مروان عيسى والسنوار ورفاقهما: من هم أصحاب القرار في حماس؟
٢٠ مارس ٢٠٢٤مروان عيسى هو أحد الشخصيات القيادية في حركة حماس في قطاع غزة. ويعتبر أحد العقول المدبرة لمجزرة 7 أكتوبر التي اجتاح فيها إرهابيو حماس التحصينات الحدودية لقطاع غزة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1200 مدني واختطاف حوالي 240 شخصا كرهائن. وأكدت الولايات المتحدة، يوم الإثنين (18 مارس/آذار)، مقتل عيسى خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
القيادي في كتائب القسام: مروان عيسى
ولد مروان عيسى عام 1965 في مخيم للاجئين في غزة. جاءت عائلته من منطقة قريبة من عسقلان في إسرائيل الحالية، وفرّت عام 1949 إلى قطاع غزة الذي كان تحت السيطرة المصرية آنذاك. كل ما يُعرف عن شباب عيسى هو أنه كان ينتمي في البداية إلى جماعة الإخوان المسلمين، التي تطورت منها حماس فيما بعد لتصبح منظمة فرعية. قضى عقوبة السجن لمدة خمس سنوات في إسرائيل خلال الانتفاضة الأولى (1987-1993). كما اعتقلت السلطة الفلسطينية عيسى عام 1997، إلا أنه تم إطلاق سراحه بعد اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000.
ثم انضم إلى كتائب القسام، التي تعتبر الجناح العسكري لحركة حماس. وهذا الجناح العسكري مسؤول عن تنفيذ العديد من الهجمات الانتحارية في إسرائيل. ويشغل عيسى منذ عام 2012 منصب نائب قائد الكتائب وعضوا في المكتب السياسي لحركة حماس.
كان عيسى على رأس قائمة المطلوبين الإسرائيليين لسنوات؛ ولقد نجا مروان عيسى من عدة محاولات اغتيال استهدفته بها إسرائيل. وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، وضعه الاتحاد الأوروبي أيضا على قائمة الإرهاب. وجرى الإعلان عن مقتل عيسى الأسبوع الماضي في هجوم إسرائيلي على نفق تابع لحماس بالقرب من مخيم النصيرات للاجئين.
"جزار خان يونس": يحيى السنوار
يحيى السنوار، قائد حركة حماس الإسلاموية المسلحة في قطاع غزة، هو أكثر المطلوبين في إسرائيل حاليا. لأنه يقال إنه كان العقل المدبر وراء الهجوم الإرهابي الدموي يوم 7 أكتوبر.
يعتبر السنوار شخصية كاريزماتية وذكية جدا، ولكنه أيضا قاس: السنوار (61 عاما) يقود حماس في غزة بقبضة حديدية. ولد عام 1962 في مخيم خان يونس للاجئين في جنوب قطاع غزة، وكان أحد مؤسسي حركة حماس في أواخر الثمانينات، وشارك في تأسيس جناحها العسكري، كتائب القسام، التي قامت بالعديد من الهجمات الانتحارية في إسرائيل. كما عاقب من يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل في صفوف حركته، بوحشية شديدة، حتى أصبح يعرف باسم "جزار خان يونس".
وفي عام 1988، حكمت عليه محكمة إسرائيلية بأربعة أحكام بالسجن المؤبد، بتهمة قتل عدد من المتعاونين المشتبه بهم وجنديين إسرائيليين. وفي السجن، تعلم السنوار اللغة العبرية ودرس عقلية "العدو" من خلال قراءة كتب لشخصيات إسرائيلية مشهورة. وكانت حياته في خطر مؤقت، بسبب خراج في الدماغ. وأنقذ أطباء إسرائيليون حياته بعملية جراحية. وبعد 22 عاما في السجن، تم إطلاق سراح السنوار في عام 2011 مع أكثر من ألف معتقل فلسطيني آخر، مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. عاد السنوار إلى غزة، وأصبح منذ ذلك الحين مسؤولاً عن التواصل بين الجناحين العسكري والسياسي لحركة حماس. وفي عام 2017 أصبح قائدا للتنظيم الإرهابي في قطاع غزة.
واتهم بنيامين نتنياهو السنوار مؤخرا بالتضحية بالمدنيين الفلسطينيين في المعركة ضد إسرائيل. وبحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن السنوار غير مهتم بمصير شعبه ويتصرف "مثل هتلر صغير في مخبأه".
ويفترض أن السنوار قد غادر الآن واحدا على الأقل من هذه المخابئ. وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، فقد فرّ من القتال في شمال غزة وتوجه جنوبا، وهو الآن في منطقة بمسقط رأسه خان يونس.
"قط بتسع أرواح": محمد الضيف
يدير محمد الضيف، منذ عام 2002، كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس في غزة. وتتهمه إسرائيل بالمسؤولية عن العديد من التفجيرات الانتحارية ومقتل العشرات من الجنود والمدنيين الإسرائيليين. وهو أيضا مشارك في المسؤولية عن النظام الواسع للأنفاق التابع لحماس في غزة. ويفترض أن الضيف هو الذي خطط وقاد إلى حد كبير الهجوم المدمر الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين أول. ويأمل الجيش الإسرائيلي أيضا بأن يتمكن من تصفيته خلال عمليته العسكرية.
ويعتبر محمد الضيف أحد أكثر الرجال المطلوبين في إسرائيل منذ عام 1995. وفي عام 2000، كان محتجزا لدى إسرائيل، لكنه تمكن من الفرار خلال اضطرابات الانتفاضة الثانية، الانتفاضة الفلسطينية المسلحة بين عامي 2000 و2005. ومن حينها لم يترك خلفه أي أثر تقريبا. وقد نجا من سبع محاولات اغتيال، لكن بعضها أصابته بجروح خطيرة:
وقد فقد عينا وقدما وجزءا من إحدى ذراعيه. وقُتل عدد من أفراد عائلته في الهجمات. لا يظهر الضيف بشكل علني إطلاقا؛ فالصورة الوحيدة المعروفة له تعود إلى عام 2000. وكل ما يُعرف عنه هو أنه ينام منذ سنوات في منزل مختلف كل ليلة، بغية حماية نفسه من الهجمات الإسرائيلية.
القادة في قطر: إسماعيل هنية وخالد مشعل
إن تفكيك حماس بشكل كامل قد يكون أمرا صعبا بالنسبة لإسرائيل، فاثنين من أهم شخصياتها القيادية ليسا موجودين في غزة، وإنما يقيمان في إمارة قطر الخليجية. فمن ناحية، إسماعيل هنية، الذي يعتبر بشكل عام المرشد الأعلى للتنظيم. والذي وُلد في مخيم للاجئين في قطاع غزة. والتحق هنية في البداية بمدرسة تابعة للأمم المتحدة ثم درس في الجامعة الإسلامية في غزة، حيث كان على اتصال بحركات استقلال راديكالية.
وفي عام 1993 جرى تعيينه عميدا لكلية الآداب، ثم في عام 1997 مديرا لمكتب المرشد الروحي لحركة حماس. وعقب فوز حماس في الانتخابات التي أجريت في عام 2006، عُيّن هنية رئيسا للوزراء الفلسطيني من قبل الرئيس محمود عباس. ولكن جرى عزله من المنصب بعد عام واحد فقط، بعد أن طردت حماس، خلال موجة من أعمال العنف القاتلة، حركة فتح التي يتزعمها الرئيس عباس من قطاع غزة. ولم يقبل هنية تلك الإقالة، ولهذا السبب لا تزال الأراضي الفلسطينية منقسمة فعليا إلى قسمين: تحكم فتح في الضفة الغربية، وتحكم حماس في قطاع غزة. وفي عام 2017، جرى انتخاب هنية رئيسا للمكتب السياسي خلفا لخالد مشعل.
وُلد خالد مشعل في الضفة الغربية عام 1956، ودرس الفيزياء في جامعة الكويت. جنح مشعل نحو التطرف خلال فترة الجامعة. وعاش بعد ذلك في سوريا والأردن، حيث أصبح عضوا مؤسسا لحركة حماس ورئيسا لها في عام 1996. ودعا باستمرار إلى الإرهاب ضد إسرائيل. وفي عام 1997 نجا من محاولة اغتيال قام بها جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد). وعندما سافر مشعل إلى غزة عبر مصر للاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس حماس في عام 2012، دخل لأول مرة منذ 45 عاما أرضا فلسطينية، لفترة وجيزة. وفي عام 2017، ترك منصبه كرئيس للمكتب السياسي، ليخلفه هنية. يشغل مشعل حاليا منصب رئيس مكتب العلاقات الخارجية لحركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على أنها منظمة إرهابية.
أعده للعربية: ف.ي