مسجد في برلين يتخلى عن دعم "الحب حلال" للمثليين!
٤ يوليو ٢٠٢٤منذ تأسيسه كسر مسجد "ابن رشد ـ غوته"، الذي افتتح عام 2017 في برلين، الكثير من المحظورات. فهو يُتيح الصلاة المختلطة للرجال والنساء بمن فيهن غير المحجبات. كما يفتح أبوابه لكل الطوائف والأقليات بمن فيهم المثليين، ما أدى إلى ردود فعل غير مسبوقة في ألمانيا وخارجها. ومن الدول الإسلامية التي تميزت فيها ردود الفعل بالحدة، خاصة من جهة المؤسسات الدينية مصر وتركيا. فقد انتقدت "دار الإفتاء" المصرية بشدة طريقة الصلاة المختلطة بين الرجال والنساء في المسجد الليبرالي الجديد آنذاك، وجاء في بيان للدار تناقلته وسائل إعلام عديدة : "بأن الإسلام يمنع الاختلاط الجسدي بين الرجال والنساء أثناء الصلاة، لأن ذلك يتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى أنه غير مسموح للمرأة أن تتولى الإمامة في حضرة الرجال". أما في تركيا، فقد ربطت رئاسة الشؤون الدينية فيها "ديانت" المسجد الليبرالي الجديد بحركة الداعية التركي، فتح الله غولن.
فكرة تأسيس المسجد
أقيم المسجد في قلب قاعة مستأجرة بكنيسة بروتستانتية ببرلين، في إشارة واضحة إلى تصور المؤسسين القائم على إسلام متنور ومنفتح على الديانات الأخرى. وسعى المؤسسون منذ افتتاحه إلى أن يكون المسجد مغايراً عن المساجد الأخرى، إذ أمّ المصلين في أول صلاة جمعة تُقام بالمسجد رجل وامرأة بشكل مشترك، ولم ترتد المرأة الإمامة حجابا خلال الصلاة، وذلك في محاولة للترويج لإسلام معتدل ولكسر صورة العنف والتطرف التي ألصقها الجهاديون بهذا الدين، كما يقولون.
وأثارت الصلاة المختلطة بالمسجد الذي يعد واحداً من حوالي 80 مسجداً في برلين، انتقادات واسعة، وصلت إلى حد التهديد بالقتل لأبرز المبادرين إلى تأسيسه، للمحامية والناشطة، سيران أطيش، وللإمام إلهام المانع، أستاذة العلوم السياسية، وفق تصريحات سابقة لهما.
ازدياد التهديدات منذ السابع من أكتوبر!
رغم التهديدات المتوالية منذ تأسيسه، أعلن المسجد قبل عامين عن دعمه للمثليين المسلمين من خلال وضع راية قوس قزح على جدرانه وعليها كتب شعار "الحب حلال" خلال الاحتفال بـ "شهر الفخر" الخاص بالمثليين في العاصمة الألمانية. وأوضحت مؤسسة المسجد والناشطة الحقوقية، سيران أطيش في حوار أجرته معها صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية: " أردنا إرسال رسالة مفادها أن المسلمين من مجتمع الميم غير مجبرين على الاختيار بين دينهم وميولهم الجنسية".
هذا العام، قرر المسجد التخلي عن رفع علم قوس قزح، كما أعلنت أطيش في حوارها مع الصحيفة الألمانية. وعن هذه الخطوة أوضحت، المحامية والناشطة الحقوقية إن "السبب وراء هذا القرار يعود إلى المزاج العدواني السائد". وقالت: هذا "نوع من الاستسلام للمتطرفين. لكن حجم الكراهية تجاهنا كبير"، وتابعت: "خاصة بعد أن أعلنا تضامننا مع إسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الوحشي الذي نفذته حماس ضدها". ومنذ ذلك الحين ازدادت حدة التهديدات.
مسجد "ابن رشد ـ غوته" مغلق منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي. لكن صلاة الجمعة وكذلك الاستشارات والزواج للمسلمين المثليين تقام بعد التسجيل وفي ظل احتياطات أمنية مشددة، وفق سيران أطيش. وسيشارك أعضاء المسجد أيضاً في فعالية الحوار بين الأديان بكنيسة "سانت ماري" البروتستانتية في برلين عشية اليوم العالمي للمثليين المعروف بـ " "كريستوفر ستريت داي". ووفق أطيش، تزايدت المشاعر المعادية للمثليين بين المسلمين. "مع الهجرة التي شهدناها منذ عام 2015، كما ازدادت الرغبة في استخدام العنف ضد المثليين." وأشارت المحامية بشكل خاص إلى فئة "اللاجئين القصر غير المصحوبين، ومعظمهم من الذكور المسلمين. وأكدت أن "السياسة تقلل من خطورة الأمر وتنكره".
إ.م