مركز أمريكي يتوقع وجود حالتين منفصلتين من جدري القرود
٥ يونيو ٢٠٢٢أكدت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة CDC أن الدراسات الجينية الحديثة تشير إلى احتمال وجود ما لا يقل عن حالتي تفشٍ كبيرتين لجدري القرود خارج إفريقيا، وهو الاكتشاف المفاجئ الذي دعا أحد المسؤولين بالمراكز إلى توقع وجود انتشار دولي أوسع للمرض.
وقام الخبراء بالمختبرات العلمية التابعة لمراكز CDC بدراسة التسلسل الجيني لثلاثة أنواع من أصل 10 فيروسات مسببة لمرض جدري القرود تم الحصول عليها من حالات الإصابة الأخيرة في الولايات المتحدة - اثنان من عام 2021 وثمانية من عام 2022 - ووجد العلماء أنها تختلف عن الفيروسات التي تم عمل تسلسل لمحتواها الجيني من قبل العديد من البلدان التي انتشر فيها المرض خاصة داخل أوروبا.
فيروسات ذات سلفٍ مشترك
ووجد العلماء أن الفيروسات الثلاثة التي تم رسم خريطتها الجينية مرتبطة بشكل واضح ببعضها البعض وأن لها سلف مشترك، إلا أنها تختلف أيضًا عن بعضها البعض عند النظر في التفاصيل، بحسب ما قالت إنغر دامون، مدير قسم مركز السيطرة على الأمراض بقسم مسببات الأمراض، في مقابلة مع موقع STAT News الأمريكي.
وأصيب الأشخاص الثلاثة الأوائل بالفيروس على نطاق جغرافي واسع بشكل مفاجئ - واحد في نيجيريا وواحد في مكان آخر في غرب إفريقيا والثالث في الشرق الأوسط أو شرق إفريقيا.
واعترفت دامون بأن هذا الانتشار الواسع الواضح لفيروس من عائلة جدري القرود في الولايات المتحدة - وهو فيروس يختلف عن السلالة المتفشية في أوروبا - يشير إلى أن حالات تفشي المرض خارج البلدان التي يُعتبر فيها الفيروس مستوطناً قد تكون قد بدأت منذ فترة أطول مما كان متوقعًا.
وقالت دامون: "نعتقد أن هذا الانتشار الجغرافي يشير إلى أنه من المحتمل أن تكون هناك مقدمات متعددة للإصابات بالمرض خارج نيجيريا في نقاط متفرقة قبل فترة من الزمن، وأنه من المحتمل أن تحدث عمليات انتقال للفيروس على مستوى العالم".
وتضيف أن الأمر يطرح السؤال: "هل توجد أماكن يمكن أن يكون الفيروس مخزناً فيها وتحتوي على عدوى بشرية ينطلق منها المرض إلى منطقة أوسع؟ أعتقد أن علينا حقًا فهم المزيد عن وضع المرض في الشرق الأوسط وشرق إفريقيا كمناطق محتملة ظهر فيها الفيروس أولاً".
انتقال جغرافي
وترى الخبيرة الأمريكية أنه من غير المرجح أن تشير التسلسلات المتباينة للفيروسات الثلاثة إلى وجود حالات انتقال فيروسية محلية لم يتم اكتشافها في الولايات المتحدة بعد الحالة التي تم اكتشافها في ولاية تكساس في يوليو الماضي، "إذ ليس لدينا أي دليل يدعم ذلك في الوقت الحالي.. لكن الفكرة هي أن ظهور المرض لدى هؤلاء الأفراد كان مرتبطًا بواقعة سفرهم وانتقالهم من مكان لآخر".
وأثارت سلطات الصحة العامة الدولية بالفعل مخاوف بشأن ما إذا كان يمكن وقف انتشار مرض جدري القرود، حيث أقر هانز كلوغ، مدير المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه من غير الواضح حاليًا ما إذا كان سيتم احتواء تفشي المرض.
وعندما سُئلت عما إذا كانت تعتقد أنه يمكن وقف انتشار مرض جدري القرود ، تجنبت دامون الإجابة بشكل مباشر عن السؤال، وقالت: "يعمل الجميع بجد لمحاولة فهم ما يحدث ويتم التفكير في أدوات الصحة العامة التي يمكن استخدامها لمنع الانتشار الإضافي للمرض، بما في ذلك النظر في استخدام اللقاحات واستخدام العلاجات، والتي لا تعتبر متوفرة بشكل كبير في الوقت الحالي"، مضيفة: "أعتقد أنه فقط من خلال المراقبة المشددة والنظر في ما يحدث، سوف نفهم ما إذا كان هذا أمرًا يمكن احتواؤه."
اختبارات عاجلة للكشف عن المرض
وكان مركز السيطرة على الأمراض قد قام سابقًا بنشر أربعة تسلسلات جينية لأربعة فيروسات على قاعدة بيانات مشتركة دوليًا، حصل عليها من عزل الفيروسات من حالات أمريكية أصيبت عام 2022. وحتى اليوم تم الإبلاغ عن 21 حالة إصابة ظهرت في 11 ولاية منذ بدء حالة التفشي.
وبحسب CDC فقد أصيبت جميع الحالات الأخيرة في الولايات المتحدة بسلسلة غرب إفريقيا من جدري القرود، وهي أيضًا السلالة المسؤولة عن تفشي المرض في أوروبا.
ومنذ منتصف مايو، عندما نبهت السلطات الصحية في المملكة المتحدة العالم إلى حقيقة أن جدري القرود بدأ في الانتقال إليها، أبلغت نحو 40 دولة في أوروبا والأمريكتين والشرق الأوسط وأستراليا عن حوالي 800 حالة مؤكدة.
وقالت دامون إن الفيروسات الستة الأخرى التي جمعت في عام 2022 والتي قام مركز السيطرة على الأمراض بعمل تسلسل جيني لها تشبه إلى حد بعيد الفيروسات التي نشر العلماء الأوروبيين تسلسلها الجيني.
وقالت: "عند وضع كل هذه التحليلات إلى جانب بعضها ودراستها عن كثب بدأنا نعتقد حقًا أنها مرتبطة جميعًا بحالة التفشي نفسها"، مشيرة إلى أنه أصبح من الضروري على الأطباء التعامل في الوقت الحالي مع أي حالة قروح جلدية غير عادية على أنها حالة "جدري قرود"، مؤكدة أنه "قد يكون علينا في القريب العاجل البدء في عمل اختبارات للكشف عن المرض".
عماد حسن