مسابقة دويتشه فيله العالمية للمدونات – محطة سنوية لعالم التدوين

لم يكن الحديث عن ظاهرة المدونات يحظى بالاهتمام الكبير سابقاً، غير أنها سرعان ما أصبحت جزءا مهماً من أجزاء عالم الشبكة العنكبوتية، لتشكل ظاهرة جديدة في هذا عالم الانترنت الذي لا يعرف الحدود. وأخذ الكثير من الناس العاديين والصحفيين والسياسيين، بل وحتى أصحاب الشركات ورؤوس الأموال يكتبون ويرتادون هذه المدونات، التي أخذ عددها بالازدياد خلال السنوات القليلة الماضية.

وبينما يكتب بعض المدونين لجمهور متخصص، لإضفاء الأهمية على، ينكب البعض الآخر على الكتابة في مواضيع شتى دون تخصص للتعبير فقط عما يجوش في خاطرهم.

مقارنة مع الكثير من البلدان الأخرى فأن ظاهرة التدوين في روسيا يغلب عليها ترتبط إلى حد كبير بالطبقة المثقفة، التي تستخدم المدونات كنافذة لمناقشة الأوضاع الاجتماعية. وفي هذا السياق يؤكد أنتون نوسيك، الصحفي الروسي والخبير في شؤون المدونات، أن المدونات كانت تستخدم قبل خمس سنوات فقط من قبل الطبقة المثقفة، أما اليوم فيوجد أكثر من مليون مدون روسي. ويضيف نوسيك بالقول:

"إن هناك العديد من الأشخاص الذين لهم وجهات نظر مختلفة. والغالبية العظمى لا تكتب عن السياسة وإنما عن حياتها الخاصة والموسيقى والعمل، والسينما، لإضافة إلى مجريات الحياة اليومية."

كان تلك نتيجة توصلت دراسة أجرتها المؤسسة المتخصصة بالانترنت "ياندكس Yandex". ويصف المدون والخبير الإعلامي الروسي الكساندر بلوشيف هذه المؤسسة بالمحايدة ووبأنها تتمتع بالمصداقية والوضوح. ويرى بلوشيف أنه أصبح الآن العديد من المدونين ذوي ميول مختلفة، "وهؤلاء لهم قراء مثقفون من المهندسين والأدباء والفلاسفة كذلك".

ويعتبر نوسيك أن هناك دوافع مختلفة للتدوين، فبينما يبحث البعض عن الشهرة والمعرفة، يحاول البعض الآخر البحث عن نجاحات على المستوى المالي. ويضيف نوسيك بالقول: "وهناك فئة من المدونين تبعث عن علاقات تواصل مع مستخدمين ومتصفحين". كما أن التعليقات الهامشية على المدونات الروسية يغلب عليها الطابع الذكوري، كما أن الكثير منهم يشتمون ويتواقحون في تعليقاتهم. ويعتبر نوسيك هذا النوع من الشتائم والالفاظ البذيئة بمثابة نوع جديد من إثبات الذات. أما بلوشيف فيرى في ذلك النوع من التعليقات "قيمة للمحادثة".

تنوع اللغة والمواضيع

تعد اللغة الروسية واحدة من عشر لغات تتنافس هذا العام ايضا في مسابقة دويتشه فيله الرابعة للمدونات "البوبز – أفضل المدونات العالمية". وتحاول دويتشه فيله هذا العام تسليط الضوء على عالم المدونات المتنوع، وعلى خصائص كل لغة، بالإضافة إلى تنوع المواضيع المستنبط الآراء الشخصية والتخصصات العلمية. ولذا فإنه يحق لكل المدونين الذين يكتبون بإحدى لغات المسابقة العشرة المشاركة بهذه المنافسة العالمية. وتلك اللغات تشمل : العربية والصينية الألمانية والانجليزية والفارسية والفرنسية والهولندية والبرتغالية والروسية والاسبانية.

كما أنه بالإمكان اقتراح المدونات ابتداء من 31 آب/أغسطس من خلال موقع المسابقة. وستقوم هيئة التحكيم في الفترة ما بين 1 و 22 تشرين أول/أكتوبر بتسمية عشرة مدونات لكل فئة، وابتداء من 23 أكتوبر و14 نوفمبر يمكن لزوار موقع المسابقة التصويت لصالح المدونات المفضلة لديهم. وستقوم هيئة التحكيم في يوم 15 نوفمبر بالإعلان عن الفائزين من كل فئة. وسيجرى هذا الإعلان في متحف الاتصالات في العاصمة الألمانية برلين.

ابحث عن نفسك!

ويمكن زوار موقعنا في هذا العدد من المسابقة تحديد موقعهم من خلال خريطة غوغل، أو ما يعرف بخريطة المدونات. وسيتم عرض كل المدونات المسجلة في "البلوغوبيديا" على هذه الخريطة مع تحديد مواقعها الجغرافية. وبهذه الطريقة يمكن معرفة عدد المدونات التي تكتب في منطقة ما، بالإضافة إلى معرفة المزيد من التفاصيل حول هذه المدونات.

وتقدم التقنية الحديثة والمعروفة باسم تاغكلود (Tagcloud) خدمة أوسع لجمهور المسابقة لمعرفة التنوع الذي تتمتع به موسوعة المدونات. وهنا ستظهر الكلمات التي تم البحث عنها في الموسوعة. وكلما كان الخط أوضح، دل ذلك على بحث أوسع لهذه الكلمة أو المصطلحات، وبهذه الطريقة يمكن للمدونين معرفة طبيعة المواضيع التي تهم المتصفحين لمدونات المسابقة أو البودكاست أو كذلك مدونات الفيديو.

بقلم زاهي علاوي

موقع دويتشه فيله في الإنترنت