مسؤول أمريكي يحذر من تنامي نفوذ المتطرفين الإسلاميين في سوريا
٢١ يوليو ٢٠١٣
قال ديفيد شيد، نائب مدير وكالة مخابرات الدفاع الأمريكية في وزارة الدفاع " البنتاغون" إن مقاتلي المعارضة الإسلاميين الراديكاليين سيسيطرون على الجماعات الأخرى الكثيرة التي تعارض نظام الرئيس السوري بشار الأسد إذا لم يتم كبح جماحهم. بيد أن شيد لم يؤيد بشكل مباشر أي شكل من تدخل الولايات المتحدة أو حلفائها، قائلا إن الأمر يعود لصناع القرار السياسي. وفي كلمة أمام منتدى "أسبين" الأمني في كولورادو قال شيد إنه أحصى ما لا يقل عن 1200 جماعة في المعارضة السورية، حسب تعبيره.
وأضاف المسؤول الأمريكي أن كثيرا من هذه الجماعات منشغل بالشكاوى المحلية، مثل نقص المياه الصالحة للشرب في قراهم. وقال: "أخشى جدا من أنه إذا تُركت دون رادع فإن أكثر العناصر تطرفا ستسيطر على قطاعات أكبر"، ملمحا بقوة إلى ضرورة وجود شكل ما من أشكال التدخل الخارجي. وأضاف شيد أن الأزمة السورية ستستمر طويلا وربما لسنوات عديدة، وهو أمر قد يترك مناطق واسعة من سوريا معرضة لاحتمال أن يسيطر عليها المقاتلون المتطرفون.
وحذر شيد من أن المقاتلين الأجانب "لن يعودوا لأوطانهم عندما تنتهي الحرب"، متصورا سيناريو ينسحب فيه الأسد وأتباعه إلى جيب آمن لهم، فيما تصبح المناطق الأخرى من البلاد محل صراع. وأضاف في هذا السياق "سيتقاتلون على هذه المناطق وسيظلون هناك لفترة طويلة"، حسب تعبيره. وأعترف المسؤول الأمريكي بأن لا احد في وكالة مخابرات الدفاع الأمريكية كان يعتقد أن نظام الأسد سيسقط بسرعة.
وهي تصريحات تتعارض مع على ما يبدو مع توقعات مسؤولين أمريكيين آخرين أدلوا بها قبل عام واعتقدوا أن أيام الأسد معدودة. ونصح المسؤول المخابراتي الأمريكي إدارة بلاده بعدم الانغماس في الصراع السوري وقال"أعتقد أن الاعتماد على الحلفاء في المنطقة أفضل حل لنا".
ميدانيا شهد محيط مطارات حلب اليوم الأحد (21 تموز/يوليو 2013) تجددا للقتال بين الجماعات المعارضة المقاتلة والقوات النظامية في محاولة من المعارضة ومنذ أشهر لفرض سيطرتها على تلك المواقع المهمة. وترافقت تلك المعارك مع مواجهات مسلحة في عدد من أحياء مدينة حلب، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان (معارضة).
وتحدث المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له، عن اشتباكات فجر اليوم قرب مطار حلب الدولي المغلق منذ كانون الثاني/ يناير ومطار النيرب العسكري الملاصق له. وكان المرصد قد تحدث مساء أمس السبت عن اشتباكات في محيط مطار كويرس العسكري الذي يبعد حوالي 40 كم شرق حلب. وأوضح أن اشتباكات عنيفة دارت وتدور عند أطراف حي سليمان الحلبي بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية.
على صعيد آخر ذكر المرصد السوري أن مواجهات مسلحة اندلعت بين مقاتلين سوريين أكراد وعناصر من جماعة إسلامية تابعة لما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" مساء أمس السبت واستمرت حتى ساعات متأخرة من الليل. وتمكن الأكراد خلال المعارك اسر أمير الجماعة الإرهابية في مدينة تل أبيض. لكن معلومات إعلامية أشارت لاحقا إلى أن الأمير المدعو "أبو مصعب" قد تم إطلاق سراحه من قبل المقاتلين الأكراد بعد أن توصل الجانبان إلى هدنة، حيث يسود الهدوء كل المناطق التي شهدت الليلة الماضية قتالا عنيفا. وأسفرت المعارك الطاحنة الليلة الماضية عن سقوط قتلى وجرحى. بقي أن نشير إلى أنه لم يتسن لنا التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة.