"مسكن لشخص واحد" في ألمانيا: فهل فقدت مؤسسة الزواج أهميتها؟
١٣ يوليو ٢٠١٢تشتهر العاصمة الألمانية برلين بأنها "عاصمة العزاب"، الأمر الذي جعل وكالات التعارف على الإنترنت تستغل هذه الصفة لتعد المسجلين عليها بعدد كبير من شركاء الحياة المحتملين الذين ربما يبحثون عن نصفهم الآخر.لكن يبدو أن هذه الوكالات ستضطر قريبا لتغيير سياستها إذ فقدت برلين هذا اللقب الذي ذهب إلى مدينة هانوفر حيث يعيش 33% من سكانها وحدهم تماما ولا يتقاسمون المسكن مع شريك الحياة.
السويد على رأس القائمة
وهذه النسبة هي نتيجة دراسة يقوم بها مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني سنويا إذ يختار عينة من المواطنين ويسألهم عن ظروف حياتهم من عدة مناح. وكان التركيز هذا العام على السؤال عن ظروف السكن ومع من يتقاسم المواطنون مسكنهم. ووفقا لنتيجة الدراسة فإن عدد الألمان الذين كانوا يعيشون وحدهم في عام 2011 تجاوز 15 مليون شخص وهو ما يعادل حوالي 20% ممن تزيد أعمارهم عن 18 عاما. ووفقا للبيانات فإن الدولة الأوروبية الأولى التي لا يتقاسم فيها أكبر عدد من الرجال والنساء السكن هي السويد.
لكن أوضاع العزاب من الرجال والنساء – على الأقل وفقا للدراسة - ليست مثالية فهم يدفعون إيجارات مرتفعة وغالبا يكونون من العاطلين عن العمل كما أنهم أكثر عرضة لمخاطر الفقر مقارنة بغيرهم ممن يعيشون وسط عائلاتهم أو مع شريك الحياة. الملاحظ أن أعداد الرجال والنساء الذين يعيشون وحدهم في ألمانيا تتزايد بشكل كبير إذ كانت نسبتهم قبل 20 عاما حوالي 14% لكن هذه النسبة زادت الآن بمقدار حوالي 33%. والملفت للنظر أن النسبة الأكبر ممن يعيشون هذه الظروف لم يختاروها بنفسهم إذ إن ما يزيد عن أربعة ملايين منهم هم نساء تجاوزت أعمارهن 65 عاما وأغلبهن من الأرامل.
أما أكبر ثاني فئة فكانت من نصيب رجال تتراوح أعمارهم بين 35 و 64 عاما فهناك حوالي أربع ملايين رجل في هذه الفئة العمرية يعيشون وحدهم، نصفهم تقريبا من العزاب الذين لم يسبق لهم الزواج. وكانت نسبة الأرامل والمطلقين في هذه الفئة العمرية قبل 20 عاما أكبر بشكل ملحوظ.
هل تتراجع أهمية الزواج كشكل اجتماعي؟
ويقول رودريش إيغلر، رئيس المكتب الاتحادي للإحصاء: "تكشف هذه النتائج عن تراجع أهمية الزواج كشكل حياة مع مرور الزمان. ولا يمكن لهذه الدراسة الكشف عن سر وجود هذا العدد الكبير من الأشخاص الذين يعيشون وحدهم، إذ يقول إيغلر إن الدراسة تهتم فقط بجمع بيانات إحصائية خاصة بالحالة الاجتماعية والدخل وحجم المسكن ومكانه.
وتستغل مواقع التعارف على الانترنت هذه الأرقام للترويج لوجود عدد كبير من العزاب والعزباوات في هذه المدينة أو تلك. بيد أن إيغلر يوضح أن وجود شخص يعيش وحده لا يعني بالضرورة أنه أعزب فربما يكون له شريك حياة وأولاد لكنهم يعيشون في مسكن آخر.
ماتياس بولينجر/ ابتسام فوزي
مراجعة : أحمد حسو