها. وتحظى كندلبيرغار بدعم من زوجها ومن العديد من الأصدقاء الذين نصحوها بالدخول إلى حزب سياسي لمواصلة المشاريع التي ساهمت في إطلاقها على رأس برلمان الأجانب في مدينة بوتسدام.
يبلغ بنيامين فايس 28 عاماً وهو مرشح باسم حزب الخضر. وعن الأسباب التي دفعته إلى خوض هذه التجربة يقول فايس: "قررت الترشح لأنني أظن أن ألمانيا في حاجة إلى تغيير خصوصاً فيما يتعلق بالعدالة الاجتماعية التي يجب دعمها بشكل أكبر، كما يجب رفع الأجور المتدنية التي يحصل عليها العديد من العمال، وهدفي هو تحقيق تلك الأمور". رغم أن السياسي الشاب فايس ينحدر من أصول مهاجرة إلا أن البرنامج الذي يسعى لتحقيقه لا يقتصر على المهاجرين فقط. لأنه "منفتح على كل الثقافات ومع المساواة في الفرص للجميع بغض النظر عن أصولهم، خصوصاً في مجال التعليم" حسب تعبيره.
أما على الديلاني البالغ من العمر 32 عاماً، فإن اتخاذه خطوة المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة كمرشح باسم حزب اليسار أملتها العديد من الدوافع. في هذا الصدد يقول: "جئت إلى ألمانيا قبل ثماني سنوات رفقة أسرتي كلاجئين سياسيين، فتجاربي كابن لرجل سياسة ومعاناتي في سوق الشغل في ألمانيا هي التي دفعتني إلى الانضمام إلى حزب سياسي يساري ألماني". وعلى عكس بنيامين فايس فإن علي الديلاني يسعى بالدرجة الأولى إلى تحقيق بعض المكاسب للألمان من أصول مهاجرة تماماً كهالة كندلبيرغار. ويرى بأن الألمان من أصول مهاجرة "يتحتم عليهم التعبير عن آرائهم السياسية والمشاركة في العملية السياسية بشكل فعال".
وزيرة ألمانية: المشاركة السياسية للمهاجرين مهمة وضرورية
وفي حوار مع سيلفيا لورمان، وزيرة التعليم والتكوين في ولاية وستفاليا شمال الراين حول أهمية المشاركة السياسية للمهاجرين في ألمانيا، تدافع الوزيرة من حزب الخضر عن حق مشاركة المهاجرين في الانتخابات للمساهمة في تدبير شؤونهم.
وبدورها تشدد الباحثة في العلوم السياسية في جامعة برلين الحرة هدى صلاح على أهمية مشاركة الألمان من أصول عربية في الانتخابات الألمانية كمنتخبين أو كمرشحين "لأنهم جزء من المجتمع الألماني ومن خلال مشاركتهم في العملية السياسية يؤدون حقهم وواجباتهم تجاه دولة ألمانيا" على حد تعبيرها.
أسباب ضعف مشاركة عرب ألمانيا في السياسة
غير أن عدد الألمان من أصول مهاجرة بشكل عام ومن الأصول العربية بشكل خاص، قليل جداً داخل الأحزاب السياسية الألمانية وهو ما يُرجعه السياسي الشاب علي الديلاني إلى "الاعتراف المتأخر بالمهاجرين كمواطنين ألمان". فالمجتمع الألماني والأحزاب السياسية كانوا ينظرون إلى المهاجرين "كزائرين" سيرجعون إلى بلدانهم الأصلية بعد نهاية عقود عملهم.
أما هالة كندلبيرغار فتُرجع ذلك إلى عدة عوامل وتقول، في هذا السياق: "أولا الجالية العربية في ألمانيا قليلة مقارنة مع الأتراك، إضافة إلى ذلك فغالبية العرب منشغلون بالحياة اليومية الخاصة وليس بالسياسة التي تحتاج طاقة كبيرة وتضحية وصبرا". وتنتقد هالة كندلبيرغار "ضعف ثقافة العمل التطوعي لدى الهاجرين من أصول عربية" وأيضا "تشبع العديد منهم بالثقافة السلطوية التي تعتمد على الآخر دون أخذ زمام المبادرة".
عرب ألمانيا يسعون لإفادة بلدانهم الأصلية سياسياً
لا تقتصر أهداف السياسيين الألمان من أصول عربية على خدمة المجتمع الألماني بل تشمل أيضا بلدانهم الأصلية. فالمهاجرون العرب ـ حسب هالة كندلبيرغار ـ يمكنهم إفادة بلدانهم الأصلية بتجاربهم والمساهمة في تقدمها عبر إنشاء مشاريع مشتركة. فبلدان كمصر وتونس التي لا تزال تعيش على وقع التحولات السياسية بعد الربيع العربي في حاجة إلى دعم السياسيين الأوروبيين بشكل عام والألمان من أصول عربية بشكل خاص كما يرى بنيامين فايس. وهي نفس الفكرة التي يتقاسمها معه كل من هالة كندلبيرغار وعلي الديلاني الذين يركزان على أهمية التضامن مع شعوب العالم الثالث.
ومن بين الوجوه الألمانية من أصول مهاجرة التي لفتت الانتباه مؤخراً في الساحة السياسية الألمانية الشاب الألماني المغربي الأصل يونس وقاس الذي تم انتخابه عام 2012 في الهيئة القيادية للحزب المسيحي الديمقراطي. كما يشرف على التنظيم الطلابي لذلك الحزب في ولاية تورينغن.
كما يعرف نفس الحزب مشاركة أول مرشحة مسلمة من أصول تركية تخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة باسم ذلك الحزب وهو ما اعتبره العديد من المهاجرين كمؤشر إيجابي على نجاح سياسة الاندماج. كما يحظى السياسي الألماني من أصول يمنية طارق محمد الوزير بشعبية كبيرة في الساحة السياسية الألمانية ويتقلد العديد من المسؤوليات داخل حزب الخضر.
المصدر: المركز الألماني للإعلام ـ القاهرة
عبد الرحمان عمار