مسئولة أممية: احتمال سقوط مئات القتلى في تناحر قبلي بجنوب السودان
٤ يناير ٢٠١٢حذرت ليز غراند منسقة العمل الإنساني للأمم المتحدة في جنوب السودان من أن آلاف المتضررين من أعمال العنف القبلية التي اندلعت مؤخرا في بلدة بيبور الواقعة في ولاية جونقلي شرق البلاد في حاجة لمساعدة عاجلة. وقالت غراند خلال مؤتمر صحافي في عاصمة جنوب السودان جوبا "إن أعمال العنف أرغمت عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم وأدت إلى تدمير منازل وعرقلة نقل المساعدات". وأضافت أن "عشرات الأشخاص وربما المئات قتلوا، أغلبهم من النساء والأطفال... لكن الوضع لا يزال غامضا".
وبلغ النزاع القبلي في ولاية جونقلي أوجه عندما هاجم حوالي ستة آلاف مسلح من قبيلة النوير في الأيام الأخيرة بيبور إحدى بلدات قبيلة مورلي، متهمين إياهم بسرقة مواشيهم، إضافة إلى بلدة ليكونغول المجاورة بأكملها، حسب ما أفادت به اللجنة الحكومية للسلام والمصالحة.
وأدى الهجوم إلى نهب مستشفى بيبور وعيادة ليكونغول اللذين تشرف عليهما منظمة أطباء بلا حدود، مما اضطر أكثر من مائة وخمسين من العاملين فيهما إلى الفرار إلى الأدغال مع بقية السكان. وقال جان ماركس جاكوبس نائب مدير المنظمة في جنوب السودان إن السكان "فروا إلى الأدغال، لكننا لا نعلم أين هم والموقف متوتر... لا نستطيع إرسال فريق للبحث عنهم في ظل عدم توفر أي ضمانات بتأمين فريقنا".
ووضح جاكوبس أن أطباء بلا حدود هي الجهة الوحيدة التي توفر الخدمات الطبية في المنطقة. "والآن وبعد توقف مستوصفاتنا عن العمل، لا تتوفر أي خدمة صحية من أي نوع للحالات العادية أو حتى لمن يصابون خلال الاشتباكات".
من جهته أكد برنابا ماريال بنجامين وزير إعلام جنوب السودان أن الجيش أعاد بسط الأمن في البلدة وأن "بيبور باتت تحت السيطرة التامة للحكومة وأمرنا عناصر قبيلة النوير بالعودة إلى منازلهم، وهذا ما بدأوا يقومون به".
وتقدر الأمم المتحدة في تقرير أن أعمال العنف القبلية أسفرت عن مقتل أكثر من 1100 شخص في ولاية جونقلي ودفعت بحوالي 65 ألف شخص إلى الفرار عن منازلهم السنة الماضية. وتعد النزاعات القبلية وحركات التمرد من التحديات الرئيسية التي تواجهها دولة جنوب السودان الفتية التي أعلنت استقلالها عن السودان في يوليو / تموز 2011.
(ب.ع / د.ب.أ، أ.ف.ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي