لماذا تراجعت أعداد المتطوعين لمساعدة اللاجئين؟
١٠ ديسمبر ٢٠١٧بدون تطوع الكثيرين ما كان بإمكاننا إنجاز عمل يوم واحد"، هذا ما قاله أولاف تسيمرمان، مدير أعمال مجلس الثقافة الألماني بمناسبة اليوم العالمي للعمل التطوعي. تفيد بيانات الحكومة الألمانية أن نحو 40 في المائة من مجموع السكان ملتزمون بالعمل التطوعي في أوقات فراغهم ـ والعدد هو نحو 25 مليون نسمة. هؤلاء يساهمون في استمرار الأندية الرياضية والأحزاب أو المبادرات الاجتماعية وقيامها بأنشطتها.
عندما قدم في خريف 2015 وفي الأشهر التي تليها مئات الآلاف من الأشخاص إلى ألمانيا بحثا عن الحماية، كان الاستعداد لتقديم المساعدة في مجال دعم اللاجئين عاليا للغاية. يقول كلاوس أولريش برولس:" في 2015 و 2016 كانت لدينا قائمة انتظار تشمل مئات الأشخاص المتطوعين الذين أبدوا استعدادهم لتقديم المساعدة". وبرولس هو مدير أعمال مجلس اللاجئين في كولونيا الذي ينشط منذ أكثر من 30 عاما في مجال حماية وحقوق اللاجئين واندماجهم.
تراجع العمل التطوعي!
والآن بعد مرور عامين على مرحلة أوج تدفق اللاجئين، تغير الوضع. "الكثير من المتطوعين تخلوا عن العمل"، يقول برولس الذي أضاف:" منذ هذه السنة على أبعد تقدير أصبحنا مجبرين على البحث عن أشخاص والقيام بحملات دعائية". خيبة الأمل والإجهاد، وكذلك تغير الأجواء تجاه اللاجئين ساهمت على ما يبدو في ذلك. نفس التجربة عايشتها سفينيا ريكرت من وكالة المتطوعين في كولونيا. هذه الوكالة تقوم بالبحث عن أشخاص يرغبون بالعمل التطوعي. تقول ريكرت: " يجب علينا فعلا البحث. وهذا ما نسمعه أيضا من مبادرات ترحيب تبحث فعلا عن الدعم وتأمل في العثور قريبا على أشخاص".
المساعدون عامل مهم في تحقيق الاندماج
لكن ما هي أسباب تراجع طلب العمل التطوعي؟ ريكرت تفترض بالقول:" ربما هذا تطور نحو الالتزام بقوة في أوقات معينة عوض فعل ذلك على المدى الطويل". في حين أن الفترة الحالية بعد مرور شهور على مجيئ اللاجئين هي الحاسمة في تقديم المساعدة. وتقول ريكرت:" الآن يرتبط الأمر بأن يحصل الناس على مكان داخل المجتمع"، وأضافت:" غالبا ما أسمع أن لاجئين موجودين هنا منذ سنتين يقولون إنهم لم ييعقدوا علاقات لحد الآن مع أشخاص هنا من كولونيا".
مبادرات مساعدة اللاجئين تبحث عن مساعدين ـ لكن سمعة الشخص المتطوع في مساعدة اللاجئين تغيرت بقوة في السنتين الماضيتين. في الوقت الذي كانت فيه النظرة إيجابية للالتزام في مساعدة اللاجئين، يبدو أن المواقف تغيرت الآن، وأصبح عاديا الاستماع إلى تعليقات سلبية في هذا الاتجاه.
تبعات الاعتداءات متزايدة على المتطوعين واللاجئين
كلاوس أولريش برولس وسفينيا ريكرت يعرفان من عملهما اليومي رسائل الكراهية والتعليقات التحريضية أو المهينة. وفي بعض المواقع تحصل في كثير من الأحيان اعتداءات. سيمون بروست من مركز المشورة المتجول ضد اليمين المتطرف في برلين يقول:" في حي نويكولن نشهد مثلا أعمال حرق سيارات وكذلك كسر زجاج النوافذ لبعض المساكن أو التهديد من خلال كتابة اسم الشخص على جدران مدخل البيوت".
إن هدف الجناة هنا هو تخويف المتطوعين لمساعدة اللاجئين وإشاعة أجواء الخوف التي تدفعهم إلى تجنب الانخراط في العمل التطوعي. ويقف وراء الاعتداءات يمينيون متطرفون. ويحاول مركز المشورة المتجول تقديم المساعدة لضحايا هذه الهجمات وتشجيعهم على مواصلة التزامهم. ويقول بروست:" أما ردود الفعل متنوعة كالأشخاص المعنيين، بعضهم يعبر عن غضبه والبعض الآخر يظهر الخوف في حين يصر آخرون على مواصلة الالتزام."
يحصل يوميا اعتداء واحد في المتوسط على سكن لطالبي اللجوء في ألمانيا. وتفيد وزارة الداخلية الألمانية أن أكثر من 1000 طالب لجوء تعرّضوا لجروح خارج مسكنهم. ولا توجد إلى حد الآن أرقام حول عدد مساعدي اللاجئين الذين تعرضوا للهجوم. لكن مع الهجمات على طالبي اللجوء ومساكنهم ينخرط المساعدون أيضا في تلك الدائرة دون إرادتهم. يأتي هذا الان وفي وقت الحاجة الماسة لهؤلاء المساعدين الذين يعملون من أجل اندماج اللاجئين.
راحل كلاين/ م.أ.م