مركز للعلاج والتأهيل النفسي لللاجئين السوريين في عمان
١٢ أبريل ٢٠١٤في شارع جانبي هادئ في العاصمة الأردنية عمان، يوجد مركز العلاج وإعادة التأهيل الطبي والنفسي الذي أسسته المنظمة غير الحكومية "سوريات عبر الحدود". ويستفيد من خدمات المركز حالياً 18 مريضاً، من بينهم مروان وهو طالب من درعا يبلغ من العمر 21 عاما.
في إحدى الغارات، فقد مروان أمه وأخته في أغسطس/ آب 2013، بينما أصيب هو إصابة بالغة، استدعت نقله إلى جانب باقي المصابين إلى إحدى المستشفيات الميدانية القريبة. لكن وبسبب افتقار المستشفى إلى الدواء ومستلزمات إجراء عملية جراحية، قرر بعض المساعدين نقله إلى الأردن.
من المتوقع أن يبقى مروان في المركز لمدة عام كامل، حيث يتابع علاجه في أمان. ورغم تحسن حالته الصحية، إلا أنه يعاني من "الكوابيس ليلا ومن آلام في الرأس نهاراً"، كما يقول. وليس مروان وحده في المركز من يعاني جراء تبعات الحرب، بل هناك كثير من المرضى يتقاسمون معه معاناته.
لذلك من المهم أيضا إلى جانب الرعاية الطبية تقديم الدعم النفسي للاجئين السوريين المتواجدين في المركز، وتوفير جو ملائم يساعدهم على تحمل آلامهم، كما تقول سمارة الأتاسي، وهي صيدلانية سورية تبلغ من العمر 31 عاما، أسست مع أربع من صديقاتها المنظمة غير الحكومية "سوريات عبر الحدود" التي تشرف على مركز العلاج وإعادة التأهيل الطبي والنفسي للاجئين السوريين في عمان. ومعظم المرضى الذين يستفيدون من العلاج في المركز هم من المدنيين، باستثناء قلة قليلة هي التي أصيبت في معارك عسكرية.
وحسب أحدث التقارير الصادرة عن المنظمة الدولية للمعاقين (HI)، فإن 60 ألف من اللاجئين السوريين المتواجدين في الأردن ولبنان مصابين بإعاقات دائمة. وتعتبر نفس المنظمة أن ثلاثين في المئة من اللاجئين السوريين في حاجة إلى الحماية بسبب الإعاقة أوإصابتهم بأمراض مزمنة.
وترى سمارة الآتاسي أن هذه المعطيات التي تبين مدى فداحة الإصابات تشكل تحديا بالنسبة للمجتمع السوري. وتقول الآتاسي عن اللاجئين المصابين: "نحن أناس مثلهم وهم مثلنا. كان قدرهم أن يصابوا، ويجب على المجتمع مستقبلاً أن يتيح للجميع فرصة العيش بشكل مستقل". وهذا ما يطمح إليه مروان الذي بدأ في تحسين معارفه في اللغة الإنجليزية، وهو مصمم على العودة إلى الجامعة لإتمام دراسته بعد انتهاء فترة علاجه، واضعا نصب عينيه تحقيق حلمه في أن يصبح مهندساً.