مستقبل الغذاء في خطر
إنتاج أكبر محصول زراعي على مساحة مكدسة وضيقة مع الحفاض على الموارد هو ما تعدنا به المزارع العمودية التي يشرف عليها أندرس ريمان في كوبنهاغن. إذ تنتشر الخضراوات في هذه المزرعة المحايدة مناخيا على أربعة عشر طابقا. ويتم جني 800 كيلوغرام من الخس أسبوعيا. نموذج زراعي غير تقليدي يرى فيه ريمان فرصة مستقبلية هائلة. ويقول إن "جائحة كورونا والحرب الأوكرانية أظهرت مدى أهمية سلسلة التوريد هذه، وإن العالم بحاجة إلى إنتاج غذائي في عين المكان بالمدن كجزء من البنية التحتية". تقوم أورته غراوفينكل، بالبحث في النباتات التي يمكن إعادة زرعها في شرق ألمانيا والتي تتوافق أيضا مع الظروف المناخية المتغيرة من أجل الاستغناء عن الاستيراد من المناطق البعيدة. تقوم الباحثة بتجارب على نباتات مثل الحمص والدُّخن والقُطَيفة والكينوا والقنب الهندي. فهل ستساعد هذه الأبحاث على زراعة أكبر عدد من النباتات المقاومة للمناخ وصالحة للاستهلاك؟ الطحالب هي الأخرى غذاء له مستقبل واعد. فهي صديقة للبيئة وذات قيمة غذائية عالية. لكن هذا النوع من الأغذية ليس مفضلا لدى المستهلك في الدول الغربية. لذا يسعى يوست فاوترس المدير السابق لإحدى شركات تصنيع المشروبات الغازية لتغيير هذا الوضع. فقام بتأسيس شركة للأعشاب البحرية تجمع بين مزارع الطحالب وصناعة الأغذية. فهل يمكن للأعشاب البحرية أن تصبح غذاء المستقبل في أوروبا وأن تحد من الصيد الجماعي الجائر أيضا؟.