مسلحون يسيطرون على بلدة في شمال العراق
٢١ مارس ٢٠١٤سيطر مسلحون اليوم الجمعة (21 آذار/ مارس 2014) على بلدة في شمال العراق بعد اشتباكات مع قوات الأمن، في وقت قتل فيه 18 شخصا معظمهم من الشرطة في أعمال عنف متفرقة في البلاد. وقال الفريق عبد الأمير الزيدي لوكالة فرانس برس إن "مسلحين مجهولين هاجموا قوات الشرطة المتواجدة في بلدة سرحة بعد منتصف الليل، واستطاعوا بعد اشتباكات خلال الساعات الماضية السيطرة عليها". وأعلن الزيدي عن انتشار قوات الجيش العراقي بشكل مكثف حول القرية التابعة لقضاء طوزخورماتو (175 كلم شمال بغداد) والقريبة من ناحية سليمان بيك، وذلك "بهدف استعادتها".
وتأتي سيطرة المسلحين على هذه البلدة بعد نحو شهر من سقوط ناحية سليمان بيك في أيدي مجموعات مسلحة لنحو أسبوع قبل ان تستعيد قوات الأمن السيطرة عليها بعد معارك عنيفة مع المسلحين. ومنذ بداية العام الحالي، يسيطر مقاتلون مناهضون للحكومة ينتمي معظمهم إلى تنظيم ما يسمى بـ "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المعروفة اختصارا بـ "داعش"، إحدى أقوى المجموعات الإرهابية في العراق وسوريا، على الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) وعلى أجزاء من الرمادي المجاورة في محافظة الأنبار.
ذكرت مصادر أمن في العراق أن خمسة من عناصر القاعدة قتلوا اليوم الجمعة في اشتباكات مع القوات العراقية بمدينة الحلة/ 100 كيلومتر جنوب بغداد. وذكرت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن قوات من الجيش والشرطة العراقية اشتبكت اليوم مع عناصر لتنظيم القاعدة في منطقة الحامية التابعة لقضاء المسيب ما أدى إلى مقتل 5 من عناصر القاعدة جنوب بغداد. وفي كركوك (240 كلم شمال بغداد) قتل مدنيان وأصيب 26 بينهم أربعة من الشرطة بجروح في انفجار سيارتين مفخختين استهدفتا مدنيين كانوا يحتفلون بعيد النوروز في ناحية الدبس شمال غرب المدينة المتنازع عليها.
وتشهد مناطق متفرقة في عموم العراق منذ مطلع العام 2013 تصاعدا في أعمال العنف هو الأسوأ منذ موجة العنف الطائفي التي اجتاحت البلاد بين عامي 2006 و2008 وأوقعت آلاف القتلى. وقتل أكثر من 300 شخص منذ بداية شهر آذار/ مارس وأكثر من 2000 منذ بداية 2014 في أعمال العنف اليومية في العراق، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر أمنية وعسكرية وطبية.
المرجعية الشيعية تدعو لاعتماد خطط أمنية جديدة
من جانبها دعت المرجعية الشيعية العليا في العراق بزعامة علي السيستاني الحكومة إلى اعتماد خطط جديدة لضبط الأمن في البلاد والسيطرة على الانفجارات التي تخلف أعدادا كبيرة من الضحايا والأرامل واليتامى. وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، أمام آلاف من المصلين الشيعة خلال خطبة صلاة الجمعة في صحن الأمام الحسين بكربلاء، " لا تزال دوامة العنف والانفجارات في أنحاء البلاد تخلف مزيدا من الدماء والمآسي والأيتام والأرامل والمعوقين".
وأضاف الكربلائي: "سبق وأن ذكرنا أن هناك تشخيصا لبعض أسباب هذه الانفجارات ومنها الاهتمام بالجانب الاستخباري والاهتمام بالأداء المهني لرجال أجهزة الأمن وتجهيز الأجهزة الأمنية بالتقنيات الحديثة ووضع الخطط الآنية ومراجعتها لمعالجة الثغرات وأن الكثير من المسؤولين العراقيين شخصوا مثل هذه الأسباب لكن ليس هناك عمل جدي لمعالجتها".
أ.ح/ ح.ع.ح (أ ف ب، د ب أ)